إذا حلمت برؤية الله فسوف تهيمن عليك امرأة مستبدة تتنكر برداء المسيحية. لا خير ينجم عن هذا الحلم.
إذا تحدث الله إليك فاحذر أن تقع في الإدانة. لن يأخذ العمل في جميع أشكاله منحى إيجابياً. ينبئ هذا الحلم بضعف في الصحة وقد يعني موتاً مبكراً.
إذا حلمت بعبادة الله فسوف تجد سبباً لتتوب عن ذنب ارتكبته. انظر جيداً بعد هذا الحلم إلى الوصايا العشر.
إذا حلمت أن الله يغدق عليك بأفضال متميزة فسوف تكون الأثير لدى شخص بارز وحريص سوف يستعمل مركزه لتحسين وضعك.
إذا حلمت أن الله يرسل روحه عليك فسوف تحدث تغييرات كبيرة في معتقداتك. يجب أن تتسع وجهات النظر المتعلقة بالمسيحية الجازمة بعد هذا الحلم وإلا قد تتعرض لعقوبات شديدة بسبب عمل مشين وأحمق جر عليك العار.
يتحدث الله غالباً مع أولئك الذين يأثمون أكثر مما يتحدث مع الذين لا يأثمون. إنها عبقرية القانون الروحي أو التنظيم لإعادة الطفل ذي النمو الوافر إلى وضعه السليم بالعلامات والرؤى. لقد جيء بإشعيا ويوحنا وداوود وبولص إلى مذبح التوبة عن طريق الطاقة اليقظة للقوى الخفية الكامنة في داخلهم.
دلّ ذلك على غضب اللّه تعالى، ومَن رأى مثالاً أو صورة فقيل له: أنه إلهك، وظن أنه إلهه فعبده وسجد له فإنه منهمك بالباطل على ظنّ أنه حق. ومَن رأى اللّه تعالى يصلي في مكان فإن رحمته ومغفرته تجيء ذلك المكان والموضع الذي كان يصلي فيه. ومَن رأى اللّه تعالى يقبّله، فإن كان من أهل الصلاح والخير فإنه يقبل على طاعته تعالى وتلاوة كتابه أو يلقن القرآن الكريم وإن كان بخلاف ذلك فهو مبتدع. ومَن رأى اللّه تعالى قد ناداه فأجابه فإنه يحج إن شاء اللّه تعالى، وأما تجليه على المكان المخصوص فربما دلّ على عمارته إن كانت خرابا، أو على خرابه إن كان عامراً، وإن كان أهل ذلك ظالمين انتقم منهم، وإن كانوا مظلومين نزل بهم العدل. وربما دلّت رؤيته تعالى في المكان المخصوص على مُلك عظيم يكون فيه، أو يتولى أمره جبار شديد، أو يقوم إلى ذلك المكان عالم مفيد أو حكيم خبير بالمعالجات، وأما الخشية من اللّه تعالى في المنام فإنها تدل على الطمأنينة والسكون، والغنى من الفقر، والرزق الواسع. ومَن رأى كأنه صار الحق سبحانه وتعالى اهتدى إلى الصراط المستقيم. ومن رأى كأن الحق تعالى يهده ويتوعده فإنه يرتكب معصية.دلّ ذلك على غضب اللّه تعالى، ومَن رأى مثالاً أو صورة فقيل له: أنه إلهك، وظن أنه إلهه فعبده وسجد له فإنه منهمك بالباطل على ظنّ أنه حق. ومَن رأى اللّه تعالى يصلي في مكان فإن رحمته ومغفرته تجيء ذلك المكان والموضع الذي كان يصلي فيه. ومَن رأى اللّه تعالى يقبّله، فإن كان من أهل الصلاح والخير فإنه يقبل على طاعته تعالى وتلاوة كتابه أو يلقن القرآن الكريم وإن كان بخلاف ذلك فهو مبتدع. ومَن رأى اللّه تعالى قد ناداه فأجابه فإنه يحج إن شاء اللّه تعالى، وأما تجليه على المكان المخصوص فربما دلّ على عمارته إن كانت خرابا، أو على خرابه إن كان عامراً، وإن كان أهل ذلك ظالمين انتقم منهم، وإن كانوا مظلومين نزل بهم العدل. وربما دلّت رؤيته تعالى في المكان المخصوص على مُلك عظيم يكون فيه، أو يتولى أمره جبار شديد، أو يقوم إلى ذلك المكان عالم مفيد أو حكيم خبير بالمعالجات، وأما الخشية من اللّه تعالى في المنام فإنها تدل على الطمأنينة والسكون، والغنى من الفقر، والرزق الواسع. ومَن رأى كأنه صار الحق سبحانه وتعالى اهتدى إلى الصراط المستقيم. ومن رأى كأن الحق تعالى يهده ويتوعده فإنه يرتكب معصية.
إذا حلمت أنك تجدف فمعناه أنك ستعمل على التخلص من تلك الطباع التي تجعلك تشتم وتقلل من احترام زملائك وأصدقائك. وإذا حلمت أن الآخرين يجدفون فمعناه أنك ستشعر أن أحداً قد آذاك وربما أهانك.
يدل التجديف في الحلم على أن عدواً يزحف إلى داخل حياتك وتحت ستار صداقة مزعومة سوف يسبب لك ضراراً بالغاً.
إذا حلمت أنك تعلن نفسك فإن هذا يعني قدراً شريراً.
إذا حلمت أن الآخرين يلعنونك فإن هذا يعني ارتياحاً عن طريق العاطفة والازدهار.
إن تفسير هذا الحلم هنا ليس مقنعاً.
ومن رأى نبينا محمداً وكان مهموماً فرج عنه، أو سجيناً خرج من سجنه، وإذا كان في غلاء فُرّج عنه، وإن كان مظلوماً نصر، أو خائفاً أمن. ورؤيته بشارة للرائي بحسن العاقبة في دينه ودنياه. فإن رآه مقبلاً عليه، أو مؤتماً به في صلاته أطعمه شيئاً حسناً أو كساه ملبوساً لائقاً، وإن كان عالماً عمل بما علم، وإن كان عابداً بلغ منازل أهل الكرامات، وإن كان عاصياً تاب، وإن كان كافراً اهتدى، لقوله تعالى: (فآمنوا باللّه ورسوله النبي الأمي). وتدل رؤية الرسول على إظهار الحجج وصدق المقالة والوفاء بالوعد، وربما حصلت من أهله وأقاربه العداوة والحسد والبغضاء، وربما فارق أهله وانتقل من وطنه إلى غيره، وربما أدركه اليتم من أبويه. وقد تدل رؤيته على إظهار الكرامات، لأن الظبي سلَّم عليه، والبعير قبّل قدميه، وأسري به إلى السماء، وكلمه الذراع، ومشت الأشجار إليه. وإن كان الرائي من الكحالين الذين يعالجون الأبصار بلغ في صناعته مبلغاً عظيماً لأنه عليه السلام ردّ عين قتادة. وإن أجهد الناس العطش دلّ على نزول الغيث لأنه صلى اللّه عليه وسلّم نبع الماء من بين أصابعه. وإن رأته امرأة بلغت مرتبة عظيمة، وشهرة صالحة، وعفة وأمانة، وربما ابتليت بالضرائر ورزقت نسلاً صالحاً، وإن كانت ذات مال أنفقته في طاعة اللّه تعالى. لرؤيته عليه السلام تدل على الصبر على الأذى. وربما دلّت رؤيته على نصر المؤمنين ودمار الكافرين، وإن رآه مدين قُضي دينه وإن رآه مريض شفاه اللّه تعالى، وإن رآه محارب نصره اللّه تعالى، وإن رؤي في أرض مجدبة أخصبت ومن رأى جنازة الرسول عليه السلام فيحدث تلك البقعة مصيبة فظيعة، وإن شيع جنازته فإنه يميل إلى البدعة، وإن زار قبره أصاب مالاً عظيماً وإن رأى أنه ابن الرسول عليه السلام دلّ عن خلوص إيمانه ويقينه. ومن رأى أنه تحول في صورته عليه السلام وكان طالباً للملك ناله ودانت له الأرض، وإن كان في ذل أعزه اللّه، وإن كان طالب علم ناله، وإن كان فقيراً استغنى، أو عازباً تزوج، أو كان في مكان ضرب فإنَّه يعمر ببركته ومن رآه عليه السلام يؤذن في موضع كثر خصبه ورجاله. وإن رأته حامل أو رآه زوجها فإنَّ الحق كلام. ومن رآه حسناً فهو زيادة في دين الرائي ومن رأى لحيته سوداء فينال سروراً وخصباً. وإن رأى عنقه غليظاً فالإمام حافظ لأمانة المسلمين ومن رآه عليه السلام في عسكر وعليه سلاح وهم يضحكون فإن جيش المسلمين ينهزم. وإن رأى أنه عليه السلام يمشط رأسه ولحيته فإنَّه يدل عن زوال هم. ومن رآه يؤاخي بين الصحابة فينال علماً وفقهاً. ومن رأى قبره عليه السلام وكان تاجراً ربح في تجارته. وإن رأى أنه أبو النبي على السلام فيفسد دينه ويضعف يقينه. وإن رأى واحدة من زوجات النبي عليه السلام هي أمه زاد إيمانه. وإن رأى أنه يمشي وراء النبي عليه السلام فإنه يتبع السّنة. ومن رأى أنه يأكل وحده فإن الرائي يمنع السائل ولا يتصدق. وإن رأى النبي عليه السلام بلا نعل فإنَّه تارك الصلاة مع الجماعة، ومن رآه لابساً خفيه فإنَه يأمره بالجهاد في سبيل اللّه تعالى. ومن رأى دمه مخلوطاً بدم النبي عليه السلام فإنَّه يصاهر شريفاً. فإن ناوله النبي شيئاً مما يستحب كالرطب والعسل فإنَّه يحفظ القرآن وينال من العلم بقدر ما ناوله. ومن رأى النبي عليه السلام في صورة شاب طويل فتكون بين الناس فتنة وقتل، فإن رآه وهو شيخ كبير فإنَّ الناس في عافية، وإن رآه أبيض اللون فإنه يتوب إلى اللّه تعالى ويحسن عمله. ومن رآه يعاتبه أو يجادله فإن ذلك بدع قد أحدثها في الدين.
فإن رأى أنّه موقوف بين يدي الله عزّ وجلّ: في ذلك اليوم، فهو كذلك، وأشد الأمر وأقواه. وكذلك لو رأى من أعلام القيامة شيئاً من نحو نشر من القبور أو بعث لأهلها، أو طلوع الشمس من مغربها، حتى يصير إلى فصل القضاء والثواب والعقاب.
ومن رأى رسولا جاء من مكان على هيئة حسنة فلا بأس به وأما بقية المرجفين كالاجواقية والبريدية والسواقين والقصاد الذين يأتون بأمر شنيع فيؤول ذلك على وجهين إما بشارة وخيرأوهم ومصيبة.
من رأى أن الله تعالى غضب على أهل مكان يدل على أن قاضي ذلك المكان يميل في القضاء وأنه يظلم الرعية أو عالمه يكون غير متدين، وإن كان الرائي سارقا سقطت رجله ويدل على أن الرائي يكون مذنبا أيضاً ولائقا بالعقوبة ويقع في ذلك المكان بلاء وفتنة.
ومن رأى أنه يزور نبياً من الأنبياء سواء كان حياً أو ميتاً فإن ذلك يؤول على ثلاثة أوجه الأول ان كان متقياً زادت تقواه، وإن كان عاصياً تاب الله عليه، والثاني يزوره كما رأى أو حصول خير وبركة، والثالث دليل أنه من أهل الجنة ومن الفائزين.
من رأى أنه يجتهد في طلب الحج أو زيارة النبي عليه السلام أو البيت المقدس فإنه يطلب أمراً محموداً ويشكر على فعله لقوله عليه السلام: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مكة والمدينة وبيت المقدس. وقيل يكون قاصدا ثلاثة أمور قال بعضهم جلال في قدره وكمال في دينه وجمال في فعله لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه مكة بالجلال والمدينة بالكمال والبيت المقدس بالجمال.
عن قيس بن عباد قال: كنت بالمدينة في ناس فيهم بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل في وجهه أثر من خشوع فقال بعض القوم: هذا رجل من أهل
الجنة هذا رجل من أهل الجنة فصلى ركعتين بتجوز فيهما ثم خرج فاتبعته فدخل منزله ودخلت فتحدثنا فلما استأنس قلت له: إنك لما دخلت قبل قال رجل كذا وكذا
قال: سبحان الله ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم وسأحدثك لم ذاك رأيت رؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصتها عليه رأيتني في روضة -ذكر سعتها
وعشبها وخضرتها- ووسط الروضة عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة فقيل لي: ارقه فقلت له: لا أستطيع فجاءني منصف
قال ابن عون والمنصف الخادم فقال: بثيابي من خلفي وصف أنه رفعه من خلفه بيده فرقيت حتى كنت في أعلى العمود فأخذت بالعروة فقيل لي: أستمك فلقد استيقظت
وإنها لفي يدي فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (تلك الروضة الإسلام وذلك العمود عمود الإسلام وتلك العروة عروة الوثقى وأنت على الإسلام حتى تموت)
قال والرجل عبد الله بن سلام .
وفي رواية: كنت في حلقة فيها سعد بن مالك وابن عمر فمر عبد الله ابن سلام فقالوا هذا رجل من أهل الجنة فقمت فقلت له: إنهم قالوا كذا وكذا قال: سبحان الله
ماكان ينبغي لهم أن يقولوا ماليس لهم به علم إنما رأيت كأن عمودا وضع في روضة خضراء فنصب فيها وفي رأسها عروة وفي أسفلها منصف -والمنصف الوصيف-
فقيل لي: ارقه فرقيت حتى أخذت بالعروة فقصصتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يموت عبد الله وهو اخذ
بالعروة الوثقى).
عن خرشة بن الحر قال: كنت جالسا في حلقة في مسجد المدينة قال: وفيها شيخ حسن الهيئة وهو عبد الله بن سلام قال: فجعل يحدثهم حديثا حسنا قال:
فلما قام قال القوم: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا قال: فقلت: والله لأتبعنه فلأعلمن مكان بيته قال: فتبعته فانطلق حتى كاد أن يخرج
من المدينة ثم دخل منزله قال: فاستأذنت عليه فأذن لي فقال: ماحاجتك ياابن أخي؟ قال: فقلت له: سمعت القوم يقولون لك لما قمت: من سره أن ينظر
إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا فأعجبني أن أكون معك قال: الله أعلم بأهل الجنة وسأحدثك مم قالوا ذاك إني بينما أنا نائم إذا أتاني رجل فقال لي: قم
فأخذ بيدي فأنطلقت معه قال فإذا انا بجواد عن شمالي قال: فأخذت لأخذ فيها فقال لي: لا تأخذ فيها فإنها طرق أصحاب الشمال قال: فإذا جواد منهج على يميني
فقال لي: خذ ههنا فأتي بي جبلا فقال لي: اصعد قال: فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت على إستي قال: حتى فعلت ذلك مرارا قال: ثم انطلق بي حتى
أتي بي عمواد رأسه في السماء وأسفله في الأرض في أعلاه حلقة فقال لي: اصعد فوق هذا قال : قلت: كيف أصعد هذا ورأسه في السماء قال: فأخذ بيدي فزجل
بي قال: فإذا أنا متعلق بالحلقة قال: ثم ضرب العمود فخر قال: وبقيت متعلقا بالحلقة حتى أصبحت قال: فأتين النبي صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه
فقال: (أما الطرق التي رأيت عن يسارك فهي طرق أصحاب الشمال قال: وأما الطرق التي رأيت عن يمينك فهي طرق أصحاب اليمين وأما الجبل فهو منزل الشهداء
ولن تناله واما العمود فهو عمود الإسلام وأما العروة فهي عروة الإسلام ولن تزال متمسكا بها حى تموت).
قوله: فإذا جواد منهج قال النووي: الجواد جمع جادة وهي الطريق البينة المسلوكة والمشهور فيها جواد بتشديد الدال.
والنهج الطريق المستقيم وطريق منهج بين واضح وقوله: زجل بي أي رمي بي .
عن العباس بن عبد المطلب قال: رأيت في المنام كأن شميا أو قمرا في الأرض ترفع إلى السماء بأشطان شداد فذكر ذلك للنبي
صلى الله عليه وسلم فقال: (ذاك ابن أخيك) يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه .
وفي رواية: رأيت في المنام كأن الأرض تنزع إلى السماء بأشطان.
رؤيا صفية بني حيي أن النبي - صلي الله عليه وسلم - سيتزوجها
60 - وقد روى قصتها محمد بن سعد في ((الطبقات)) والطبراني في ((الكبير))، فأما ابن سعد فروى في ذكر غزوة خيبر عن عدد من الصحابة - رضي الله عنهم - أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم -أصطفي صفية يوم خيبر وأنه رأي بوجهها أثر خضرة قريباً من عينها فقال : ((ما هذا))؟ فقالت : يا رسول الله رأيت في المنام قمراً أقبل من يثرب حتي وقع في حجري فذكرت ذلك لزوجي كنانة فقال : تحبين أن تكوني تحت هذا الملك الذي يأتي من المدينة فضرب وجهي.
وأما الطبراني فروي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : كان بعيني صفية خضرة فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - ((ما هذه الخضرة بعينيك))؟ فقالت: قلت لزوجي إني رأيت فيما يري النائم قمراً وقع في حجري فلطمني وقال : أتريدين ملك يثرب؟
سورة محمد
صلى الله عليه وسلم. من قرأها أو قرئت عليه فإنه يكون تحت لواءه يوم القيامة. ويكون على سنته في الدنيا. وقيل: يظفر على أعدائه ويعلو بين الناس، ويكون له شرف وذكر.
فإن رأى كأنّ الله سبحانه وتعالى يحاسبه، وقد وضعت أعماله في الميزان فرجحت حسناته على سيئاته، فإنّه في طاعة عظيمة، ووجب له عند الله مثوبة عظيمة، وإن رجحت سيئاته على حسناته، فإن أمر دينه مخوف. وإن رأى كأن الميزان بيده، فإنّه على الطريقة المستقيمة، لقوله تعالى: " وأنْزَلنَا معَهُم الكِتابَ والميزَانَ " . فإن رأى كأنّ ملكاً ناوله كتاباً. وقال له اقرأ، فإن كان من أهل الصلاح نال سروراً، وإن لم يكن كان أمره مخوفاً، لقوله تعالى: " اقرأ كتابك " .
وقال الكرماني من رأى النبي فرحا مسروراً ذا بشاشة يدل على العز والجاه والظفر، وإن رآه غضبان عبوس الوجه يدل على الشدة والعلة وربما يجد يعدها فرجاً، وإن رأى أنه سمع أو أخذ شيئا من نبي يصيب نصيبا من علم ذلك النبي ويكون مسرورا.
ومن رأى آية من كتب الله المنزلة مكتوبة على قميصه فإنه يدل على أنه معتصم بأي كتاب هي منه في جميع أحواله وإذا رأى أحداً من أهل الذمة وفي يده مصحف أو كتاب غريب فإنه يقع في شدة.
ومن رأى أنه يسبح الله تعالى فإنه يفرج همه ويكشف غمه والسوء عنه لقوله تعالى " فلولا أنه كان من المسبحين " الآية، وقيل العبادة تؤول على خمسة أوجه تقرب إلى الله وسلوك طرق حميدة ومناصحة الملوك وبشارة ونجاة وظفر بالأعداء.
نادرة قالت عائشة رضي الله تعالى عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أريتك قبل أن أتزوجك مرتين رأيت الملك يحملك في سرقة من حرير فقلت له اكشف فكشف فإذا هي أنت فقلت إن يك هذا من عند الله يمضه ثم رأيته يحملك في سرقة من حرير فقلت اكشف فكشف فإذا هي أنت فقلت إن يك هذا من عند الله يمضه. وفي معناه قال بعضهم في مدحها رضي الله تعالى عنها من جملة أبيات: نادرة قال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر قالوا لعمر فذكرت غيرته فوليت مدبرا فبكى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم قال أعليك أغار يا رسول الله.
** رؤيا فيها ولاة الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن الرؤيا التي راها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولها بعض الصحابة -رضي الله عنهم- ماجاء في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال:(أرى الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله صلى الله عليه وسلم ونيط عمر بأبي بكر ونيط بعمر) قال جابر: فلما قمنا من
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا: أما الرجل الصالح فرسول الله صلى الله عليه وسلم وأما ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من نوط بعضهم ببعض
فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم .
زوجات النبي صلى اللّه عليه وسلّم
تدل رؤيتهن في المنام على الأمهات، وتدل على الخير والبركة والبنات، وربما دلّت رؤيتهن على التغاير، وعلى اليمين بسبب إظهار سر أو كتمانه. وإذا رأت امرأة عائشة رضي اللّه عنها في المنام نالت منزلة عالية، وشهرة صالحة، وحظوة عند الأباء والأزواج. وإن رأت حفصة رضي اللّه عنها دلّت رؤيتها على المكر. وإن رأت خديجة رضي اللّه عنها دلّت على السعادة والذرية الصالحة. وتدل رؤية فاطمة رضي اللّه عنها بنت رسول اللّه على فقدان الأزواج والأباء والأمهات. وأما رؤية الحسن والحسين رضي اللّه عنهما فإنَها دالة على الفتنة وحصول الشهادة، وربما دلّت على الأسفار والتغرب، وعلى أن الرائي يموت شهيدا. ومن رأى من الرجال أحداً من أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلّم وكان عازباً تزوج امرأة صالحة. وكذلك إن رأت المرأة أحداً منهن، دلّت رؤيتها على بعل صالح يكفيها.
قال ابن سيرين: من رأى الله تعالى وهو يتكلم معه يدل على أن هذا العبد يكون عند الله عزيزا لقوله تعالى " وقربناه نجيا " .
من رأى أن الله كلمه من وراء حجاب يدل على زيادة ماله ونعمته وقوة دينه وأمانته.
ومن رأى أن الله كلمه لا من وراء حجاب يدل على وقوع الخطاب عليه لأجل الدين لقوله تعالى " وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء الحجاب " .
من رأى أن الله تعالى نزل على أرض أو مدينة أو قرية أو حارة ونحو ذلك يدل على أن الله تعالى ينصر أهل ذلك المكان ويظفرهم على الأعداء فإن كان فيها قحط يدل على الخصب، وإن كان فيها خصب زاد الله خصبها ويرزق أهلها التسوية.
وقيل إن الإمام الشافعي رحمه الله عليه حبس فرأى في منامه كأنه مصلوب على قناة هو والامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فبلغت رؤياه بعض المعبرين فقال إن صاحب هذه الرؤيا سينشر ذكره ويرفع صيته فبلغ أمره إلى ما بلغ.
ومن رأى أنه ينبش قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يجدد ما درس من سننه الشريفة ويحصل للناس على يديه خير، وإن وصل إلى الجثة الشريفة فليس بمحمود، وإن كسر شيئا من أعضائه فإنه يرتكب بدعة وضلالة نعوذ بالله من ذلك.
نادرة قال الشيخ نصر الله مشارة الصناعة وكان من ثقات أهل السنة رأيت في المنام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فقلت له يا أمير المؤمنين تفتحون مكة فتقولون من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ثم يتم على ولدك الحسين يوم الطف ماتم فقال لي أما سمعت أبيات ابن الصيفي في هذا فقلت لا فقال لتسمعها منه فاستيقظت فبادرت إلى دار ابن الصيفي فخرج إلي فذكرت له الرؤيا فشهق وأجهش بالبكاء وحلف بالله إن كانت خرجت من فمي أو خطي لأحد وإن كانت نظمت إلا في ليلتي هذه ثم أنشدني:
(ملكنا فكان العفو منا سجية ... فلما ملكتم سال بالدم أبطح)
)
(وحللتم قتل الأسارى وطالما ... غدونا على الأسرى فنعفو ونصفح)
(وحسبكم هذا التفاوت بيننا ... وكل إناء بالذي فيه ينضح)
نادرة روى أن رجلا جاء إلى الشيخ محمد القرعوني وقال له كأني رأيت الأمير فلانا راكبا على فرس عالي وهو لابس تشريفا والناس حوله فقال إن صدقت رؤياك يتولى هذا عن قرب وظيفة فتولى أمرية الحاج.
عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: رأيت فيها يرى النائم لكأن في إحدى إصبعي سمنا وفي الأخرى عسلا فأنا العقهما
فلما أصبحت ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (تقرأ الكتابين التوراة والفرقان) فكان يقرأهما.
رؤيا أم حبيبة أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيتزوجها .
فعن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: أرى في النوم كأن اتيا يقول لي يا أم المؤمنين ففزعت وأولتها أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم يتزوجني قالت: فما هو إلان أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن فإذا جارية له يقال لها
أبرهة كانت تقوم على ثيابه ودهنه فدخلت علي فقالت: إن الملك يقول لك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلي أن أزوجك
فقلت: بشرك الله بخير وقالت: يقول لك الملك وكلي من يزوجك .
ما حكم اطلاق لفظ التجسم علي الله حين بحث مسألة : هل يمكن رؤية الله في المنام ؟
تجد عند بحث هذه المسألة بعض الأوصاف التي لا تليق به سبحانه قال القاضي: اتفق العلماء على جواز رؤية الله تعالى في المنام وصحتها وإن رآه الإنسان على صفة لا تليق بحاله من صفات الأجسام لايجوز عليه سبحانه وتعالى التجسم ولا اختلاف الأحوال
إنَّ لفظ الجسم والحيز والعرض والحدّ وغيرها من أمثال هذه الألفاظ من الألفاظ المحدثة التي لم ترد من كلام الله، ولا كلام رسوله ولذلك لا تنفى ولا تثبت إلاَّ بعد الاستفصال، فإن كان معناها صحيحاً أُثبت وإلا نُفي. ولذلك لا يجوز قول: بحاله من صفات الأجسام، ولا يجوز عليه التجسّم؛ لأنَّ هذا من الألفاظ المحدثة.
61 - عن عمرو بن حبيب بن قليع قال : كنت جالساً عند سعيد بن المسيب يوماً وقد ضاقت عليَ الأشياء ورهقتي دين فجلست إلى ابن المسيب ما أدري أين أذهب فجاءه رجل فقال : يا أبا محمد إني رأيت رؤيا، قال: ما هي؟ قال: رأيت كاني أخذت عبد الملك بن مروان فأضجعته إلي الأرض ثم بطحته فأوتدت في ظهره أرعة اوتاد، قال: ما أنت رأيتها،قال:بلى أنا رأيتها، قال: لا أخبرك أو تخبرني، قال: ابن الزبير رآها وهو بعثني إليك، قال: لئن صدقت رؤياه قتله عبد الملك ابن مروان وخرج من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة، قال: فرحلت إلى عبد الملك بالشام فأخبرته بذلك عن سعيد بن المسيب فسره وسألني عن سعيد وعن حاله فأخبرته وأمر لي بقضاء دين وأصبت منه خيراً. وتحقق ما رآه فقد أرسل عبدالملك بن مروان الحجاج بن يوسف الثقفي وقتل بن الزبير وصلبه ثم تولي الحكم بعد الحكم عبدالملك بن مروان أربعة من أبنائه.
ومن رأى أنه يشكر الله تعالى فإنه ينال قوة وزيادة نعمة وإن كان أهلاً للولاية نال بلدة طيبة عامرة لقوله تعالى " واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور " وقيل رؤيا الحمد والشكر زيادة نعمة ورفعة، وربما رزق ولداً لقوله تعالى " الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل " .
وحكي أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رأيت الليلة روحي وعقلي مجتمعين على صورة آدميين فجاء إلي وشربا معي الخمر كما كنا نفعل في الجاهلية فقال عليه السلام: العقل يؤول بقسمة الدنيا والروح تؤول بقسمة الآخرة.
ومن المرائي الواقعة رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه أن الوجع الذي أصابه كان بسبب السحر فعن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودي من يهود بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم
قالت: حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشئ وما يفعله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة دعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعاء ثم دعا ثم قال: (ياعائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه جاءني رجلان فقعد
أحدهما عند رأسي والأخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي أو الذي عند رجل للذي عند رأسي: ماوجع الرجل؟
قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم قال: في أي شئ؟ قال: في مشط ومشاطة قال: وجب طلعة ذكر قال: فأين هو
قال: في بئر ذي أروان قالت: فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه ثم قال: (يا عائشة والله لكأن ماءها
نقاعة الحناء ولكأن نخلها رؤوس الشياطين) .
قالت: فقلت: يارسول الله أفلا أحرقته؟ قال: (لا أما أنا فقد عافاني الله وكرهت أن أثير على الناس شرا فأمرت بها فدفنت).
وعن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لبث رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر يرى أنه
يأتي ولا يأتي فأتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والأخر عند رجليه فقال أحدهما: ماباله؟ قال: مطبوب قال: من طبه؟
قال: لبيد بن الأعصم قال: فيم؟ قال: في مشط ومشاطة في جف طلعة ذكر في بئر ذروان تحت رعوفة فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم
من نومه فقال: (أي عائشة ألم ترين أن الله أفتاني فيما أستفتيته) فأتي البئر فأمر به فأخرج فقال: (هذه البئر التي أريتها
والله كأن ماءها نقاعة الحناء وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين)
فقالت عائشة: لو أنك كأنما تعني أن ينتشر قال: (أما والله قد عافاني الله وأنا أكره أن أثير على الناس منه شرا
عن أبي أيوب -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إني رايت في المنام عنما سوداء يتبعها غنم يا أبا بكر اعبرها) .
فقال أبو بكر: يارسول الله هي العرب تتبعك ثم تتبعها العجم حتى تغمرها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (هكذا عبرها الملك بسحر) .
والجواب على هذا: أن أهل التعبير قد اتفقوا على جواز رؤية الله تعالى في المنام وصحتها, بخلاف رؤية النبي صلي الله علية وسلم .
قال ابن الباقلاني :
رؤية الله تعالى في المنام خواطر في القلب وهي دلالات للرائي على أمور مما كان او يكون كسائر المر ئيات , والله اعلم (1).
س : ما اداب الرؤيا الصالحة ؟ وما مثالها ؟
ج : ذكر العلماء ادابا يعملها من رآى رؤية صالحة وهي:
1 أن يحمد الله عليها .
2 • آن يستبشر بها.
3 • آن يتحدث بها لكن لمن يحب دون من يكره.
قال صلي الله علية وسلم : اذا رأى احدكم رؤيا يحبها فانما هي من الله , فليحمد الله عليها وليحدث بها. ."(2) .
ومن اقسام الرؤيا الصحيحة الالهام كما سبق وهو مايلقية الله في قلب العبد وهو كلام يكلم به الرب عبده في المنام، كما قاله عبادة بن الصامت وغيره، ومنها: التقاء روح النائم بأرواح الموتى من أهله وأقاربه وأصحابه , وسأتحدث عنه لاحقأ بمزيد من التفعيل ان شاء الله. ومنها: عروج روحه الى الله سبحانه وخطابها له. ومنها: دخول روحه الجنة ومشاهاتها وغير ذلك(3).
____________________
(1) ابن حجر – مرجع سابق – (38812)
(2) رواة البخاري كما في الفتح – المرجع السابق – (36912)
(3) ابن القيم – الروح – مرجع سابق – ص 63
87 - قال : وقال القيروانى : أخبرنى فقيه قال : كان عند رجل يكثر الصوم ويسردة ولكنه كان يؤخر الفطر فرأى فى المنام كأن أسودين على خلافك لسنه رسول الله - صلى الله علية وسلم - ، فإنه أمر بتعجيل الفطر وأنت تؤخره ، قال : فأصبح وجهه قد أسود َ من وهج النار فكان يمشى متبرقعًا فى الناس
من رآهم في منامه في الصفات الحسنة كان ذلك دليلاً على حسن اعتقاده فيهم وأتباعه لسنتهم. وربما دلّت رؤيتهم على حركات الجنود وإرسال البعثات. وربما دلّت على انتشار العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. كما تدل رؤيتهم على الألفة والمحبة والأخوة والمساعدة والسلامة من العداوة والحسد، وزوال الغل من الصدور، لأنهم رضي اللّه عنهم كانوا على ذلك. فإن كان الرائي فقيراً استغنى لأنهم رضي اللّه عنهمِ فتحوا الدول. وإن كان الرائي غنياً آثر الآخرة على الدنيا وبذل نفسه وماله في مرضاة اللّه تعالى. وقد تدل رؤيتهم رضي اللّه عنهم على الأبنية الشريفة كالمساجد وطهارة النسب والقبائل والعشائر. ويدل إعراضهم عن الرائي أو شتمهم له في المنام على الوقوع فيما شجر بينهم، وتفضيل بعضهم على بعض، وبغضهم له، وتدل رؤيتهم على التوبة والإقلاع عما سوى اللّه تعالى. وتدل رؤيتهم رضي اللّه عنهم على الخير والبركة حسب منازلهم ومقاديرهم المعروفة في سيرهم وطريقتهم. وربما دلّت رؤية كل واحد منهم على ما نزل به وما كان في أيامه من فتنة أو عدل. ومن رأى أنه حشِر مع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم فإنه ممن يطلب الاستقامة في الدين. ومن رأى أحداً من الصحابة فليتأول له بالاشتقاق مثل سعد وسعيد فإنه يكون سعيدا. وربما كان له من سيرته وأفعاله نصيب. ومن رأى أحداً منهم حياً، أو أن جميعهم أحياء، دلّت رؤياه على قوة الدين، ودلت على أن صاحب الرؤيا ينال عزاً وشرفاً ويعلو أمره. فإن رأى كأنه صار واحداً منهم تناله شدائد ثم يُرزَق الظفر. وإن رآهم في منامه مراراً ضاقت معيشته. أما الأنصار وأبناؤهم وأحفادهم فرؤيتهم في المنام تدل على التوبة والمغفرة. وتدل رؤية المهاجرين على حسن اليقين والثقة بالله تعالى، والخروج عن الدنيا والزهد فيها، والصدق في القول والعمل.
ومن رأى أحداً من الأنبياء وهو يأمره بما يخالف الشريعة يكون ذلك نهياً له وزجراً وتهديداً لقوله عليه السلام: إذا لم تستح من الله فاصنع ما شئت فإن ذلك ليس بأمر على فعل وإنما هو تهديد.
نادرة روى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رآني فقد رآني حقا أخبرني من هو مقبول الرواية إن حاكما رأى النبي عليه الصلاة والصلاة في المنام وهو عريان قال فغطيته بسجادة كانت لي فلما أصبحت أتيت مستبشرا إلى بعض المعبرين فقصصت عليه الرؤيا فقال أنت تحكم بغير الحق لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حق ورؤيته حق وتغطيتك إياه تغطية الحق قال فسمع بهذه الرؤيا وتعبيرها قاضي القضاة بتلك المدينة فعزله عن الحكم.
ومن رأى النبي فإن كان مهموما ذهب همه أو مديونا قضى الله دينه أو مغلوبا نصر أو محبوسا أطلق أو عبدا أعتق أو غائبا رجع إلى أهل سالما أو معسرا أغناه الله أو مريضا شفا الله وإن رأته حامل ولدت ذكرا وكذا لو رآه الزوج وإن رثي ببلاد الكفار حدث فيها وباء وإن رآه إنسان غضبانا فهو مسيء أو مرتكب للسيئات وإن رآه دفن في مكان فأهله على غير سنته وإن رآه في موضع حرب أو كرب أو غلاء فإن أهله ينصرون ويرفع عنهم ما هم فيه ومن رأى أنه يتبعه ويقفو أثره فإنه يتبع سنته ومن رأى أنه يعاتب النبي صلى الله عليه وسلم أو يجادله، أو يرفع عليه صوته، فإن ذلك بدعا قد أحدثتها في الدين والسنن. (رؤية الأنبياء عليهم السلام)
اتق الله
103- عن مسلم خياط قال : قال رجل لابن المسيب :إنى أرانى أبول فى يدى ،فقال اتق الله فإن تحتك ذات محرم ،فنظر فإذا امرأة بينها وبينه رضاع.
104 -وجاءه آخر فقال : يا أبا محمد إنى أرى كأنى أبول فى أصل زيتونة ،قال : انظر من تحتك ،تحتك أمرأة لا يحل له نكاحها.
105 -عن مسلم الخياط قال : قال له رجل - يعنى سعيد بن المسيب - أنى رأيت حمامة وقعت على المنارة منارة المسجد فقال : يتزوج الحجاج ابنة عبدالله أبن جعفربن أبى طالب (5) . وقد تزوج الحجاج بنت عبدالله بن جعفر فكتب أليه عبدالمللك بن مروان يعزم عليه بطلاقها فطلقها .
106 -عن مسلم الخياط قال : جاء رجل إلى ابن المسيب فقال :إنى أرى أن تيساً أقبل يشتد من الثنية ، فقال : اذبح اذبح ، قال ذبحت ، قال : مات ابن أم صلاء ، فما حتى جاء أنه قد مات ، قال محمد بن عمر- يعنى الوافدى - وكان ابن أم صلاء رجلا من موالي أهل المدينة يسعى بالناس
107 - رجل من فهم لابن المسيب إنه يرى فى النوم كأنةه يخوض فى النار فقال : إن صدقت رؤيام لا تموت حتى تركب البحر وتموت قتلا ، قال : فركب البحر فأشفى على الهلكة وقتل يوم قديد (2) بالسيف (3) .
108 - عن الحصين بن عبيد الله بن نوفل قال : طلبت الولد فلم يولد لى ، فقلت لابن المسيب :إنى أرى أنه طرح فى حجرى بيض ، فقال ابن المسيب : الدجاج عجمى فاطلب سبباً إلى العجم ، قال فتسريت فولد لى وكان لا يزلد لي (4) .
109 - عن مسلم الخياط قال : قال رجل لابن المسيب : يا أبا محمد إنى رأيت كأنى جالس فى الظل فقمت إلى الشمس ،فقال ابن المسيب : والله لئن صدقت لتخرجن من الإسلام ، يا أبا محمد إنى أخرجت حتى أدخلت في الشمس فجلست ،قال : تكره على الكفر ، قال : فخرج فى زمان عبد الملك بن مروان فأسر فأكرى على الكفر فرجع ثم قدم المدينة وكان يخير بهذا (5) .
110 - عن غالب العقيلى قال : أتى سعيد بن المسيب آت فقال : يا أبا محمد إنى رأيت عندوجه السحر كأن موسى قاتل فرعون ،فقال له :ايها الغالب ؟ قال : موسى غلب فرعون ، قال فصاح بأعلى صوته : هللك ابن مروان ورب الكعبة - ثلاث مرات - فأعلم صاحب المدينة فخرج حتى وقف على رأسه ثم قال : تتمنى موت أمير المؤمنين إني لأرجو ان يقتلك الله قبله ، قال سعيد : ويحك سجيتك خبره إلي تسعة ايام , قال : فما مكثوا إلا تسعة أيام حتي أتي راكب بموته واستخلاف الوليد ابنه.
من رآه في المنام دلّ على الولد لإشفاقه عليه من نار الدنيا والآخرة. ويدل على الأستاذ لتأديبه بآدابه. وعلى المؤدب لما يعلم من كتاب اللّه تعالى. وتدل رؤية الأنبياء والمرسلين عليهم السلام على الإنذار والبشارة. وإذا ائتم بهم في الصلاة، أو تابعهم في الطريق أو أطعموه مأكولاً أو سقوه شيئاً عطراً لذيذاً أو علّموه علماً أو أخبروه بخير فذلك دليل على حسن متابعته لهم أو حفظ سنتهم وبالعكس. وتدل رؤيتهم على الملوك والعلماء على ولاة الأمور كالحكام والخطباء والأئمة المحتسبين أو المؤدبين لأنهم الداعون إلى اللّه تعالى. ومَن ادعى النبوة في المنام ظهر منه نبأ على قدره. وإن صار في المنام رسولاً أو داعياً إلى اللّه تعالى فإن أجابه أحد وقبل منه دعواه نال منزله رفيعة وإلا صار سمساراً أو مؤذنا. ومَن رأى نبياً من الأنبياء عليهم السلام وكانوا في حرب ظفروا أو في كرب فرج اللّه عنهم. ومَن رأى أنه نبيّ فإنه يموت شهيداً ويُرزَق الصبر. ومن رأى أنه يعمل بعض أعمال النبيين من العبادة والبر فهو دليل على صحة دينه. ومن رأى أنه صار نبياً فإنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وتصيبه الشدائد ثم ينجو بلطف اللّه تعالى. ومن رأى أنه قتل نبيّاً دلّ على أنه يخون في أمانة وينقض العهد. ومَن رأى نبياً يضربه فإنه يبلغ مناه من أمر أخرته إن كان رجلاً شريفاً. ومَن رأى أن الأنبياء يكلمونه وكان الكلام خيراً نال منفعة وعزاً وشرفاً وذكر بين الناس. وزيارة النبيّ في المنام دالة على التحبب إلى اللّه تعالى بالأعمال الصالحة، وتدل على الأمن من الخوف، وعلو الشأن، والتودد إلى العلماء وربما دلّت على العلم والرشد.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه عفا عن مذنب فأجره على الله لقوله تعالى " فمن عفا وأصلح فأجره على الله " وأما العلم الناقص فيدل على الاياس من الوجود ووقوع الحذر في الرؤيا، وأما العقد فهو على أنواع متعددة.
فائدة روى أن أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى أجنب يوما فجاء إلى الدجلة ببغداد وأراد التطهر منها فلم يجد معه ما يستتر به فاستحيي من الله تعالى أن ينزل عريانا فنزل بقميصه واغتسل من الجنابة ثم طهر وقميصه مبلول فلم يستطع عصره فجلس في الشمس والقميص عليه لينشفه فأخذته سنة من النوم فرأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: يا أحمد كما تبعت سنتي واستحييت أن تنزل عريانا جعلتك ربع الإسلام وكان ذلك في ابتداء أمره فكان من أمره ما كان.
هذة المسألة من المسائل التي حصل فيها خطأ كبير; فأكثر الناس يشاهد أن الكثير ينسب أشهر الكتب في الأحلام للامام محمد بن سيرين , بينما الصحيح أن هذا الكلام غير صحيح .
لكن من أين أتي هذا الكتاب اذا ؟ وما الصحيح في هذة المسالة ؟
فاقول : لا يصح نسبة اي كتاب في تفسير الرؤيا , مثل : " تعبير الرؤيا " , أو "منتخب الكلام في تفسير الأحلام" , أو غيرهما لة , وقد ثبت أن ابن سيرين قال : لو كنت متخذا كتابا لا تخذت رسائل النبي صلي الله علية وسلم .يعني أنة لم يتخذ كتابا أصلا .
ودليل اخر : أن الكتاب المنسوب لة فية كثير من المنقولات عمن هو بعد الامام محمد بن سيرين المتوفي سنة : 110 ة , مثل : أبو سعيد الواعظ وغيرة , وجميع من ترجم لابن سيرين من المتقدمين لم يذكر أنة ألف , لا في التعبير ,ولا في غيرة , بل قالوا أنة قد ورد عنة في ذلك أمورا منها من يروون عنة بالاسناد , كما فعل الامام البخاري في الصحيح .
وممن نسبة لة بالخطأ : ابن النديم في "الفهرست"ص439 , والخلال في "طبقات المعبرين" , وابن شاهين في الاشارات ص 24 , ولكنهم لم يذكروا علي صحة نسبة الكتاب لة دليلا صحيحا , وقد تتساءلون هنا : لمن الكتاب المشهور نسبتة لابن سيرين اذا ؟
أقول : هو كما قالة أكثر من واحد من المحققين لأبي سعيد الواعظ ,وممن قال بهذا العالم مشهور بن حسن في كتابة "كتب حذر منها العلماء" ج 2 , ص 275 الي 284 .
91 - قال مسعدة فى كتابه الرؤيا وكان العلاء بن زياد له وقت يقوم فيه فقال لأهله تلك الليلة : إنى أجد فترة فإذا كان وقت كذا فأيقظونى فلم يفعلوا ، قال : فأتانى آت فى منامى فقال : قم يا علاء بن زياد اذكر الله يذكرك وأخذ بشعرات فى مقدم رأسى فقامت تلك الشعرات فى مقدم رأسى فلم تزل قائمة حتى مات ، قال يحيى ابن بسطام : فلقد غسلناه يوم مات وإنهن لقيام فى رأسه
ومن رأى أنه في نار جهنم فهو زجر له عن ذنوب هو مصر عليها وإن كان صالحا فإنه يحم أو يقع في بلاء أو يسجن فإن خرج تخلص من ذلك ومن رأى أنه مقيم فيها ولم يدر متى دخلها دل على أنه لا يزال في ضيق وأمره مخذول ومن رأى أنه تناول من مأكولها شيئا فإن ذلك من أعمال العاصي وإن رأت امرأة أنها دخلت النار دل على طلاقها إن كان الطلاق يؤذيها ومن رآها ولم يصبه منها مكروه فإن ذلك من هموم الدنيا وأحزانها يصيبه منها بقدر ما ناله من حرها ومن رآها في موضع دل على أن هناك سلطانا غشوما أو رجلا مسلطا لا يحل حلالا ولا يحرم حراما ويكون في ذلك الموضع حرب أو جوع وارتفاع الأسعار والسلع
عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم,أنهم قالوا له: أخبرنا عن نفسك,قال: نعم انا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيشى ورأت أمي
حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام .
وعن أبي أمامة -رضي الله عنه-قال: قلت يا نبي الله ما كان أول بدء أمرك؟ قال: دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسي ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت
منه قصور الشام .
كما قال الهيثمي : إسناده حسن وله شواهد تقوية.
أما معنى الأحلام المشابهة لرؤية النبي محمد رسول الله في المنام فيؤول إلى التالي