الدنيا
هي في المنام امرأة، كما أنّ المرأة في المنام دنيا. فمن رأى كأنّه ترك الدنيا فإنّه يطلق زوجته. ومن رأى أنّ العالم كله هلك ولم يبق في الدنيا أحد سواه فإنّه يعمى. ومن رأى الدنيا قد استوت له، ومهما طلب حصل له فإنه يفتقر ويهلك. ورؤية الدنيا في المنام تدل علىاللهو اللعب، والغرور والمكائد، ونقض العهد والتعب، والشقاء وإخلاف الوعد، وربما دلّت الدنيا على الزوجةوالمال والولد، وعلى الحرث، والأنعام والفائدة منها. وتدل الدنيا على الدار الخراب والمرأة الدنيّة. وتدل على الأمراض والضنك والهوان والعزل والتولية والرشد والنصرة وذات الوجهين. وقد تدل على الدنيا على المصحف لأنّ القرآن بدر الدنيا.
إذا حلمت أنك تتحادث مع شخص أخرس فمعناه أن أحداثاً غير متوقعة في حياتك سترفعك إلى منزلة أعلى. وإذا رأيت في الحلم أن أخرس فتفسيره تعرضك لكارثة وضيق عظيم.
ومن رأى صبياً يؤذن فإنّه براءة لوالديه من كذب وبيتان، لقصة عيسى عليه السلام. والأذان في الحمام لا يحمد ديناً ولا دنيا، وقيل أنّه يقود. فإن أذن في البيت الحار، فإنه يحم حمى ناقض. فإن أذنٍ في البيت البارد، فإنّه يحم حمى حارة، ومن أذن على باب سلطان، فإنّه يقول حقاً.
من رأى أن القبلة حولت من مكانها إلى جهة أخرى وهو متبع ذلك فهو على ثلاثة أوجه تغير الملك وانتقال الرائي نحو جهة انتقال القبلة وظهور ملك من تلك الجهة واستيلاؤه بعقد صحيح هذا إذا رأى الناس تابعيها، وقد تقدم في الباب الثامن في فصل الصلاة تعبير من رأى أنه يصلي إلى جهة غير القبلة.
ومن رأى أنه أخرج من قبر ثم أعيد إليه ثانيا فإنه يرى فائدة من سلطان وخيرا ثم يحبس بعد ذلك هذا إذا نسب إلى ملك بوظيفة، وإن كان غير ذلك فإنه يقاس عليه بقدر مقامه، وأما حفار القبور فإنه رجل كبير القدر ذو جلالة وأما المقابر فإنها محبة إلى الجهال أو فساد في دينه ومصيبة وهم وندامة من مصاحبة الجهال ثم يرزق توبة بعد ذلك.
ومن رأى أن ماء البحر هاج وتلاطمت أمواجه واسودت به الدنيا فإنه دليل على الفساد والعصيان وكثرة الاثم والذنوب لقوله تعالى " يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب " .
ولو رأت امرأة لها زوج أنّها تزوجت بآخر، أصابت خيراً وفضلاً. ولو رأى الرجل المتزوج أنّه تزوج بأخرى، أصاب سلطاناً. ولو تزوج بعشر كان ذلك له صالحاً. كل ذلك إذا عاين امرأته أو سميت لْه أو عرفها. وكذلك المرأة إذا تزوجت برجل مجهول ولم تعاينه ولا عرفته ولا سمي لها، فإنّها تموت.
ومن رأى أنه أخرج شيئا من البحر سواء كان من أنواع المعادن أو الجواهر أو غيره مما لم ينكر مثله في اليقظة فهو حصول خير ومنفعة، وأما ما ينكر مثله فهو ظفر، وإن كان أهل العلم فإنه زيادة في علمه.