أولا :إن كانت الرؤية منقولة ، فلا بد أن يكون المتحدث ، أو الناقل للرؤيا أمينا في النقل ، وأن يكون ضابطا لها ، وعالما بألفاظها ، ووقت رؤيتها ، كما لو كان صاحبها تماما ، وأن يخبرني ابتداءً بحالة صاحبها ، أو يكون عالما بحالة صاحبها عند السؤال عنه .
ثانيا :وإن كانت الرؤيـا لصاحبها ، فأفضل أن يخبرني ابتداء بوقت الرؤيا ؛ من يوم أو أسبوع ، صيفا أو شتاء ...الخ ، وأن يخبر بأسماء من رآهم في المنام ، وأن يوضح حالته الاجتماعية ؛ وقت الرؤية ، وحالته الوظيفية ، وهي أدوات لازمة لي ، والله أعلم .
وقد أكد لي معالي الشيخ الدكتور سعد الشري عضو هيئة كبار العلماء , في حوارة معي في برنامجي بالتلفاز في حلقة من الحلقات التي خرجت بها في أثناء بث برنامجي بقناة الراية , علي أنة يجب علي السائلين عن رؤاهم الا يكون قصدهم التشفي في اظهار معائب لفلان أو فلانة , لو قدر رؤيتها في المنام مثلا , وقال فضيلتة : بأنة وجد من يقول رأيت فلانا أو فلانة وهو يعمل كذا وكذا , علي سبيل التشفي وفضح المعائب , وهذا مما لا يجوز اظهارة , بل المطلوب ستر عورات المسلمين والمسلمات , وهذة فائدة رائعة أفدت منها من فضيلتة شخصيا بورك لنا في علمة .
وقال السالمي النوم راحة لقوله تعالى " وجعلنا نومكم سباتا " أي راحة، وقال بعض المعبرين رؤيا النوم تؤول على ثمانية أوجه أمن وراحة وغفلة وفساد وموت وذهاب مال وضعف قوة وسناء، وأما اليقظة فإنها تؤول بالحركة والجد والاقبال على الطاعة.
الساج
لهذه الكلمة مفهومان: الأول: تدل رؤيته في المنام على الأمراض المرافقة مع الحمى. والثاني: تدل رؤيته في المنام على الملك أو العالم أو الشاعر أو المنجم.
وقال السالمي من رأى أنه هو يفصد غيره يؤول على أربعة أوجه إما أن يكون عوانيا ويحصل على يديه غرامة، أو يكون ساعيا في مصلحة أحد ونفعه، أو يكون مخادعا خصوصا ان ضرب ولم يخرج الدم، أو يكون متعلقا بأمر وقصده نتاجه.
هو في المنام عمر الإنسان وعماده في معيشته. فإن رأى أن ساقه من حديد فإن عمره يطول. فإن رآهما من قوارير فإن أجله يقترب. وإن رأى أنه رفع ساقاً ومد ساقاً فالتفّت ساقاه بعضهما ببعض فإنه قد قرب أجله، أو قرب له أمر صعب هائل. وإن رأى ساق امرأة ثم عرفها تزوجها أو تزوج غيرها. وإذا كشفت المرأة عن ساقيها حسن دينها وصارت إلى خير مما كانت عليه. ومَن رأى على ساقي رجليه شعراً كثيراً فتركبه ديون، ويموت في السجن. ومَن رأى أنه معوّج الساق فإنه يصير زانياً. والساق مال الإنسان ومعيشته. فمَن رأى أن ساقه من حديد بقي ماله مع طول عمره، وإن كان ساقه من خشب فإنه يضعف عن طلب رزقه، والتماس معيشته، وإن رأى ساقه من فخار لم يلبث أن يموت، أو يذهب ماله. وإن كان له ولد أو دابة أو ملك، ذَهَب بعض ذلك عنه. وإن رأى ساقه نقصت فذلك نقص في ماله الذي عليه اعتماده، وقد يكون ذلك النقص في عمره. ومَن سعى على ساق واحدة ذهب نصف ماله. ومَن رأى أن ساقي رجليه قطعتا ذهب جميع ماله، وربما دلّ على موته، إلا أن يكون في الرؤيا ما يدل على الخير، فإنه ترقية نفسه بدابة يركبها، أو يدل على ركوب السفينة، أو خير يقوم به، أو صديق يصله. والساق مَن ساق يسوق، كما أن القدم من قدم يقدم، والكعب من الكاعب،، والعَقب من الأعقاب. ومَن رأى في المنام ساقاً حسنة سمينة دلّ ذلك على حسن ما يسوقه أو يساق إليه. وتكاثف الشعر على ساق المرأة ذلّة وحيلة، وربما دلّ ذلك على ظهور الأسرار وعلى الهداية بعد الضلالة، وربما دلّ الساق على الشدة. وإن رأى ساقين ملفوفتين دلّ ذلك على الخوف والبلاء. وكشف الساق دليل على ترك الصلاة والذلة بعد العز.
تدل رؤيته في المنام على رجل رئيس، صاحب مال وتدبر. والسائس لا خير فيه ولا في اسمه، لأنه ينزي فحلاً على أنثى. وربما دلّ السائس على صاحب الرقيق أو الديوث والقواد. والسائس والي الأمور لأنه مشتق من السياسة.
وأما الساعدان: في التأويل، فقريبان أو صديقان مثل الأخ والولد البالغ، ينتفع منهم ويعتمد عليهم. فإن رأى رجل امرأة حاسرة الذراعين، فإنّها الدنيا، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج. والذراع إذا ألمت، فإنّها تدل على حزن، وبطلان الأشياء التي تعمل باليد، وعلى عدم الخدم. والشعر على الذراعين دين.
وانبساط الكف: سعة الدنيا، وانقباضها ضيق الدنيا، والشعر على الكف دين وحزن. وقيل: هو مال ينبو عن يده. والشعر على ظاهره الكف، ذهاب مال.
وقال الكرماني من رأى أنه في غمرات الموت ونزعات الساق فإنه ظالم لنفسه لقوله تعالى " ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت " ، وقيل إن كان عليه دين وفاه الله عنه، وإن أمل سفرا فإنه يسافر، وقيل يذهب ماله أو تنهدم داره ويتغير مسكنه.
الساقية
تدل في المنام على مجرى الرزق وسببه كالحانوت والصناعة والسفر، وربما دلّت على القروح لمدها بالماء في مجراه مع سقيها للبساتين. وربما دلّت على السقاء والسقاية. وربمّا دلّت على محجة طريق السفر. وربما دلّت على الحلق لأنه ساقية الجسم. وربما دلّت على حياة الخلق إن كانت عامة، أو حياة بانيها إن كانت خاصة. والساقية حياة طيبة لمن يملكها، شريطة أن لا يفيض الماء من مجراه المحدود في الأرض، فإن فاض عن مجراه يمينا وشمالا فهو هام وحزن وبكاء. وكذلك لو جرت الساقية من خلال الدور والبيوت فإنها حياة طيبة إذا كان ماؤها عذباً صافياً. وقيل: مَن ملك ماء جارياً نال رياسة ومنفعة. ومَن رأى ساقية مملوءة زبلاً وكناسة وقد غسلها وأزال ما فيها فإنه يحتقن. ومَن رأى الماء يجري من رجليه تعرض لعلة الاستسقاء. ومَن رأى ساقية تجري بالماء من خارج المدينة إلى داخلها في أخدود بماء صاف والناس يحمدون اللّه تعالى ويشربون من مائها ويملؤون آنيتهم منها وكانوا في وباء انجلى عنهم، وأمدّهم اللّه سبحانه بالحياة، وإن كانوا في شدّة أتاهم اللّه تعالى بالرخاء بمطر دائم. وإن كان ماء الساقية كدرا أو مالحاً أو خارجا من الساقية مضراً بالناس فإنه سوء يقدم على الناس وينشر فيهم سقماً عاماً كالزكام في الشتاء والحمى في الصيف أو خبر مكروه عن المسافرين. ومَن رأى الساقية جارية إلى بستانه وكان عازباً تزوج، أو اشترى جارية يتزوجها، فإن كانت له زوجة أو جارية حملت منه إن شربت أرضه أو بستانه. وساقية الدم في الدار تدل على فساد المرأة التي بتلك الدار. ومَن رأى أن الساقية خرجت من مجراها وأضرت بالناس فإنها خبر سيء يأتيه. وقد تكون الساقية المرأة. ومَن رأى ساقية قطعها، فإنها مقاطعة بينه وبين امرأة. وقيل: من رأى أنه خلف ساقية فإنه يموت. ومَن رأى أنه يستقي من ساقية فإنه يصيب خيراً، يحيا حياة طيّبة. ومَن رأى أنه يشرب ماء عذبا من ساقية أو نهر فإنه يصيب عيشاً لذيذا وحياة طويلة، وإن كان ماء كدرا أو مزا كان عيشه في هم وخوف أو شدة. وقيل: هو مرض بقدر ما شرب منه. وربما دلّت السواقي على عروق الجسد التي ينمو الجسد بسقيها.
السائل
هو في المنام رجل طالب علم، فإن أُعطيَ ما سأل نال ذلك العلم، وخضوعه وتواضعه ظفر. والسائلون يدلون على حزن وهم وفكر يعرض للنفس، فإن رأى أنهم يأخذون منه شيئاً من المال فإنهم يدلون على مضرة وشدة كبيرة وموت صاحب الرؤيا، أو موت مَن يعنيه أمره، فإن رآهم داخلين إلى منزله أو قريته فإنه تشتيت يكون في بيته، فإن أخذوا مما فيه شيئاً فهو دليل على مضرة كبيرة، والسائل متعلم والمسؤول عالم. ومَن رأى أنه يسأل ولا يُعطَى فإنه يذل.
والسائس رجل صاحب رأي وتدبير. ونخاس الدواب رجل يؤثر صحبة الأشراف على المال. ومن رأى كأنّه يأكل ديوان السلطان نال ولاية بلدة، لقوله تعالى: " كُلُوا مِنْ رِزَقْ رَبِّكُم واشْكُروا لَهُ بَلْدَةٌ طيِّبَةٌ ورَبٌ غَفُورٌ " .
قال السالمي: رؤية الكرسي خير على كل حال ما لم يكن فيه ما ينكر في الشريعة، فإن كان فيه ما ينكر فليس بجيد في حق الرائي إما في الدين أو في أمر يطلبه من أمور الدنيا.
وقال السالمي إذا رأت عجوز انها حائض فإنه يدل على انقضاء أجلها، وإن رأت الطفلة انها حاضت فإنها تدل على ازالة بكارتها، وقيل رؤيا الحيض للعجوز والصغيرة يؤول بالموت، وربما دلت رؤيا الحيض للصبية على الزواج.
ومن رأى أن بحرا يجري من الأنواع السائلة فإنه تغير ملك ذلك المكان، وقيل ان كان نوعه مما يحمد في علم التعبير فهو خير في حق الملك، وإن كان نوعه مكروها فهو ضده.
وقال السالمي من رأى أنه يحمل خشبة فإنه يتكلف بمؤونة رجل منافق وإن ركب عليها وأما القصب فإنه يؤول على أوجه فمن رأى أن معه قصبا كثيرا فإنه يدل على حصول شيء بتعب قليل.
والفقير السائر يؤول على أوجه فمن رأى أنه يسأل الناس الحافا فإنه يدل على ازدياد الخير خاصة من أبواب من يعطونه شيئا فإن لم يعطوه شيئا فإنه يدل على تعسير أموره وخسارته.
نادرة روى عن عثمان تلميذ الشيخ الشبلي قال بات عندي أبو سعيد فلما مضى بعض الليل صاح بي عثمان قم أسرج فقمت واسرجت فقال رأيت الساعة كأني في الآخرة والقيامة قد قامت فنوديت فوقفت بين يدي الله تعالى وأنا ارتعد فقال أنت الذي تشير في السماع إليه مسلما لولا أعلم أنك صادق لعذبتك عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين.
الساعد
مَن رأى في المنام الساعدين فهما صديقان أو قريبان، أو أخوان أو ولدان بالغان، أو شريكان مساعدان ينتفع بهما، ويُعتَمد عليهما. ومَن رأى شخصاً يدل الساعدين أو العضدين دلّ ذلك على الشجاعة والعجب.
ومن رأى من أشراط القيامة شيئا مثل النفخ في الصور وطلوع الشمس من المغرب وخروج الدابة أو نحو ذلك فإن تأويله فتنة تظهر فيهلك فيها قوم وينجو آخرون، وينبغي للرائي أن يتوب وخروج الدجال رجل ذي بدعة وضلالة يظهر في الناس، والنفخ في الصور طاعون أو إنذار السلطان في بعث أو غيره أو قيامة تكون في البلد أو سفر عام إلى الحج والحشر ومجئ الله تعالى لفصل القضاء واجتماع الخلق للحساب عدل من الله تعالى يكون في الناس بإمام عادل يقدم عليهم أو يوم عظيم يراه الناس ويشهدونه.
من رأى الساعة الثانية من النهار فانها تؤول على وجهين خير وبركة أو تهاون في أمر، وقال بعض المعبرين رؤيا الساعات تؤول بالسنين وقيل بالاشهر وابتداء ساعات النهار إذا كان في تساويه مع الليل وهو اثنتا عشرة ساعة فتكون الساعة الاولى بمكان شهر الله المحرم، والثانية بمكان صفر، والثالثة بمكان ربيع الاول، والرابعة بمكان ربيع الثاني، والخامسة بمكان جمادى الاولى، والسادسة بمكان جمادى الآخرة، والسابعة بمكان رجب، والثامنة بمكان شعبان، والتاسعة بمكان رمضان، والعاشرة بمكان شوال، والحادية عشرة بمكان ذي القعدة، والثانية عشرة بمكان ذي الحجة.
وقال السالمي من رأى أنه يودع أحداً فإنه جيد لأنه يؤول على خمسة اوجه مراجعة المطلقة ومصالحة الشريك لأمر فيه نتيجة وربح المتجر واعادة الولاية إلى صاحبها وشفاء المريض وذلك أنه من الوداع وأنشد بعضهم شعرا:
إذا رأيت الوداع فاخرج ... ولا يهمنك البعاد
وانتظر العود عن قريب ... فإن قلب الوداع عاد
وقال السالمي من رأى أنه شبعان أو يرى فيه امتلاء من الطعام حتى لم يبق فيه سعة فإن ذلك تغيير أمره وسقوط حاله، وربما دل على انقضاء أجله إلا ان يكون فيه سعة فيكون مرزوقا في دنياه على السعة.
وأما الآيات التي هي أشراط القيامة، فإنّه خوف وحادثة، قال الله تعالى: " ومَا نُرْسِلُ بِالآيَات إلا تَخويفَاً " .
وربما دل خروج الدابة على فتنة تظهر فيهلك فيها قوم وينجو آخرون. وأما خروج الدجال، فدال على مفتون متبوع يدعو إلى بدعة تظهر وتقوم. وأما نزول عيسى عليه السلام، فدليل على عدل يكون في الأرض. فإن قتل الدجال هلك كافر أو مبتدع، وقد يقوم عليه قائم أو يقدم عليه إمام عادل.
وقال السالمي من رأى أنه يطير من مكان إلى مكان وكان طيرانه عرضا فإنه يتوجه إلى موضع لم يعهده أو يسافر سفرا وينال فيه رفعة على قدر ما استعلى من الأرض أما الطيران فيؤول بالتمني هذا إذا رؤي كثيرا وأما الطيران لأهل الصلاح فيؤول بطلب العلم ويكون مبلغه فيه بقدر استعلائه ولأهل الفساد بطلب الفسوق والشر ولغيرهم بطلب أمر قد جد فيه وأما الطيران فيؤول بخفة العقل والطيش في حال الغضب أو يكون فرحا مسرورا لقول الناس طار فلان من الفرح.
الساعة الرملية منكام
وهي ساعة من الزجاج وفيها الرمل، وهما فردتان يؤولان بولدين أو أخوين أو شريكين، ومَن رأى أنه حدث فيه شيء فتأويله فيما ذكرنا من خير أو شر. وقد يدل المنكام على الزينة والجمال لصاحبه. وسألني مرة رجل فقال: رأيت منكاما من الزجاج في المنام، فقلت له: خطبت امرأة وأردت التزوج بها، وإن المنكام زوج، فالفردة العلوية رجل والسفلية امرأة.
الساطور: رجل قوكط شجاع قاطع لخصومات.
والمنشار: يدل على الحاكم والناظر الفاصل بين الخصمين، المفرق بين الزوجين، مع ما يكون عنده من الشر مع اسمه وحسبه، ص وربما دل على القاسم وعلى الميزان، وربما دل على المكاري والمسدي والمداخل لأهل النفاق والجاسوس عالى أهل الشر المسيء بشرهم، وربما دل على الناكح لأهل الكتاب لدخوله في الخشب. وقيل هو رجل يأخذ ويعطي ويسامح.
والمطرقة: صاحب الشرطة.
ومن رأى أنه مضى من هذه الساعات شيء أول من أشهر السنة وانتظاره ما هو طالبه من خير وشر وإذا رأى وقتا معلوما مثل الظهر والعصر والمغرب والعشاء ما لم يصدر فعل من الافعال المتقدم ذكرها فتحسب على قدر ساعاتها ويكون التأويل على حكمها.
السائل الفقير: طالب علم، فإن أعطي ما سأل نال ذلك العلم، وخضوعه وتواضعه ظفر. والسابح طالب العلوم، وأمور الملوك. والساحر: فتان. والشعاب رجل شريف مصلح نفاع مؤلف بين الشريف والدنيء.