ن رأى ميتا كأنه يصلي في غير موضع صلاته الذي كان يصلي فيه أيام حياته فتأويلها أنه وصل إليه ثواب عمل كان يعمله في حياته، أو ثواب وقف قد وقفه وتصدق به، فإن كان الميت واليا فإن عقبه ينالون مثل ولايته،
ومن رأى أنه يصلي صلاة فائتة من هذه الصلوات فإنه يدل على قضاء دينه، وقيل من رأى أنه صلى صلاة ونقص منها شيئا فإنه يسافر وإن كانت امرأة فانها تحيض، وقيل من رأى أنه لم يتم صلاته لم تتم حاجته.
ومن رأى أنه يصلي نافلة يعمل عملا صالحاً يتقرب به إلى الله تعالى وإن كانت النافلة نافلة الليل تدل على أنه يرزق بشيء محمود لقوله تعالى " ومن الليل فتهجدبه نافلة لك " الآية، وربما ألف بين قلوب تشتت أهواؤهم وقيل زوال هم وغم.
ومن رأى أن ميتا يصلي في موضع لم يصل فيه قط وكان مقصرا في صلاته فإنه يدل على أنه قد كان أوقف في حياته وقفا وتصدق بصدقة أو حصل منه فعل خير فقد جوزى بذلك.
من رأى أنّه يصلي بغير وضوء في مكان لا تجوز الصلاة فيه، فإنّه متحير في أمر لا يجد منه خلاصاً. وقيل الوضوء في المنام أمانة يؤديها أو دين يقضيه أو شهادة يقيمها.
روى النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رأيت رجلاً من أُمتي قد بسط عليه العذاب في القبر، فجاءه وضوءه فاستنقذه من ذلك " .
ومن رأى أنّه يتيمم فقد دنا فرجه، وقربت راحته، لأنّ التيمم دليل الفرج القريب من الله تعالى
فإن رأى أنّ الناس يصلون الجمعة في الجامع وهو في بيته أو حانوته أو قرية يسمع التكبير والركوع والسجود والتشهد والتسليم، ويظن أنّ الناس قد رجعوا من الصلاة، فإن والي تلك الكورة يعزل.
ومن رأى أنه يصلي في السوق فلا خير فيه، وقيل من رأى أنه يؤم قوما بمكان يقتضي ذلك فإن كبير ذلك المكان ينظر إليه بالخير ويحصل له تقدم على غيره ويكون مسموع القول.
ومن رأى أنه يصلي الظهر فإنه صفاء وقت وحصول مراد وزيادة خيرات، وقيل من رأى أنه يصلي الظهر فإنه يظفر بحاجته ويستظهر على جميع ما يطلبه، وإن كانت هي صلاة الجمعة فإنه يتم له جميع ما يريد ويبلغ ما يؤمله ويحصل له فضل الله تعالى في الدنيا والآخرة لقوله تعالى " فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله " .