ومن شرب من ماء زمزم، فإنّه يصيب خيراً، وينال ما يريده من وجه بر. فإن رأى أنه حضر المقام أو صلى نحوه، فإنّه يقيم الشرائع ويحافظ عليها. ويرزق الحج والأمن.
شرب
إذا حلمت امرأة بشرب مرح فإن هذا يشير إلى أنها مرتبطة بأعمال سوف تجلب لها الخزي وإن كانت تجد متعة في ذلك.
إذا حلمت أنها فشلت في شرب ماء صاف على الرغم من بذل قصارى جهودها للقيام بذلك فسوف تخفق في الاستمتاع بمتعة تقدم لها بتملق.
المستقطر من المياه
يدل في المنام على الأولاد من حسان الوجوه أو الأشراف. وربما دلّ على العلم من العلماء العاملين، والحكم الجليلة من ذوي الحِكم العارفين. وماء من المشموم: كماء الورد وماء النسرين وماء الزهر فهي سرور وأفراح وثناء جميل. وربما دلّت المستقطرات على الودائع المستخرجة. والمستقطرات للشرب: كماء الخلاف ولسان الثور واللينوفر فهذه وأشباهها أدوية شافية وفوائد وأرزاق وأفراح.
ومن رأى أنه شرب ماء أكثر مما يشربه في اليقظة فإن عمره يطول، وإن شرب الماء صافيا فإنه يدل على سلامته من عدو ودفع كد وشدة في المعيشة، وبسط اليد في الماء تصرف في الأمور.
وقال خالد الأصفهاني رؤيا شرب ما يصنع من الزبيب كالاقسما والفقاع مال حلال إذا كان حلوا، وإن كان حامضا فمال حرام وشرب السوبية حصول ما فيه شبهة إذا كانت حلوة والحامضة منها مال حرام.
من رأى أنه شرب خمرا وليس من ينازعه فيها فإنه يصيب مالا حراما بقدر ما شرب منها، وقيل إثما كبيراً لقوله تعالى " يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير " الآية.
فمن شرب منه أو مص مصة أو مصتين أو ثلاثة، فإنه على الفطرة يصلي ويصوم ويزكي، وهو لشاربه مال حلال وعلم وحكمة، وقيل: من حلب ناقة وشرب لبنها، دل على أنّه يتزوج أمرأة صالحة، وإن كان الرائي مستوراً، ولد له غلام فيه بركة. ولبنِ البقرة خصب السنة، ومال حلال، وإصابة الفطرة. وفي صاحب الرؤيا عبداً عتق، وإن كان فقيراً استغنى.
قيل من شرب دم الناس ارعوى من إثم ونجا منه. ومن وقع في بئر من دم فإنّه يبتلى بدم أو مال حرام. وسيلان الدم من الجسم صحة وسلامة. وإن كان غائباً رجع من سفره سالماً.
وذكر رجل من الأزد قال: صلّى معنا رجل من عظمائنا صلاة العشاء الآخرة صحيحاً بصيراً، فأصبح وهو أعمى، فأتنياه وقلنا له ما هذا الذي طرقك؟ قال: أتيت في منامي فأخذت، فذهب بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا هو قاعد وبين يديه طشت مملوء دماً، قال إنك كنت فيمن قاتل الحسين؟ قلت نعم، فأخذ إصبعي هاتين يعني السبابة والوسطى فغمسهما في الدم ثم قال بهما هكذا في عيني. وأومأ بإصبعيه، قال: فأصبحت لا أبصر شيئاً.
وجاء رجل إلى ابن المسيب فقال: رأيت كأنّ في يدي قطرة من دم، وكلما غسلتهما ازدادت إشراقاً. فقال: أنت رجل تنتفي من ولدك فاتق الله واستلحقه.
وقال سفيان رأيت كأنّ على ثوبي دماً، فلما أصبحت خرجت إلى المسجد، وكان على بابه معبر فقصصت رؤياي عليه، فقال: يكذب عليك. فكان كما قال.
ومن رأى أنه يشرب الدواء بسبب مرض به وكان موافقا له فإنه يدل على صلاح دينه وإن لم يكن موافقا فإنه يزول عنه صلاح دينه ومن رأى أنه يصنع الدواء للناس فإنه يحسن لهم ومن رأى أنه شرب دواء وزال عقله فإنه يحصل له فرج من الغم
عامل مياوم
إذا حلمت بعامل مياوم فإن هذا يعني أنك سوف تفقد نقوداً قريباً بواسطة أسفار غير مجدية.
بالنسبة للمرأة فإن هذا الحلم يقود إلى أسفار ممتعة وإن كانت غير متوقعة.
من شرب الدخان في المنام: قد تكون فتنة له وبلاء يقع فيه. وقد تدل رؤياه على تحسن معيشته وارتقائه؛ لصعود الدخان من أسفل إلى أعلى خاصةً إن رأى الرؤيا شتاءً.
الخمر: في الأصل مال حرام بلا مشقة، فمن رأى أنّه يشرب الخمر فإنّه يصيب إثماً كثيرأ ورزقاً واسعاً، لقوله عزّ وجلّ: " يَسْسألونَكَ عن الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ قُلْ فيهما إثْمٌ كَبِيرٌ وَمنَافِعُ للنّاس وإثْمُهمَا أكْبَرُ مِنْ نَفْعِهمَا " . ومنِ رأى أنّه شربها ليس له من ينازعه فيها، فإنّه يصيب مالاً حراماً، وقالوا بل مالاً حلالاً. فإن شربها وله من ينازعه فيها فإنّه ينازعه في الكلام والخصومة بقدر ذلك. فإن رأى أنّه أصاب نهراً من خمر، فإنّه يصيب فتنة في دنياه. فإنه دخله وقع في فتنة بقدر ما نال منه.
وقال بعض المعبرين: ليس كثرة شرب الخمر في الرؤيا رديئة فقط، فإن رأى الإنسان كأنه بين جماعة كثيرة يشوبون الخمر، فإن ذلك رديء، لأن كثرة الشراب يتبعه السكر، والسكر فيه سبب الشغب والمضادة والقتال. وقال الخمر لمن أراد الشركة والتزويج موافقة بسبب امتزاجها.
وحكي أنّ رجلاً رأى كأنّه مسود الوجه محلوق الرأس يشرب الخمر، فقص رؤياه على معبر، فقال: أما سواد الوجه، فإنّك تسود قومك، وأما حلق الرأس فإنّ قومك يذهبون عنك ويذهب أمرك، وأما شرب الخمر فإنّك تحوز امرأة.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأن بين يدي إناءين في أحدهما نبيذ وفي الآخر لبن. فقال: اللبن عدل، والنبيذ عزل، فلم يلبث أن عزل وكان والياً.
وشرب الخمر للوالي عزل، وصرف نبيذ التمر مال فيه شبهة، وشرب نبيذ التمر اغتمام. وقد اختلفوا في شرب الخمر الممزوجة ماء، فقيل ينال مالاً بعضه حلال وبعضه حرام، وقيل يصيب مالاً في شركة، وقيل يأخذ من امرأة مالاً ويقع في فتنة. والسكر من غير شراب هم وخوف وهول. لقوله تعالى: " وتَرَى النّاس سُكَارَى ومَا هُمْ بسُكَارَى " . والسكر من الشراب مال وبطر وسلطان يناله صاحب الرؤيا. والسكر من الشراب أمن الخوف، لأنّ السكران لا يفزع من شيء. فإن رأى أنّه سكر ومزق ثيابه. فإنّه رجل إذا اتسعت دنياه بطر، ولا يحتمل النعم، ولا يضبط نفسه. ومن شرب خمراً وسكر منها أصاب مالاً حراماً، ويصيب من ذلك المال سلطاناً بقدر مبلغ السكَر منه. وقيل إنّ السكر رديء للرجال والنساء، وذلك أنّه يدل على جهل كثير، ورأى رجل كأنّه ولي ولاية فركب في عمله مع قوم، فلما أراد أن ينصرف وجدهم سكارى أجمعين، فلم يقدر على أحد منهم، وأقام كل واحد على سكره. فقصها على ابن سيرين فقال: إنّهم يتمولون ويستغنون عنك ولا يجيبونك ولا يتبعونك.
قال جابر المغربي من رأى أنه شرب فقاعا مطلقا ولم يعرف ما طعمه فإنه يدل على خدمة الأسافل، وإن كان الفقاع حلوا وطعمه طيبا فإنه يدل على حصول المنفعة من الأسافل، وإن كان حامضا فإنه يحصل له مضرة من الأسافل.