إذا رأيت في الحلم أنك لقحت فإن هذا يدل على أن انجرافك مع إغراءات النساء سوف يحمل لك الحزن والألم. إذا وجدت أن آخرين قد لقحوا فإن هذا يدل على فشلك في العثور على الرضى والقناعة وبالتالي فسوف تتراجع أعمالك وتجارتك.
إذا لقحت فتاة في ساقها فإن هذا يدل على أن أساليبها الماكرة المخادعة سوف تفضي بها إلى الخراب والدمار.
من رأى ميتاً مقبلاً عليه ضاحكاً إليه، فقد شكر له عمله في وصيته أو أهله، أو لما وصل إليه من دعائه. فإن لم يكن هناك شيء من ذلك فقد بشره بحسن حاله وطاعته لربه. ومن دعا له ميت، فدعاؤه أخبار عما في غيب الله عزّ وجلّ.
ومن رأى ميتا حمل شيئا ثقيلا يعني بحمله فإنه يكسب ذنوبا وأوزارا ثقيلة ولا خير فيمن يرى ان الميت ركب فرسه أو تقلد بسيفه أو لبس ثيابه، وربما كان ذلك جميعه خسرانا أو ضلالا أو قهرا.
إن رأى كأنه تزوج بامرأة ميتة، ورأى أنها حية، ودخل بها ولم يمسها، لكنه تحول إلى دارها واستوطنها، دلت رؤياه على موته وكذلك رؤيا المرأة، جارية مجرى رؤية الرجل في كل ذلك.
قال الأستاذ أبو سعد رحمه الله: الأصل في رؤيا الميت و الله أعلم، أنك إذا رأيت ميتا في منامك يعمل شيئا حسنا، فإنه يحثك على فعل ذلك، وإذا رأيته يعمل عملا سيئا، فإنه ينهاك عن فعله ويدلك على تركه. ومن رأى كأنه نبش عن قبر ميت، فإنه يبحث عن سيرة ذلك الميت في حال حياته دينا ودنيا، ليسير بمثل سيرته. فإن رأى الميت حيا في قبره، نال برا وحكمة ومالا حلالا. وإن وجد ميتا في قبره فلا يصفو ذلك المال. قال بعضهم: من رأى كأنه أتى المقابر، فنبش عنها، فوجدهم أحياء أو أمواتا، فإنه يدل على وقوع موت ذريع في تلك الناحية أو البلدة، و الله أعلم.
ومن هذا الباب مسائل كثيرة، تجيء في الباب التاسع والثلاثين، والثامن والثلاثين، فمن أحبها فليطلبها هنالك.
وقيل لو رأت امرأة أنَّ ميتاً نكحها فإنها تصيب خيراً من موضع لا ترجوه، كما أنّ الميت لا يرجى، وكذلك نكاح الرجل الميت. ومن نكح امرأة في دبرها حاول أمراً من غير وجهه.
ومن رأى جماعة من الشهود فإنه يدل على حصول رحمة وقيل أمر حق وقيل محاكمة ولا بأس برؤيا الشهود، وإن رأى شيئا بمفرده واحتاج إلى من يشهد له فلم يجد غير واحد فإنه يدل على شروعه في أمر يتم بعضه ولا يتم باقيه.
قال دانيال من رأى أن ميتا قد ناوله شيئا من المأكل والمشرب ولم يأكله فإنه ينقص من ماله بقدر ذلك، وإن أكله فهو خير ومنفعة، وإن ناوله شيئا من متاع الدنيا فإنه حصول خير ووصول أمل.
الشهد
هو في المنام ميراث حلال، أو مال من شركة أو رزق لأن النار لم تمسّه. ومن رأى أن أمامه شهداً فعنده علم رفيع جامع، ويرغب الناس أن يسمعوا منه. وإن رأى أنه يطعم الناس شهداً فإنه يقرأ القرآن الكريم بلحن حسن. وقد يدل أكل الشهد على حصول الشهادة في حرب. والشهد يدل على التخليط في العمل، والمصفّى دليل على الأعمال الصالحة والخالصة، وربما دلّ على الرزق الحلال أو المغصوب من أهله، وربما دلّ على الشفاء من الأمراض. وربما دلّ الشهد على الشهادة يؤديها لغيره أو تؤدى له.
فإن رأى ميتا ضاحكا، فإنه مغفور له، لقوله تعالى: " وجوه يومئذ مسفم ضاحكة مستبشرة " . فإن رأى ميتا طلق الوجه لم يكلمه ولم يمسه، فإنه راض عنه لوصول بره إليه بعد موته
ومن رأى كأن ميتا ناداه من حيث لا يراه، فأجابه وخرج معه بحيث لا يقدر أن يمتنع منه، فإنه يموت في مثل مرض ذلك الميت الذي ناداه، أو في مثل سبب موته من هدم أو غرق أو فجأة.
ومن رأى أن ميتا يغسل نفسه فإنه دليل على خروج عقبه من الهموم وزيادة في ما لهم، والمغتسل في الأصل تاجر نفاع ينجو بسببه أقوام من الهموم أو رجل شريف يتوب على يده أقوام مفسدون.
الشهر
إذا كانت الرؤيا في شهر المحرم فإنها صحيحة لا تخطئ. ورؤيته في المنام تدل على الفَرَج والخلاص من السجن والشفاء من الأمراض. وإن كان الرائي قد اعتزل قومه أو بلده عاد إليهم قياساً على قصة يونس عليه السلام لخروجه فيه من بطن الحوت. وربما شاهد فتنة عظيمة كموت إمام عادل أو ظهور عالم لأن اللّه تعالى خلق فيه آدم وحواء عليهما السلام. وإن كان الرائي عاصيا تاب إلى اللّه تعالى، لأن اللّه تعالى تاب فيه على آدم عليه السلام. وإن كان الرائي ممن يرجو المنزلة والشرف حصل له ذلك لأن اللّه تعالى رفع فيه إدريس عليه السلام مكاناً عالياً. وإن كان المسافر في البحر نجا هو ومن معه لأن السفينة استوت فيه على الجودي. وإن كان الرائي يرجو الولد رزق ولداً صالحاً لأن فيه ولد إبراهيم وعيسى عليهما السلام. وإن كان الرائي في ضيق فُرِّج عنه أو نجا من عدوه لأن اللّه تعالى نجّى فيه إبراهيم عليه السلام من نار النمرود. وربما رجع الرائي عن بدعته وضلالته وتاب إلى اللّه تعالى وأقلع عن ذنوبه، لأن اللّه تعالى تاب فيه على داود عليه السلام. وإن كان الرائي معزولاً عن ولايته عاد إلى منصبه لأن اللّه تعالى رد فيه الملك على سليمان عليه السلام، وإن كان فقيراً أو مريضاً شُفي من مرضه وأغناه اللّه تعالى لأن اللّه تعالى كشف فيه الضر عن أيوب عليه السلام. وربما أرسل الرائي رسلاً لأن اللّه تعالى كلّم فيه موسى عليه السلام، وربما فتح على المسلمين بلد من بلاد الكفر.
وإذا كانت الرؤيا في شهر صفر فليست محمودة. ورؤيته لمن كان في هم أو شدة لا ضرر فيها، وإن كان مريضاً دلّت رؤياه على شفاء وصحة. وشهر ربيع الأول إذا كانت الرؤيا فيه فإنه يربح في تجارته ويبارك فيها ويسر ويفرح. وربما رزق ولداً صالحاً، وإن كان الناس في شدة زالت عنهم، وإن كانوا مظلومين انتصروا، ففيه. ولد النبي صلى اللّه عليه وسلّم. وربما غزا الناس غزوة مباركة ففيه كانت غزوة دومة الجندل. وشهر ربيع الآخر إذا كانت رؤياه دالة على الخير أبطأت، وإن دلّت على الشر تعجلت. وفيه ينتصر الإنسان على عدوه، أو يُرزق ولداً عالماً ففيه ولد الإمام علي كرم اللّه وجهه. وشهر جمادى الأولى إذا كانت الرؤيا فيه فلا يُرغَب فيه البيع والشراء. ومن رآه فقد ابنته أو زوجته، ففيه توفيت فاطمة الزهراء رضي اللّه عنها. وشهر جمادى الآخرة إن دلّت رؤياه على الخير أبطأت. ومن رأى شهر رجب في المنام دلّ على رفع المنزلة ففيه عُرِج بالنبي صلى اللّه عليه وسلّم إلى السماء. وشهر شعبان إذا كانت الرؤيا فيه خيراً تصح وتنمو ويتضاعف الخير، وقد يعزل ولاة الأمور. وشهر رمضان تنغلق فيه أبواب العسر والفواحش والبخل، وتتعجل فيه رؤيا الخير وهي لا تبطئ، والرؤيا تدل على البركة والخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن كان طالباً للعلم حصل له لأن فيه نزل القرآن الكريم. وإن كان مريضاً بالصرع أفاق منه ففيه تصفد الشياطين. وشهر شوال في المنام يدل على الخلاص من الشدائد، وعلى السرور والأفراح، لأن مستهله عيد وفرح وفيه بناء الكعبة وغزوة الخندق. وشهر ذي القعدة إذا دلّت الرؤيا فيه على السفر فلا يسافر، وإن دلّت على هم فليجتنبه. وشهر ذي الحجة إذا دلّت الرؤيا فيه على السفر فليسافر وليسعَ في الأمور فإنه شهر مبارك وفيه العيد والأضحية، وفيه كانت وفاة عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي اللّه عنهما.
فإن غسله إنسان تاب على يد ذلك الإنسان رجل في دينه فساد. والمغتسل في الأصل تاجر نفاع ينجو بسببه أقوام من الهموم، ورجل شريف يتوب على يديه أقوام المفسدين، فمن رأى كأنه على المغتسل، ارتفع أمره وخرج من الهموم.
إن رأى ميتا يشتكي رأسه، فهو مسؤول عن تقصيره في أمر والديه أو رئيسه فإن كان يشتكي عنقه، فهو مسؤول عن تضييع ماله أو منعه صداق امرأته. فإن كان يشتكي يده فهو مسؤول عن أخيه وأخته أو شريكه أو يمين حلف بها كاذبا. وإن كان يشتكي جنبه، فهو مسؤول عن حق المرأة. فإن كان يشتكي بطنه فهو مسؤول عن حق الوالد والأقرباء وعن ماله. فإن رأى أنه يشتكي رجله، فهو مسمؤول عن إنفاقه ماله في غير رضا الله. فإن رآه يشتكي فخذه، فهو مسؤول عن عشيرته وقطع رحمه، فإن رآه يشتكي ساقيه، فهو مسؤول عن إفنائه حياته في الباطل.
ومن رأى أنه ينكح أمه وكانت ميتة فإنه يدل على انقضاء أجله لقوله تعالى " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم " الآية، وأول بعضهم هذه الرؤيا إذا كان صاحبها غائبا بالاجتماع على أمه إن كانت موجودة.
ومن رأى أن الميت في حالة يقتضي أن يكون مثلها في اليقظة فإنه يؤول على أحد من عقبه أو سميه أو نظيره، وقيل من رأى أن ميتا يصنع شيئا من الصنائع فإن كان نوعه محبوبا فهو جيد في حقه، وإن كان نوعه مكروها فلا خير فيه.
ومن رأى ميتا قد ناوله ثوبا مخيطا ليس من ملبسه وتناوله ولبسه ثم قلعه وناوله للميت ثم لبسه الميت فإنه دليل على موت أهل بيته ولو لم يناول ذلك الثوب للميت لما حصل له ذلك النقص بل كان يزيد ماله.
فإن رأى أنّه ينكح ميتاً معروفاً: فإنَّ المفعول به يصيب من الفاعل خيراً من دعاء أو صلة. فإن رأى أنّه ينكح ذا حرمة من الموتى، فإنَّ الفاعل يصل المفعول به بخير، من صدقة أو نسك أو دعاء. وإن رأى ميتاً معروفاً ينكح حياً، وصل إلى الحي المنكوح خير من تركة الميت أو من وارثه أو عقبه من علم أو غيره. والقبلة بعكس ذلك، لأن الفاعل فيها يصيب خيراً من المفعول به ويقبله.