وقال جابر المغربي من رأى أن ثورا عاملا قد ذبح وقسم لحمه فإنه يدل على قتل العامل وقسمة ماله وإن لم يكن الثور عاملا فإنه يدل على قتل رجل شريف في ذلك المكان وقسمة ماله.
هو في المنام رئيس قوم وقيم بيت أو بلد أو قرية. والثور الواحد ولاية سنة واحدة. ولكنه للسلطان والتاجر والعامل تجارة سنة. ومَن رأى أنه له ثيراناً كثيرة فإنه يتولى ولاية إن كان أهلاً لذلك. وإن رأى أنه ركب منها ثوراً فيُساق إليه خير وخصب. ومَن رأى أنه أكل رأس الثور نال ولاية وسلطاناً، ما لم يكن الثور أحمر. وإن كان الرائي تاجراً يصيب تجارة وشركاء يكونون تحت يده. وإن كان سوقياً فهم أجراؤه. والثور عامل، فمَن رأى أنه ركب ثوراً قهر عاملاً، فإن كان على الثور حمل فإنه العامل يجبي إليه مالاً على قدر الحمل، فإن أدخله منزله وهو راكبه فيُساق إليه خير. فإن كان الثور أحمر مرض ابنه أو مات أهله. والثور ملك أو عدو. فإن ذبح ثوراً للطعام فإن لحمه رزق حلال. ومَن رأى أنه أشترى ثوراً فإنه يداري الأصدقاء وأشراف الناس بكلام لين حسن، وقال ابن سيرين رحمه اللّه تعالى: الثيران عجم، وما زاد على أربعة عشر في البقر فهو حرب، فما كان دون ذلك فهو خصومة، والثور رجل كبير، له قدر ومنعة، ولحمه مال، ومَن رأى ثوراً أبيض فينال خيراً فإن نطحه بقرنه دلّ على سخط اللّه تعالى، ومن أكل لحم ثور في منامه استغنى، ومَن ركبه نال رفعة، فإن ركبه الثور في المنام أو رمحه مات في سنته، ومَن عضه أصابته علة أو مَن نطحه رزقه اللّه تعالى أولاداً صالحين. ومَن خار عليه الثور فإنه سيسافر سفراً بعيداً. ومَن رأى الثور وهو محبوس أو عليل وكان في شدة فإنه يتخلص منها. ومَن رأى الثور كأنه يحرث له، فإن كان زارعاً أو دهقاناً بورك في زراعته وزاد خصبه، وإن كان تاجراً لحقته خسارة وتدهورت تجارته، وإن كان فقيهاً أو عالماً ازداد صلاحاً. ومَن رأى كأن الثور صرعه فإنه يشرف على الهلاك أو يموت من تلك العلة التي هو فيها. والثور يدل على شدة وتهديد وطرد ممن هو أعلى مرتبة من ذلك الإنسان إذا كان صاحب الرؤيا فقيراً وعبداً. ومَن رأى قطيع البقر أصابه في أمره شدة، وإن ركب الثور علا شأنه وصار مذكوراً. فإن كلّمه الثور أو كلم الثور وقع بينه وبين رجل آخر نفور. ومَن رأى كأن ثوراً عظيماً خرج من جحر صغير، ثم إن الثور أراد أن يعود إلى ذلك الجحر فضاق عليه، فإنها الكلمة العظيمة تخرج من فم الرجل يريد أن يردها فلا يستطيع. ومَن رأى كأنه راكب ثوراً أسود، وكان الثور يعض ويتهدده ويريد به المكروه، فإنه يسير في البحر وتصيبه شدَة، ويشتدّ بسفينته الأمر حتى تكاد تغرق ثم تنجو من ذَلك.
ومَن رأى ثيراناً دخلت مدينة فإنها أعداء وظالمون ولصوص يدخلونها. ومَن رأى ثوراً يجذبه وأزاله عن مكانه، فإن كان والياً عزل. وقيل: إن الثور يدل على رجل باغ، فإنه قتل أو ذبح فإن الثائر والباغي يهلك. ومَن رأى أنه ركب ثوراً فإنه يصيب عملاً من سلطانه ينال فيه خيراً. ومن رأى أنه ركب ثوراً أسود فإنه ينال مالاً، فإن رأى أنه أدخله إلى منزله واستوثق منه نال خيراً في تلك السنة. وإن كان للثور قرون كثيرة فإنها سنون بحسب القلة والكثرة. والثور الذي لا قرن له رجل حقير ذليل فقير مثل النعجة، وفي القدرة مثل العامل المعزول، والرئيس الفقير. وربما دلّ الثور على الزواج لكثرة حرثه، وربما دلّ على الثائر لأنه يثير الأرض ويقلب أعلاها أسفلها. وربما دلّ على العبد والصاحب والأخ لمساعدته في الحراثة وخدمته لأهل البادية. فمن ملك ثوراً في المنام فإن كانت امرأة ذلّ لها زوجها، وإن كانت بلا زوج تزوجت، وإن كانت لها بنت زوجتها، وإن رأى ذلك من له سلطان ظفر به. ومَن ذبح ثوراً فإن كان سلطاناً قتل عاملا، وإن كان من عامة الناس فهو إنسان يظفر به مَن يخافه، وإن ذبحه من قفاه، أو من بطنه، أو من غير مذبحه، فإنه يظلم رجلاً، ويعتدي عليه. ومن ركب ثوراً أحمر أو أصفر بلا آلة الركوب فإنه يمرض. وربما دلّ الثور على الشاب الجميل لأنه من أسمائه، وتدل رؤيته على ثوران الفتنة أو المساعدة على تذليل الأمور الصعبة، بخاصة لأصحاب الحراثة والزراعة. وربما دلّت رؤيته على البلادة والذهول. والثور الأبلق فرح وسرور. والثور الأسود سؤدد وشفاء للمريض.
الثور: في الأصل ثور عامل وذو منعة وقوة وسلطان ومال وسلاح لقرنيه، إلا أن يكون لا قرن له، فإنّه رجل حقير ذليل فقير مسلوب النعمة والقدرة، مثل العامل المعزول والرئيس الفقير. وربما كان الثور غلاماً، لأنّه من عمال الأرض. وربما دل على النكاح من الرجال لكثرة حرثه. وربما دل على الرجل البادي والحراث، وربما دل على الثائر لأنّه يثير الأرض ويقلب أعلاها أسفلها. وربما دل علِى العون والعبد والأخ والصاحب، لعونه للحراث وخدمته لأهل البادية. فمن ملك ثوراً في المنام، فإن كانت امرأة ذل لها زوجها، وإن كانت بلا زوج وتزوجت أو كان لها بنتان زوجتهما. ومن رأى ذلك ممن له سلطان ظفر به وملك منه ما أمله، ولو ركبه كان ذلك أقوى. ومن ذبح ثوراً، فإن كان سلطاناً قتل عاملاً من عماله، أو من ثار عليه. وإن كان من بعض الناس، قهر إنساناً، وظفر به ممن يخافه، وقتل إنساناً بشهادة شهدها عليه. فإن ذبحه من قفاه أو من غير مذبحة، فإنّه يظلم رجلاً ويتعدى عليه أو يغدر به في نفسه أو ماله، أو ينكحه من ورائه، إلا أن يكون قصده ذبحه ليأكل لحمه أو ليأخذ شحمه أو ليدبغ جلده. فإن كان سلطاناً أعان غيرِه وأمر بنهب ماله، وإن كان تاجراً فتح مخزنه للبيع أو حصل الفائدة، فإن كان سميناً ربح فيه، وإن كان هزيلاً خسر فيه.
ومن ركب ثوراً محملاً، انساق إليه خير، ما لم يكن الثور أحمر، فإن كان أحمر فقد قيل أنّه مرض ابنه. تحول الثور ذئباً يدل على عامل عادل يصير ظالماً. والثور الواحد للوالي ولاية سنة، وللتاجر تجارة سنة واحدة. ومن ملك ثيراناً كثيراً انقاد إليه قوم من العمال والرؤساء. ومن أكل رأس ثور نال رياسة ومالاً وسروراً إن لم يكن أحمر. فإن رأى كأنّه اشترى ثوراً، فإنّه يداري الأفاضل والإخوان بكلام حسن. ومن رأى ثوراً أبيض نال خيراً. فإن نطحه بقرنه غضب الله تعالى عليه، وقيل إنّ نطحه رزقه الله أولاداً، صالحين. فإن رأى كأنّ الثور خار عليه سافر سفراً بعيداً، فإن كلم الثور أو كلمه وقع بينه وبين رجل خصومة. وقيل من سقط عليه ثور، فإنّه يموت. وكذلك من ذبحه الثور ومن عضه ثور أصابته علة.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ ثوراً عظيماً خرج من جحر صغير فتعجبنا منه، ثم إنّ الثور أراد أن يعود إلى ذلك الجحر فلم يقدر وضاق عليه. فقال: هي الكلمة العظيمة تخرج من فم الرجل يريد أن يردها فلا يستطيع.
وحكي عن ابن سيرين أنّه قال الثيران عجم، وما زاد عن أربعة عشر من الثيران هو حرب، وما نقص فهو خصومة. وأما من نطحه ثور أزاله عن ملكه فإن كان والياً عزل عن ولايته، وإن كان غير ذلك أزاله عامل عن مكانه. وجلد الثور بركة من إليه ينسب الثور.
ثور
إذا رأيت في الحلم ثوراً يطاردك فسوف ترهقك مشكلة في العمل عن طريق منافسين حاسدين وغيارى. إذا قابلت فتاة ثوراً فسوف يعرض عليها الزواج ولكنها سوف تحسن حظها إذا رفضت هذا العرض.
إذا رأيت ثوراً ينقض على شخص فسوف تصيبك محنة من جراء استعمالك الأخرق لممتلكات الغير.
إذا حلمت بثور أبيض فهذا يعني أنك سوف ترقى نفسك في الحياة إلى مستوى أعلى من أولئك الذين يصرون على تألية أمورهم المادية. يدل الثور الأبيض عادة على الربح.
إذا حلمت برؤية ثور سمين فمعناه أنك ستصبح شخصية مرموقة في بلدك وتنال إعجاب النساء. وإذا حلمت بثور سمين في مرعى أخضر فإن هذا يعني الثروة والحظ وبلوغ مناصب لم تكن تحلم بها، وإذا كان الثور هزيلاً فتفسيره فقدان وتبخر الثروة وابتعاد الأصحاب عنك. وإذا حلمت بثور سمين مربوط إلى نير الفلاحة فذلك فأل خير ويعني زواجاً سعيداً من شخص ثري أو يعني أن المرأة التي تزوجتها إنسانة صادقة أمينة. وإذا رأيت ثوراً ميتاً فهذا يعني أنك ستشهد موت شخص عزيز عليك. وإذا حلمت بثيران تشرب من بركة ماء نظيف أو جدول ماء فهذا يعني أنك ستصبح مالكاً لعقارات وأملاك، وقد يعني زواجك من المرأة جميلة وأمينة. وإذا حلمت امرأة بذلك فهذا يعني أنها ستحظى بإعجاب حبيبها وإخلاصه.
وإن رأى ثورا ذبح في محلة أو دار فاقتسموا لحمه، فإن ذلك مصيبة برجل ضخم يموت ويقسم ماله، وكذلك البعير والكبش والعجل، فإن ذبح شيئا من ذلك على غير هذه الصفة وصار لحمه إلى قدره أو مأكله، فإنه رزق إن أكله ومال يحوزه.
ومن رأى ثورا نطحه بقرنه وأخرجه من منزله فإنه يدل على عزله من عمله وحصول المضرة بقدر الألم الذي حصل له من نطح الثور وإن لم يخرجه من منزله فإنه يدل على حصول مضرة لمتعلقاته وهو يكون بحاله لا ينعزل.
نادرة روى أن سفيان الثوري رضي الله عنه رئى في المنام وهو يطير من شجرة إلى شجرة فقال الرائي ما فعل الله بك فأنشد:
(نظرت إلى ربي عيانا فقال لي ... هنيئا رضائي عنك يا ابن سعيد)
(لقد كنت قواما إذا الليل قد سجا ... بعبرة مشتاق وقلب عميد)
(فدونك فاختر أي قصر تريده ... وزرني فوصلي منك عير بعيد)
نادرة روى أن سفيان بن عيينة رأى سفيان الثوري في المنام قال فقلت له بم يحبك الله تعالى قال بقلة معرفة الناس قلت له أوصني فقال أوصيك بها فقلت يرحمك الله قد ورد أكثروا من الاخوان فإن لك مؤمن شفاعة يوم القيامة فقال ليتني لا أعرفك بعدها أبدا هل رأيت ما تكره إلا ممن تعرف فانتبهت باكيا.