وأما التمريخ بالدهن الطيب فثناء حسن وبالدهن النتن ثناء قبيح وقيل الدهن في الأصل غم وإن رأى قارورة دهن وهو يأخذ منها ويدهن أو يدهن غيره فإنه مداهن أو حالف بالكذب أو نمام ومن رأى أن وجهه مدهون فإنه يصوم الدهر كله وقال بعضهم الدهن يدل على المكر والمداهنة
(ان كنت تراها أنها بالفعل أفضل اجابة اضغط)
ويتم تفسير حلم رؤية الميت حي يقولك بحبك بالشكل الآتي
ومن رأى أنه جامع امرأة ميتة معروفة فإنه حصول خير وبلوغ ما يؤمله من حيث لا يحتسب وإن كان الميت رجلا معروفا فحصول الخير كذلك وإن كان الميت رجلا مجهولا لم يعرفه فإنه ظفر على الأعادي ومن رأى أنه يجامع امرأة ميتة ذات محرم فإنه حصول هم وغم ومن رأى أنه يجامع امرأته المتوفية فلا خير فيه ومن رأى أن ميتا يجامعه فإنه يدل على وصول رزق من مال الميت للرائي ومن رأى أنه يقبل ميتا بشهوة فإنه يصدر من الرائي في حق الميت خير وصدقة ودعاء
وأما البقر فمن رأى أنه يركب ثورا أو ملكه وعليه أداته فإنه يصيب عملا من سلطان ومالا كثيرا وأفضل الثيران للركوب ما كان أسود فإن كان أصفر أو أحمر وليس عليه أداة المركوب فإنه مرض لراكبه ولا خير فيه ومن رأى أن له ثورا نطحه وأزاله عن موضعه فإنه يعزل عن عمله وإن لم يزله عن موضعه فإنه يناله مكروه ولا يعزل ومن رأى أن جماعة من الثيران أو البقر مجهولة لا أرباب لها أقبلت أو أدبرت أو دخلت موضعها أو خرجت منه فإن كانت ألوانها صفرا فإن ذلك أمراضا تقع في ذلك الموضع ذلك الموضع وإن كانت ألوانها مختلفة فإنه سنون مخصبة بقدر السمان منها والمهازيل فإن البقرات السمان سنون مخاصيب والمهازيل سنون مجاديب ومن رأى أنه يملك بقرة برسنها فإنه يتزوج امرأة ذات خلق ودين ومن رأى أنه راكب بقرة فإن امرأته تموت ويرثها وقيل إنه يتزوج أو يتسرى أو يلحقه من الغنى أو الفقر بقدر سمنها أو عجفها ومن رأى أنه يأكل لحم البقر أو يشرب من لبنها فإنه يصيب زيادة في سلطانه وماله وفطرة في الدين وإن كان مريضا شفاه الله ومن رأى أنه يأكل شحم بقرة يصيب خصبا ونعمة حسناء ومن رأى أنه يأكل سمن البقر فإنه زيادة في ماله وهو أفضل من سمن الغنم
ومن رأى شيثاً يكون عيشه طيباً ويحصل له مال وأولاد، وقيل من رأى شيئاً فإنه يدل على أنه وصى ومقدم على أمور عظام وانه يوفي بالوصية ويؤديها حقها لأن شيثاً كان وصيا على وجه الأرض.
ومن رأى أنه يشرب ماء عين فإنه يصيبه هم ومن رأى عينا صافية فإنها حياة من ملكها ومن رأى أن عينا من ماء انفجرت في داره أو حائطه فإنه يصيبه هم وبكاء وإن كان في داره مريض فهو البكاء عليهومن رأى أن عينا صافية تجري إلى داره فإن ذلك رزقا وخيرا يساق
وأما البصاق فكلام سوء فمن رأى أنه يبصق دل على أنه يتكلم بما لا يجوز وإن رأى أنه يبصق في مسجد دل على أنه يتكلم بمعروف أو في حائط دل على أنه يكنز مالا يبتغي به مرضاة الله أو على أرض أو شجر دل على تحصيل إقطاع وضياع ومن رأى أن ريقه كثير دل على أنه عذب المنطق وإن رأى أن ريقه ناشف فضد ذلك ومن رأى أن ريقه عاد دما فإنه يتكلم بعلم باطل ومن رأى أن أحدا يبصق على وجهه فإنه يطعن في أهل بيته ومن رأى أنه يبصق مختلطا بدم فإنه يدل على أكل الحرام والكذب ونقض العهد
وأما السجن فمن رأى أنه دخل سجنا مجهولا فإنه يؤول بالقبر وإن كان معروفا فإنه غم ومضرة وإن كان مريضا فمرض يطول ومن رأى أنه موثق في بيت فإنه يصيب خيرا وإن رأت امرأة أنها في سجن فإنها تتزوج رجلا كبير القدر وإن كانت متزوجة فلابد لها من الخير ومن رأى أنه معوق في مكان لا يستطيع الخروج منه فإنه سعة وفضاء ونعمة خصوصا إذا كان من طلبة العلم ومن رأى أنه خرج من الاعتقال فإنه يخرج مما هو فيه من أمر مكروه في الدين والدنيا إلى الصلاح والخير ولا خير في ذلك للآمر ومن رأى أنه هرب من السجن فهو خلاصه أو موته ومن رأى أنه دخل السجن ثم خرج عاجلا فإنه ينال ما تمناه بتمامه
وهو إصابة مال من كثرة انفاقه في غير طاعة الله تعالى لقوله تعالى " يوم يحمي عليها في نار جهنم فتكوى بها " الآية وربما دل على بخل صاحبها وقيل الكي كلام موجع، وربما كان لذوي المناصب ثباتاً في الأمور، وربما دل الكي على التزويج والسفر وللنسوة على الولادة.
وأما الأسر فمن رأى أنه أسير فلا خير فيه ويصيبه هم شديد ومن رأى أنه ملك أسير فهو محمود ورؤية الأسارى حكم وعلو وجاه ومن رأى أنه يحسن إلى أسير فإنه يفعل الخير ويكون عند الله مقبولا
ومن رأى شجرة القرع فإنه رفعة وجد بقدر ورق القرع لفضله على الأشجار ومن رأى أنه يستظل بشجرة القرع فإنه يستأمن من وحشة ويستقبل أمره بصلاح ومن رأى البطيخ أو أكله فإنه مرض والقثاء هم وحزن وقيل خير وربح والخيار لا بأس به
ومن رأى أنه يعالج ثعلبا أو ينازعه فإنه يخاصم ذا قرابة ومن رأى أنه يلتمس ثعلبا فإنه يصيبه وجع من رياح ومن رأى أنه يلاعب ثعلبا فإنه يصيبه فزع من الجن ومن رأى أنه اتخذه لنفسه فإنه يصيب امرأة تقر عينه بها ومن رأى أنه راوغ ثعلبا فإنه رجل كذوب
وأما الأصابع فقال ابن سيرين أصابع اليد اليمنى الخمس تدل على الصلوات الخمس وأما أصابع اليد اليسرى فتؤول بأولاد الأخ فمن رأى في أصابع يده اليمنى زينا أو شينا فتعبيره في الصلوات الخمس وكذلك إن رأى في أصابع اليد اليسرى فتأويله في أولاد الأخ ورؤية أصابع الرجلين تدل على الزينة واستقامة الأمور فمن رأى فيها ما يزين أو يشين فتأويله في ذلك وإن رأى في أصابعه اعوجاجا سواء كان في يديه أو رجليه فهو انعكاس وليس ذلك بمحمود ومن رأى أنه يشبك أصابعه فإن ذلك عسر وفقر ومن رأى أنه يفرقع أصابعه فإنه يدل على وقوع كلام قبيح بين قرابته وقيل فرقعة الأصابع استهزاء وربما يرتكب ما لا ينبغي
وأما الجوع فمن رأى أنه جائع فإنه مذنب وقال بعضهم الجوع يدل على الحرص وأما الشبع فمن رأى أنه شبعان فإنه يستغني عن الناس لكنه يكون متهاونا في أمر دينه وأما العطش فإنه يدل على تعب ومشقة وفساد في الدين والدنيا وربما كان محتاجا إلى النكاح وأما الري فهو خير ونعمة وسعة وقال بعضهم من رأى أنه يشرب ماء باردا فإنه إصابة مال حلال والشرب من جميع أنواع المشارب وما يوضع كل نوع في إنائه والشرب من الأبحر والأنهر والعيون والآبار جميعه مفصل في بابه
وأما الجريان والعدو سواء كان راكبا أو ماشيا فإنه يدل على الحرص والطمع فإن رأى أنه وقف من جريه أو عدوه فإنه قنوع لا يميل إلى الطمع وقال بعضهم من رأى أنه يعدو أو يجري وعرف الأمر الذي يطلبه فإنه يدركه عاجلا ويظفر به وإن كان راكبا فإنه يدل على تجديد سفره
وأما السؤال فإنه يدل على التواضع والاجتهاد في طلب العلم وقال بعضهم إن كان الأمر من أمور الدين فمحمود وإن كان من أمور الدنيا فليس بمحمود وأما الطلب فمن رأى أنه يطلب شيئا ويجد في طلبه فإنه ينال مناه منه
وأما الطلاق فمن رأى أنه طلق امرأته فإنه يستغني وقيل إن كان صاحب الرؤيا ذا منصب فإنه يعزل وقال بعضهم من رأى أنه طلق امرأته وليس معه غيرها فإنه يزول عن شرفه وعزه وإن كان له غيرها من النسوة أو الجوار فإنه نقصان في ذلك ومن رأى أنه طلق امرأته وليس له امرأة فإنه يدل على قرب أجله وقيل من رأى أنه طلق امرأته وكان من طلاب الآخرة انقطع عن الدنيا واشتغل بالآخرة
ومن رأى أنه يلبس ثيابا خضرا فإنه يدل على الدين والعبادة ومن رأى أنه يلبس ثيابا حمرا فإنه يلقى قتلا ومنازعة بقدر الحمرة وشهرتها أو يكون له ولاية إن كان يطلبها أو زينة وفرح مع بغي في الدين وإن رأت المرأة أنها لبست ثوبا أحمر فهو لها صلاح وإن رأى أنه يلبس ثيابا سودا فإنه يصيبه هموم وأحزان إلا أن يكون ممن يلبسها في اليقظة ويعرفها وإن رأى أنه يلبس ثيابا زرقا فإن دينه غير حسن ومن رأى أنه يلبس ثيابا صفرا فإنه يمرض ومن رأى أنه يلبس ثوبا محرما عليه أو مكروها له مما يدل على النساء فإنه ينكح حراما ومن رأى أنه يلبس ثياب صوف فإن الصوف أفضل الثياب فإنه يصيب مالا كثيرا حلالا ونسكا وصلاحا في دينه ومن رأى أنه يلبس ثوب قطن أو شعر أو وبر فهو في التأويل دون الصوف ومن رأى أنه يلبس من ثياب النساء فإن كانت له حامل تأتي بأنثى وإن لم تكن له حامل أصابه خوف وضرر في نفسه وماله فإن رأى أنه تحول من تلك الحال فإنه ينجو وإن رأت امرأة أنها تلبس من ثياب الرجال فإنه صلاح لها وسلطان لزوجها
وأما اللحفة فهي تؤول بالمرأة فمن رأى ملحفة ذهبت عنه أو انتزعت منه فإن امرأته خارجة عنه بموت أو حياة وأما الطيلسان فهو بهاء الرجل وجاهه ومروءته بقدر الطيلسان في جدته وصفاقته وقوته وسعته ومن رأى أنه يلبس طيلسانا ولم يكن ممن يلبسه في اليقظة فإنه يصيب اسما صالحا في الناس ويجتمع له أمره وشمله وينال خيرا وأما القلنسوة فموضعها الرأس والرأس رئيس الرجل فمن رأى أنه حدث في قلنسوته حادث من حرق أو سقوط أو نحو ذلك فإن تأويله في حاله مع رئيسه ومن رأى أن السلطان أخذ قلنسوته فإنه يأخذ ماله وإن كان عاملا عزله
وأما الأسرة والكراسي فمن رأى أنه على سرير مجهول وعليه فراش فإن لاقى به الملك ناله وإلا جلس مجلسا رفيعا وإن كان عزبا تزوج وإن كانت له حامل أتت بغلام ومن رأى انه جلس على سرير ليس عليه فرش فإنه يسافر ومن رأى أنه أصاب كرسيا وقف عليه أصاب سلطانا أو يتزوج امرأة على قدر الكرسي وهيئته وقيل إن كانت له حامل أتت بمولود ذكر وقيل يموت شهيدا ومن رأى أنه انكسر سريره أو كرسيه فإنه دليل على موته أو موت امرأته وإن رأى المريض أنه يحمل على أسرة فهو نعشه
وأما المزبلة فهي الدنيا فمن رأى أنه وفق مزبلة أو اشتراها أو ورثها فإن كان فقيرا استغنى من مال غيره وإن كان طالب عمل من سلطان ناله ومن رأى أنه تعرى فوق مزبلة فإن كان واليا عزل أو مريضا
وأما الذئب فهو سلطان ظلوم غشوم أو لص ضعيف أو رجل كذوب فمن رأى أنه يعالج ذئبا أو نازعه أو نال منه أو فعل به فعلا فتأويله كتأويل السباع ومن رأى أن ذئبا دخل دارا أو بلدة دخلها سلطان غشوم
وأما رؤيا كل من الفتيين فقد ذكرهما الله -تعالى- في قوله : ( ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أعصر خمرا وقال الأخر إني أراني أحمل فوق رأسي
خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين ) . سورة يوسف الأيام 41 .
ثم أخبرهما بتأويل كل منهما فقال ( ياصاحبي السجن أما أحدكما فيسقى ربه خمرا وأما الأخر فيصلب فتأكل الطبي من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان )
سورة يوسف الأية 36 .
وقد وقع تأويل يوسف عليه السلام كما أخبر , فأحدهما صلب حتى أكلت الطير من رأسه , والأخر خرج من السجن وخدم الملك .
وقد روى ابن جرير والحاكم عن عبد الله بن مسعود -رضى الله عنه-قال :
(الفتيان اللذان أتيا يوسف -عليه الصلاة والسلام- في الرؤيا إنما كانا تكاذبا فلما أول رؤياهما قالا : إنا كنا نلعب
فقال يوسف : ( قصى الأمر الذي فيه تستفتيان ) .
قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ووافقة الذهبي في تلخيصه, قال ابن كثير : وكذا فسره مجاهد وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم ,
وحاصله أن من تحلم بباطل وفسره فإنه يلزم بتأويله .
54 - عن حرام بن عثمان الأنصاري قال : قدم أسعد بن زرارة من الشام تاجراً في أربعين رجلاً من قومة فرأي رؤيا أن آتياً أتاه فقال : إن يخرج بمكة با أبا أمامة فأتبعه ، وآيه ذلك أنكم تنزلون منزلاً فيضاب أصحابك فتنجو أنت وفلان يطعن في عينه ، فنزلوا منزلاً فبيتهم الطاعون فأصيبوا جميعاً غير أبي أمامة وصاحب له طعن في عينه (2) ، وتحقق ما رآه وأسلم - رضي الله عنه - .
57 - ذكر ابن إسحاق أن قريشا لما نزلوا الجحفة رأي جهيم بن اللت ابن مخرمة بن الطلب بن عبد مناف رؤيا فقال : إني رأيت فيما يرى النائم وإني لبين النائم واليقظان إذ نظرت إلي رجل قد أقبل علي فرس حتي وقف ومعه بعير له ثم قال : قتل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو الحكم بن هشام وامية بن خلف وفلان وفلان غعدد رجالاً ممن قتل يوم بدر من أشراف قريش، ثم رأيته ضرب في لبه بعيره ثم أرسله في العسكر فما بقي خباء من أخبية العسكر إلا أصابة نضح من دمه، قال: فبلغت أبا جهل فقال: وهذا أيضاً نبي آخر من بني المطلب سيعلم غدًا من المقتول إن نحن التقينا (1).
* وفي رواية (2) : إن قريشًا ساروا حتي نزلوا الجحفة نزلوها عشاء يتروون من الماء وفيهم رجل من بني المطلب بن عبد مناف يقال له جهيم بن الصلت بن مخرمة فوضع جهيم رأسه فأغفي ثم فزع فقال لأصحابة: هل رأيتم الفارس الذي وقف عليً آنفا؟ فقالوا: لا ، فإنك مجنون ، فقال : قد وقف علًي فارس آنفاً ، فقال : قتل أبو جهل وعتبة وشيبة وزمعة وأبو البختري وأمية بن خلف فعد أشرافاً من كفار قريش، فقال له أصحابه : إنما لعب بك الشيطان . ورفع حديث جهيم إلى أبي جهل فقال : قد جثتمونا يكذب بني المطلب مه كذب بني هاشم سترون غداً من يقتل. وتحققت رؤيا جهيم بن الصلت فقد مات كل من رآهم في المنام.
رؤيا جويرية بنت الحارث
أن رسول الله - صلي الله علية وسلم - سيتزوجها
59 - عن حزام بن هشام عن أبيه قال: قالت جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها - : رأيت قبل قدوم النبي - صلي الله علية وسلم - بثلاث ليال كأن القمر أقبل يسير من يثرب حتي وقع في حجري فكرهت أن أخبر بها أحداً من الناس حتي قدم رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فلما سبينا رجوت الرؤيا فلما أعتقني وتزوجني والله ما كلمته في قومي حتي كان المسلمون هم الذين أرسلوهم وما شعرب إلا بجارية من بنات عمي تخبرتي الخبر فحمدت الله - عز وجل - (2).
61 - عن عمرو بن حبيب بن قليع قال : كنت جالساً عند سعيد بن المسيب يوماً وقد ضاقت عليَ الأشياء ورهقتي دين فجلست إلى ابن المسيب ما أدري أين أذهب فجاءه رجل فقال : يا أبا محمد إني رأيت رؤيا، قال: ما هي؟ قال: رأيت كاني أخذت عبد الملك بن مروان فأضجعته إلي الأرض ثم بطحته فأوتدت في ظهره أرعة اوتاد، قال: ما أنت رأيتها،قال:بلى أنا رأيتها، قال: لا أخبرك أو تخبرني، قال: ابن الزبير رآها وهو بعثني إليك، قال: لئن صدقت رؤياه قتله عبد الملك ابن مروان وخرج من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة، قال: فرحلت إلى عبد الملك بالشام فأخبرته بذلك عن سعيد بن المسيب فسره وسألني عن سعيد وعن حاله فأخبرته وأمر لي بقضاء دين وأصبت منه خيراً. وتحقق ما رآه فقد أرسل عبدالملك بن مروان الحجاج بن يوسف الثقفي وقتل بن الزبير وصلبه ثم تولي الحكم بعد الحكم عبدالملك بن مروان أربعة من أبنائه.
ومن رأى أنه أجذم وأبرص فإنه ينال مالا ونعمة وكرامه والجذام إذا سال منه دم أو قبيح فحصول مال حرام وربما ينسب لصاحب الجذام أمر قبيح وهو بريء منه وربما ينزل به بلاء في نفسه أو ماله أو في أحد عياله وقيل رؤية الأجذم والأبرص والأكل معهما مصاحبة من يكرهه
ومن رأى أنه محموم فإنه حصول كرب وهم وغم وإن رأى أنه بالباردة فإنه حصول أمر يكون فيه مغلوبا وليس في الرؤيتين خير أبدا ومن رأى أن به قولنجا فهو مقتر على عياله في رزقه ومن رأى ضعفا في أحد أعضائه من خدش أو جرح فإن الخادش يحصل منه مضرة ومن رأى أنه مبتل وبجسده ما يأكل منه كالهوام وغيره فإنه يصيب مالا كثيرا وعيالا
وأما الهدية فمن رأى أنه يهدي هدية لأحد وكان نوعها محبوبا فهو صالح للفاعل والمفعول وكل ينال من صاحبه ما يريد وإن كان نوع ذلك مكروها فإنه ينال كل منهم من الآخر ما يكرهه ومن رأى أنه أهدي إليه هدية من شيخ أو عجوز فإنه محمود وإن كان من شاب أو شابة فخلافه ومن رأى أنه أهدى لأحد هدية فردها عليه فإنه يدل على حصول كلام بينهما يكره مثله ومن رأى أنه وهب لأحد هبة فإنه يتفضل عليه إلا هبة العبد فإنه يرسل إليه عدوا
وأما الوضع فمن رأى أنه وضع جارية أصاب خيرا كثيرا وإن وضع غلاما أصابه هم شديد ويناله كلام مكروه وربما يموت ومن رأى أن امرأته أو جاريته وضعت غلاما فإنها تضع جارية إن كانت حاملا وإن لم تكن فإنه يصيبه هم ثم يفرج عنه وكذلك إذا رأت الحامل أنها ولدت جارية فإنها تلد غلاما أو ولدت غلاما فإنها تلد جارية ومن رأى أنه ولد ومن فيه فإن كان مريضا فإنه انقضاء أجله
ومن رأى أن الأرض زلزلت أو أصابها خسف فإن ذلك بلاء ينزل بتلك الأرض ومن رأى أن الأرض خسفت به وابتلعته فإن كان من أهل الشر فإنه عقوبة تنزل به أو سفر بعيد يخاف أن لا يرجع منه
ومن رأى أنه دخل دارا معروفة فإنه يصيب دنيا بقدر سعة الدار وحسنها فإن كانت من لبن وطين فهي حلال وإن كانت من آجر وجص فهي حرام وإن كانت مجصصة وبها مريض فهي موته وإن كانت من طين رطب أصابه هم وإن كانت مجهولة البناء والموضع والأهل وأفردت عن الدور فهي دار الآخرة فإن رأى أنه دخلها ثم خرج فإنه يشرف على الموت ثم ينجو ومن رأى أن داره أو بيوت داره أو بناءها أو سطوحها اتسعت فوق قدرها المعروف فإن ذلك سعة في دنياه ومن رأى أن في بيته عينا أو ميزابا يرشح من غير مطر أو رأى سقف بيته قاطرا فإنها عيون باكية على موت إنسان فيها ومن رأى أنه دخل بيتا مرشوشا فإنه يصيبه هم على قدر البلل والوحل ومن رأى أنه فوق بيت مجهول فإنه يصيب امرأة بقدر البيت وخطره ومن رأى أنه في غرفة فإنه يأمن مما يخاف ومن رأى أنه في غرفة جديدة وكان فقيرا استغنى أو غنيا أصيب في ماله وقيل إن الغرفة امرأة فمن رأى أنه يبني غرفة فإنه بامرأة وإن رأى أنه في غرفة قديمة وكان فقيرا ازداد إفلاسا أو
ومن رأى أنه يحرث أرضا فإنه يضاجع أهله وإن رأى أنه يحرثها غيره بغير إذنه فإنه مخالف إلى أهله ومن رأى أنه زرع شعيرا فإنه يجمع مالا ومن رأى أنه زرع زرعا وحصده فإنه يصيب خيرا وإن رأى أنه بذر ولم يعلق ذلك البذر فإنه يصيبه هم وحزن بقدر ذلك البذر ومن رأى أنه يصيب قمحا فإنه يصيب ذهبا ومن رأى أنه يأكل قمحا رطبا فإنه ناسك فاضل وإن أكر قمحا يابسا أو مطبوخا فإنه لا خير فيه ومن رأى أنه يأكل شعيرا رطبا أو يابسا أو مقلوا أو مطبوخا فإنه صلاح يصيبه وخير على كل حال ومن رأى أنه أهدي إليه شعير فإنه يرى قرة عين وصحة جسم وينال خيرا ومن رأى أن طعامه عاد زبلا أو ترابا رخص أو فسد وإن رأى نارا أوقدت في الطعام غلا أو اشتد سعره ومن رأى دخنا أو عدسا أو ذرة فإنه مال على كل حال وهو دون القمح والشعير ومن رأى الباقلاء أو الحمص واللوبياء أو نحوها من الحبوب فهي هم وحزن لمن أصابها أو أكلها رطبة أو يابسة مطبوخة أو مقلوة وقيل في السمسم إنه مال في زيادة ومن رأى أنه أصاب أرزا فإنه يصيب رزقا قليلا خفيفا وفيه هم وغم ومن رأى أنه أصاب الحبة السوداء أو الحرمل أو نحوها مما فيه شفاء فإنه يصيب صحة وعافية في جسمه
وأما الفتل فمن رأى أنه يفتل حبلا أو خيطا أو يلوي ذلك على نفسه أو على قضيبه فإنه سفر وقد يدل الفتل على إبرام الأمور والشركة والنكاح ومن رأى أنه مستمسك بالقرآن والإسلام قيل يسافر سفرا ومن رأى أنه متعلق بحبل من السماء فإنه يلي سلطانا في دين فإن رأى الحبل انقطع زال ذلك السلطان عنه ولم يزل الدين إذا بقي في يده من الحبل شيء ومن رأى حبلا في كتفه أو على عنقه أو ظهره أو في وسطه فهو عهد يحصل في عنقه وأما الغزل فمن رأى أنه يغزل صوفا أو شعرا ونحوهما مما يغزل الرجال مثله فإنه يسافر ويصيب خيرا وإن رأى أنه يغزل كتانا أو قطنا أو نحوهما مما يغزل النساء مثله فإنه يصيبه ذل وهوان ويعمل عملا حلالا غير مستحسن للرجال ومن رأى أنه ينقض غزلا فإنه ينقض الأيمان والعهود وإن رأت امرأة أنها أصابت مغازل ولدت جارية أو أصابت أختا
من رأى أن له سرادقا مضروبا فإنه يصيب سلطانا عظيما وخيرا ومن راى أن له فسطاطا مضروبا أو قبة مضروبة فإنه يصيب سلطانا دون السرادق وربما كانت القبة امرأة يزوجها أو خدمة سلطان يتولاها ومن رأى أن له خباء مضروبا عليه أو ما أشبه ذلك فإنه يصيب خيرا ويرتفع صيته ومن رأى أن سلطانا خرج من هذه الأخبية خروج فراق فإنه يخرج من سلطانه ذلك ومن رأى أن أبنية طويت فإنها سلطانه ذلك يذهب أو عمره ينفد ومن رأى أن فسطاطا أو خباء أو نحوهما في مغارة من الأرض أو في روضة فإنه قبر شهيد يكون هنالك
ومن رأى أنه بسط له بساط جديد واسع صفيق فإنه ينال في دنياه عمرا طويلا وسعة في الرزق وإن كان البساط ثخينا صغيرا فإنه يكون عمره طويلا ورزقه قليلا وإن كان رقيقا طويلا فإن رزقه يكون كثيرا وعمره قليلا ومن رأى أنه بسط له بساط مجهول الجوهر في موضع مجهول أو عند قوم مجهولين فإنه يتغرب عن بلده وقومه وينال في الغربة عزا وجاها ومن رأى أنه جالس على حصير فإنه يأتي أمرا يتحسر عليه ويندم ومن رأى أنه يلتحف في حصير فإنه يحصر أو يناله حصر البول وقد يدل الحصير على ما يدل عليه البساط
من رأى أنه أصاب ذهبا فإنه يصيبه هم وأمر يكرهه أو يذهب ماله بقدر ما رأى أنه أصاب من الذهب والعدد المعروف خير من العدد المجهول ومن رأى أنه أصاب دنانير معروفة فإنه يصيبه من الهم بقدر ذلك وإن كانت مجهولة لا يعرف عددها فإن همه يكون أشد وأقوى ومن رأى أن رجلا أعطاه دنانير فإنه رجل مظلوم وإن رأى أنه دفعها هو إلى أحد فهو ظالم وربما كانت الدنانير إذا كانت خمسة الصلوات الخمس فإن ضاع منها شيء فإنه يضيع بعض الصلوات الخمس ومن رأى أنه أصاب دينارا واحدا فإنه يصيب ولدا وربما يؤتمن على مال فيكون فيه خائنا ومن رأى أن ميتا أعطاه دنانير فقد سلم من الظلم والدنانير أهون من التبر ومن رأى أنه أصاب ذهبا معمولا شبه إناء وحلي ونحوهما فإنه يصيبه هم أكثر من الدنانير ومن رأى أنه يذيب الذهب فإنه يقال فيه كلام سوء ويبرأ مما ليس فيه
أما أصناف الوحش فمن رأى أنه يركب حمارا وحشيا وهو مطواع يصرفه كيف يشاء فإن صاحب ذلك راكب معصية مفارق جماعة المسلمين برأيه وهواه وإن لم يكن ذلولا وهو يجمح به أو يصرعه فإنه يصيبه شدة وخوف من قبل رأيه ذلك وهواه وإن رأى أنه أدخله منزله أو رآه في منزله فإنه يداخل رجلا مخالفا للشريعة وإن اصطاده أو صيد له ليأكله فإنه تدخل عليه غنيمة ويصيب خيرا ومن رأى حمارة وحشية أنه ملكها وحدث فيها حادث فإنها امرأة لا خير فيها
وأما الضبع فهي امرأة سوء فمن رأى أنه ركب ضبعا فإنها امرأة كذلك ومن رأى أنه أكل من لحم ضبع فإنه قد عمل به سحر وهو عنه غافل ويوشك أن يشفيه الله منه ومن رأى أنه أصاب من جلد ضبع أوعظامها أو شعرها فإنه يصيب من مال امرأة بقدر ذلك ومن رأى أن الضبع كان ذكرا فهو في التأويل رجل مخذول بخذوله فما جرى منه وعليه فتأويله كتأويل السباع
وأما العنكبوت فهو إنسان عابد ضعيف فمن رأى أنه أصاب عنكبوتا فإنه يصيب رجلا عابدا أو يصاحبه ومن رأى أنه قتله فإنه يقهر رجلا كذلك وأما السوس في الباب والسرير والمائدة أو نحوها فأسقام وعلل في جسم من رأى ذلك ومن رأى أن في كيسه أو عصاه أرضة فقد دل على موته
عن مخرمة بن نوفل-رضي الله عنه-عن أمه رقيقة بنت أبي صيفي ابن هاشم وكانت لدة عبد المطلب قالت: تتابعت على قريش سنون
جدبة أقحلت الجلد وأرقت العظم,قالت: فبينما انا راقدة اللهم أو مهومة إذا أنا بهاتف صيت يصرخ بصوت صحل يقول: يامعشر
قريش إن هذا النبي مبعوث منكم وهذا إبان مخرجه فحي هلا بالخير والخصب,ألا فانظروا منكم رجلا طوالا عظاما أبيض بضا أشم
العرنين,له فخر يكظم عليه وسنة تهدي إليه,ألا فليخلص هو وولده وليدلف إليه من كل بطن رجل,ألا فليشنوا من الماء وليمسوا من
الطيب وليستلموا الركن, وليطوفوا بالبيت سبعا ثم ليرتقوا أبا فبيس فليستسق الرجل وليؤمن القوم,ألا وفيهم الطاهر والطيب لذاته,ألا
فغشم إذا ما شئتم وعشتم.
قالت: فأصبحت علم الله مفئودة مذعورة قد قف جلدي ووله عقلي فاقتصصت رؤياي فنمت في شعاب مكة .
فوالحرمة والحرم إن بقى بها أبطحي إلا قال هذا شيبة الحمد,هذا شيبة,وتتامت عنده قريش.
وانفض إليه من كل بطن رجل فشنوا وطيبوا واستلموا وطافوا ثم ارتقوا أبا قبيس وطفق القوم يدفنون حوله ما إن يدرك سعيهم مهله
حتى قر لذروته فاستكنوا جنابيه ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ غلام قد أيفع أو كرب
فقام عبد المطلب فقال: اللهم ساد الخلة وكاشف الكربة أنت عالم غير معلم ومسؤول غير مبخل وهولاء عبداؤك وإماؤك بعذرات حرمك
يشكون إليك سنتهم التي قد أقحلت الظلف والخف,فاسمعن اللهم وامطرن غيثا مريعا مغدقا,فما راموا حتى انفجرت السماء بمائها
وكظ الوادي بشجيجه فلسمعت شيخان قريش وهي تقول لعبد المطلب:
هنيئا لك يا أبا البطحاء هنيئا,أي لك عاش أهل البطحاء وفي ذلك تقول رقيقة:
بشيسة الحمد أسقى الله بلدتنا وقد فقدنا الحيا واجلوذ المسطر
فجاد بالماء جوفي له سبل دان فعاشت به الأمصار والشجر
سيل من الله بالميمون طائرة وخير من بشرت يوما به مضر
مبارك الأمر يتقى الغمام به ما في الأنام له عدل ولا خطر
وفي هذا الحديث غريب نشرحه مختصرا,قوله: لدة عبد المطلب اي عمل سنة .
وأقحلت ايبست .
وأرقت العظم أي جعلته ضعيفا من الجهد .والتهويم أول النوم والإبان الوقت .
وحي هلا كلمة تعجيل .
والحيا -مقصور-المطر والخصب, أي أتاكم المطر والخصب عاجلا .
والعظام بضم العين أبلغ من العظيم .
والبعض الرقيق البشرة .
والأشم المرتفع .
وقوله: له فخر يكظم عليه أن يخفيه ولا يفاخر به .
والسنة الطريقة . وتهدي إليه,أي تدل الناس عليه.
فليشنوا,بالسين والشين , أي فليصبوا , ومعناه فليغتسلوا .
فغثم أي أتاكم الغيث والغوث .
ونمت أي فشت وشيبة الحمد لقب عبد المطلب .
وتتامت إليه,أي جاءوا كلهم.ومهلة سكونه وقوله: كرب أي قرب. والخلة الحاجة. والعذرات الأفنية. والسنة القحط والشدة .
ويعني بالظلف والخف الغنم والأبل. والمغدق الكثير. واكتظ أي ازدحم. والثجيج سيلان كثرة الماء. والشيخان المشايخ. واجلوذ أي تأخر
والجوني السحاب الأسود.
قوله: بصوت صحل أي فيه بحوحة. وقوله: رجلا طوالا أي طويل فإذا أفرط في الطول قيل طوال بالتشديد. وقوله: فليدلف,الدليف
هو المشي الرويد يقال: دلف إذا مشى وقارب الخطو. وقولها: وفيهم الطاهر والطيب لذته -تعني به رسول الله صلى الله عليه وسلم-
وقولها: مفئودة,المفئود هو الذي أصيب فؤاده -أي قلبه- بوجع. والذعر بالضم الخوف والفزع. وقوله: وقف جلدي أي تقبض
وقيل: أرادت قف شعري فقام من الفزع. والوله دهاب العقل والتحير من شدة الوجد.
وقولها: فوالحرمة والحرم,هذا من الحلف بغير الله وهو شرك,وقد وقع ذلك منها في زمن الجاهلية وهي إذا ذاك مشركة.
وقولها: يدفون حوله أي يسيرون سيرا لينا. والميمون طائرة وخير من بشرت به مضر هو النبي صلى الله عليه وسلم
ولا يبعد أن تكون إغاثة قريش بسبب كونه صلى الله عليه وسلم من المستغيثين منهم والله أعلم .
عن نافع بن جبير عن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول
إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته وقدمها في بشر كثير من قومه فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ثابت ابن
قيس بن شماس-وفي يد رسول الله قطعة جريد- حتى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال: (لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ولن
تعدو أمر الله فيك ولئن أدبرت ليعقرنك الله وإني لأراك الذي أريت فيه ما رأيت وهذا ثابت يجبيك عني)
ثم أنصرف عنه
قال ابن عباس-رضي الله عنهما-فسألت عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنك أري الذي أريت فيه ما أريت)
فأخبرني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحي إلى
في المنام إن أنفخهما فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان بعدي أحدهما العشى والأخر مسيلمة .
وروى البخاري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: بلغنا أن مسيلمة الكذاب قدم المدينة فنزل في دار بنت الحارث وكان تحته
بنت الحارث بن كريز -وهي أم عبد الله بن عامر- فأتاه رسول الله صلي الله عليه وسلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس-وهو
الذي يقال له خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم- وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قضيب فوقف عليه فكلمه فقال له
مسيلمة: إن شئت خلينا بينك وبين الأمر ثم جعلته لنا بعدك فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتكه
وإني لأراك الذي أريت فيه ما أريت وهذا ثابت بن قيس سيجيبك عني)
فأنصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال عبيد الله عبد الله: سألت عبد الله بن عباس عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم
التي ذكر فقال ابن عباس -رضي الله عنهما-:ذكر لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال )بينما انا نائم أريت أنه وضع في
يدي سواران من ذهب ففظعتهما وكرهتهما فأذن لي فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان فقال عبيد الله: أحدهما العنسي الذي قتله فيروز باليمن والأخر
مسيلمة الكذاب.
** رؤياه صلى الله عليه وسلم
أنه يطوف بالبيت الحرام ..
ومن الرؤيا الظاهرة أيضا رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيأتي البيت هو وأصحابه ويطوفون به وكان ذلك قبل عمرة الحديبية
فلما صدهم المشركون عن دخول مكة عام الحديبية وصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يرجعوا عامهم ذلك وأن يعتمروا
في العام القابل قال عمر -رضي الله عنه- للنبي صلى الله عليه وسلم: أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال:
(بلى فأخبرتك أنا نأتيه العام) .
قال: قلت: لا قال: (فإنك اتيه ومطوف به)
وقد وقع تصديق رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء حيث جاء هو وأصحابه إلى البيت وطافوا به وهم امنون لايخافون
وقد ذكر الله هذه الرؤيا الصادقة في قوله تعالى (لقد صدق الله ورسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله فتحا قريبا)
وهذا الفتح هو الصلح الذي جرى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين مشركي قريش
قال الزهري قوله: (فجعل من دون ذلك فتحا مبينا)
يعني صلح الحديبية وما فتح في الإسلام فتح كان أعظم منه .
رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وابن عباس وأم سلمة -رضي الله عنهم- في قتل الحسين بن علي -رضي الله عنهما- فأما رؤيا
النبي صلى الله عليه وسلم لذلك فهي عن أم سلمة -رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أضطجع ذات ليلة للنوم
فأستيقظ وهو حائر ثم اضطجع فرقد ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت به المرة الأولى ثم اضطجع فاستيقظ وفي يده تربه حمراء
يقبلها فقلت: ما هذه التربة يارسول الله؟ قال: (أخبرني جبريل أن هذا يقتل بأرض العراق للحسين فقلت لجبريل: أرني تربة الأرض
التي يقتل بها فهذه تربتها) .
وفي رواية عن الطبري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطجع ذات يوم فاستيقظ وهو خائر النفس وفي يد تربه حمراء يقبلها
فقلت: ما هذه التربة يارسول الله؟ فقال: (أخبرني جبريل عليه السلام أن هذا يقتل بأرض العراق للحسين فقلت لجبريل: أرني
تربة الأرض التي يقتل بها فهذه تربتها) .
س : هل رؤية الرسول صلي الله علية وسلم ممكنة ؟ وهل من راى الرسول صلي الله علية وسلم علي اي صفحة فقد رأه كما في الحقيقة ؟
نعم , ولعل من أهم الأمثلة على الرؤيا الصالحة رؤية الرسول صلي الله علية وسلم فقد أخرج الإمام البخاري ومسلم بلفظه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم : "من راني في المنام فقد راني فإن الشيطان لا يتمثل بي "(1) .
وفي رواية عنه: "من راني في المنام فسيراني في اليقظة او لكأنما راني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي.
وفي رواية قال صلي الله علية وسلم : "من راني فقد رأي الحق " , قال ابن سيرين: إذا راه في صورته(2).
والحقيقة أن العلماء قد اختلفوا في معنى قوله صلي الله علية وسلم :من راني في المنام فقد رأني . . ".
فقال ابن الباقلاني : معناه أن رؤياه صحيحة ليست بأضغاث ولا من تشبيهات الشيطان , ويؤيد قوله رواية : "فقد رأي الحق " أنة الرؤية صحيحة , وكان ابن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلي الله علية وسلم قال: صف لي الذي رأيته ء فإن وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره. قال ابن حجر وسنده صحيح(3).
وقال أخرون: بل الحديث على ظاهره والمراد أن من رأه فقد أدركه ولا مانع يمنع من ذلك.
وقال اخرون : ويحتمل أن يكون قوله صلي الله علية وسلم : " فقد راني أو فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي " المراد به إذا رأي على صفته المعروفة له في حياته فإن رائ على خلافها كانت رؤيا تأويل لارؤيا حقيقة , والصحيح أنه يراه حقيقة سواء كان على صفته المعروفة او غيرها .
قال بعض العلماء : خص الله تعالى نبيه بأن رؤية الناس اياه صحيحة وكلها صدق ومنع الشيطان أن يتصور في خلقته لئلا يكذب على لسانه في النوم كما خرق الله تعالى العادة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالمعجزة , وكما
استحال أن يتصور الشيطان في صورته في اليقظة , ولو وقع لاشتبه الحق بالباطل ولم يؤثق بما جاء به مخافة من هذا التصور فحماها الله تعالى من الشيطان ونزغه ووسوسته والقائه وكيده(4) , قال الامام ابن حجر : والذي يظهر لي أن المراد من راني في المنام على أي صفة كانت فليستبشر ويعلم أنه قد رأى الرؤيا الحق التي هي من الله لا الباطل الذي هو الحلم فان الشيطان لا يتمثل بي(5)" واما معنى :" لكأنما راني في اليقظة " ففيه اقوال :
احدها : أن المراد به أهل عصره ومعناه أن من راه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله تعالى للهجرة ومن ثم رؤية الرسول عيانأ .
والمعني الثاني : أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الأخرة ; لانه يراه في الاخرة جميع أمته من راه في الدنيا ومن لم يره .
والثالث : يراه في الأخرة رؤية خاصته في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك
____________________________
( 1 ) رواه البخاري كما في الفتح ( 12 / 383 ) باب من رأى النبي صلي الله علية وسلم في المنام , ومسلم كما في النووي ( 15 / 24 ).
( 2 ) رواه البخاري كما في الفتح ( 12 / 383 ) باب من رأى النبي صلي الله علية وسلم في المنام , ومسلم كما في النووي ( 15 / 26 ).
( 3 ) انظر: ابن حجر - المرجع السابق
( 4 ) ابن حجر - مرجع سابق - (12/389) والنووي مرجع سابق -(15/25).
( 5 ) ابن حجر - مرجع سابق - (12/389).
أما رؤيا الطفل فإن كان هذا الطفل ممن يَقُصُّ رؤياه ويذكرها فتصح رؤياه وتُعْبر، وأما إن كان لا يُبِن وليس يُجيد قَصَّ رؤياه فلا اعتبار لها فالمرجع في هذا لبراعة هذا الطفل في صياغة رؤياه، ويوسف عليه الصلاة والسلام كان ابن سبع سنين حين رأى رؤياه، وقد صحت، وهنا شيء مهم وهو أنَّ الطفل في الغالب لا يعرف الكذب وهذا يقوي من درجة رؤياه والسماع من الصغير جائز.
وقد عنون البخاري في صحيحه باب متى يصح سماع الصغير.
وذكر فيه ابن حجر قوله: مقصود الباب الاستدلال على أن البلوغ ليس شرطاً في التحمّل بدليل أن محمود بن الربيع وهو أحد صغار الصحابة
قال: ( عقلت من النبي صلى الله عليه وسلم مجّةً مجها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دلو )
رواه الإمام البخاري في كتاب العلم باب متى يصح سماع الصغير كما في الفتح (1/172)
فهو نقل لنا سُنَّة مقصوده وفي المجة التي مجّها الرسول صلى الله عليه وسلم في وجهه ، فإن جاز تحمل الطفل للعلم كما في هذا الحديث فيجوز له تحمل قصّ الرؤيا شريطة أن يكون ذا فهم للخطاب وقادر على قص رؤياه، وقد وجِدَ الكثير من الأطفال الذين رأوا رؤىً وعبرت قديماً وحديثاً.
ورؤيا الحائض والجنب
تصح كذلك ولا يمنع منها حيضٌ أو جنابة، لأنَّ الكافر تصح رؤياه ، بدليل رؤيا المَلِك وقد عبرها يوسف وهو كافر، ونجاسة الحيض والجنابة أقلّ من نجاسة الكافر.
رؤيا الأنبياء وحيٌ بخلاف غيرهم. فالوحي لا يدخله خلل لأنه محروسٌ بخلاف الرؤيا من غير الأنبياء فإنه قد يحضرها الشيطان، وقد تكون من تصوير وفعل الشيطان نفسه كما ناقشنا هذا الأمر في حينه.
ولا شك أنَّ الإنسان إذا تَسلَّط عليه الشيطان لشدة العدواة بينهما فهو يكيده بكل وجه، ويريد إفساد أموره بكل طريق فَيلْبِسُ عليه رؤياه إما بتغليطه فيها، وإما بغفلته عنها . فهو إذاً يشارك الإنسان في يقظته فيأكل ويشرب مما لم يذكر اسم الله عليه، بل حتى في الجماع أمرنا أن نسمي لنطرده، ويشارك الإنسان في نومه فيفزعه ويتلاعب به.
ورؤيا الأنبياء
كلها صادقة، ثم هي قد تكون صالحة بالنسبة للدنيا وهي الأكثر وقد يكون منها غيرُ صالح بالنسبة للدنيا كما وقع في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد حين رأى بقراً تنحر فأوّلها بقتل أصحابه
وغير الأنبياء
يقع في رؤاهم الصادقة التي تقع ولا تحتاج إلى تعبير
ويقع في رؤاهم الصالحة وهي التي تعبر وتكون فيما يسر خاصة
هل تدل رؤية الكلاب والقطط والحيّات والعقارب على أمر مريب أو على مرض أو سحر؟
الحقيقة أنَّ هذا السؤال يَرد كثيراً من السائلين والسائلات وهنا لا بدّ من التفريق بين شيئين.. فمن يرى هذه الأمور بكثرة ويتكرر عليه جنس هذه الرؤى فقد تكون منذرة له بأمراض أو سحر أو عين من مخالطة جلساء غير صالحين، واستحلال لِما حّرم الله من اللِّباس والطعام والعادات، أما مَن لا يراها إلاَّ قليلاً مرة أو مرتين فلا تدلّ على شيء مما في القسم الأول، وهي رؤيا تُفسر حسب حال صاحبها فالمهم..ألاَّ يفهم من جنس هذه الرؤى أمراً واحداً دائماً كالسحر والعين، ومعلوم أنَّ الرؤى لا تقاس، فقد يرى إنسان رؤيا وتعبر له بأمر مفرح، ويراها إنسان آخر فتعبر له بغير ذلك كلٌّ حسب حالته وصلاحه.
هل براعتي في تفسير رؤي وأحلام أهلي تجعل مني معبرا ؟
يوجد من الناس رجلا كان أو امرأة من يقرأ في علم تفسير الرؤى والأحلام ، ويتطور حبه لهذا العلم لمحاولة تفسيره لأحلامه ، وقد يتطور هذا للتفسير لمن حوله ، بخاصة للقريبين جدا منه ، وقد ينجح في تفسير بعضها أو كثير منها ، حسب براعته وملكته وثقافته.
قد تنجح البنت حين تسمع من أمها عدة رؤى وفيها من الرموز رمز المطر يتكرر، وهذا على سبيل المثال لا الحصر أن تتعرف على الصواب في تحديد معناه في رؤية أمها بخاصة ، وهذا ممكن ، لكن سؤالي هو : هل ستنجح حين تجلس أمام كثير من النساء وقد لا تكون تعرفهن في معرفة معنى الرمز نفسه وتوقعه على معناه المناسب لكل من يسألها ؟
قد ينجح أحدهم بتعبير رؤية زميله مرة من المرات من خلال القياس مثلا على تعبير رؤية عبرها أحد البارعين بهذا الفن ، ولكنه لن يستطيع أن يعبر رؤى مشابهة لغير صديقه هذا ؛ للاختلاف بين صديقه وغيره من السائلين، وهذا يشبه لحد كبير من يعطي ابنه دواء لتسكين الحرارة ، ولكنه غير قادر بل وقد يعد جانيا عليه إن صرف له دواء آخر في حالة مرضية أخرى ، فالمسألة هذه خطيرة جدا ، فالرؤى لا تقاس بعضها على بعض في التعبير وهنا الصعوبة ؛ ولذا فليس المقياس في براعة فلان أو فلانة ، نجاحه في التفسير لأهله وذويه فحسب ، بل المعيار أوسع وأشمل من هذا ، ولذا قلت ما قلت سابقا ؛ من أراد أن يكون معبرا ناجحا فلا بد له من التمرس وهذا يكون بتعبير الرؤى لعينات كثيرة ودون معرفة عميقة بهم، وإيقاع الرؤيا على المعنى الصحيح المراد، بتفصيلها على مقاس صاحبها .
إن نجاح الإنسان في تعبير رؤى زملائه، ونجاح الإنسان في تعبير رؤى أهله ليس كافيا لإطلاق لقب [ معبر ] عليه، وما يطرح بين فترة وأخرى حول هذا الموضوع من قصص للبعض في نجاحهم بتعبير رؤى أو أحلام الأهل أو الأصدقاء يندرج تحت هذا الباب ، فأرجو الانتباه لهذا الفرق
رؤيا صفية بني حيي أن النبي - صلي الله عليه وسلم - سيتزوجها
60 - وقد روى قصتها محمد بن سعد في ((الطبقات)) والطبراني في ((الكبير))، فأما ابن سعد فروى في ذكر غزوة خيبر عن عدد من الصحابة - رضي الله عنهم - أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم -أصطفي صفية يوم خيبر وأنه رأي بوجهها أثر خضرة قريباً من عينها فقال : ((ما هذا))؟ فقالت : يا رسول الله رأيت في المنام قمراً أقبل من يثرب حتي وقع في حجري فذكرت ذلك لزوجي كنانة فقال : تحبين أن تكوني تحت هذا الملك الذي يأتي من المدينة فضرب وجهي.
وأما الطبراني فروي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : كان بعيني صفية خضرة فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - ((ما هذه الخضرة بعينيك))؟ فقالت: قلت لزوجي إني رأيت فيما يري النائم قمراً وقع في حجري فلطمني وقال : أتريدين ملك يثرب؟
63 - عن عمران بن عبدالله قال : رأي الحسن بن علي - رضي الله عنهما - فيما يري النائم بين عينيه مكتوباً: (قل هو الله أحد) - سورة الأخلاص، الآية :2).
فقصها على سعيد بن المسيب فقال : إن صدقت رؤياك فقد حصر أجلك، قال: فُسمً في تلك السنة ومات - رحمة الله عليه
ومن رأى أن على يديه شيئا من القروح والجروح فإنه يصيب بقدرها مالا حراما إلا أن يكون في عنقه فإنه دين وأمانات عليه وقال بعضهم من رأى في جسمه شيئا من ذلك نزل به
ومن رأى أن بجسده جربا فإنه حصول مال بتعب فإن حكه وخرج منه ماء ينال مالا بغير تعب ومن رأى على جسده جربا كثيرا وبرئ منه في الحال فهو على وجهين ذهاب مال أو خلاص من هم وغم فإن بقي أثره في جسده فإنه يجمع مالا
أما الخطبة فمن رأى أنه يخطب امرأة فإنه يسعى في تحصيل الدنيا وينال منها بقدر ما ناله من الخطبة ومن رأى أنه يخطب امرأة متزوجة فيدل على أنه يطلب الدنيا ولا تحصل له ومن رأى أنه يخطب امرأة فأجابته إلى قصده وكانت بديعة في الحسن فإنه حصول مراده وربما دلت الرؤية على حصول فرح وسرور ومن رأى أن امرأة تخطبه فإن الدنيا مائلة إليه مقبلة عليه
وأما الموت فمن رأى أنه قد مات والناس يبكون عليه أو غسلوه وكفنوه أو حملوه على النعش أو دفنوه في القبر فجملة ذلك يدل على فساد دينه ويرجى لهذا الميت صلاح دينه ما لم يدفن فإن دفن لقي الله على غير التوبة إلا أن يرى أنه عاش وخرج من القبر بعد الدفن فإنه يتوب ومن رأى أنه قيل له إنك لم تمت أبدا فإنه يموت شهيدا ومن رأى أنه قد مات وما عليه هيئة الأموات ولم يبك عليه أحد ولم يغسل ولم يكفن يسافر ومن رأى أن الأرض طويت فإنه يموت سريعا ومن رأى أنها نشرت فإنها تطول حياته ومن رأى أنه خرج من أرض جدبة إلى أرض خصبة فإنه ينتقل من بدعة إلى سنة وإن رأى أنه خرج من أرض خصبة إلى أرض جدبة فإنه ينتقل من سنة إلى بدعة ومن رأى أنه نفض يديه من التراب فإنه يفتقر وإن كان مريضا مات ومن رأى أنه ميت في المقابر من مدة مديدة فإنه يسافر بعيدا ويصحب الجهال وأهل الفسق ومن رأى أنه مات ثم عاش فإنه يسافر سفرا بعيدا ثم يرجع ومن رأى أنه مات وحمل على أعناق الرجال فإنه يصيب سلطانا وينفذ أمره ولكن يفسد دينه ويرجى له الصلاح فيما بعد ما لم يدفن ومن رأى أنه مات ولم ير قبرا ولا كفنا ولا جنازة ولا بكاء فإن ذلك راحة لصاحب الرؤيا من هم هو فيه ومن رأى أنه ملفوف كما يلف الميت فهو موته ومن رأى أن حيا قد مات ثم عاش فإنه يرتد نعوذ بالله من ذلك ومن رأى أن الإمام مات فإنه يحدث في دين الرائي فساد وقال بعضهم من رأى أن الإمام مات فإن ذلك البلد يؤول أمره إلى الفساد ويدور بما يخرب ومن رأى أن أحد أبويه مات فإنه تذهب دنياه ويفسد حاله وإن كان من طلاب الآخرة تعطل عمله ومن رأى أن أخاه مات فإن كان مريضا فهو موته أو موت أحد من نواحيه وإن لم يكن له أخ ورأى ذلك فإما أن يموت هو أو يذهب ماله وقيل يصاب يإحدى عينيه وإحدى يديه ومن رأى أن زوجته ماتت فإنها تكسد صناعته وقيل يستغني ويستفيد مالا من حل ومن رأى أن ابنه مات فإنه يخلص من عدوه ومن رأى أن ابنته ماتت فإنه أياس من فرح وقال ابن سيرين موت الولد أمان من عدو وحصول ميراث وموت البنت رجوع عن أمل فيه سرور وموت الولد وموت الوالد تحير أمور بسبب معيشته وموت الوالدة عدم وصول إلى مقاصد وحصول هم وحزن ومن رأى أحدا من قرابته قد مات فإنه نقصان في مقدرته وموت الزوجة جنة وموت المرأة الحبلى في غاية الجودة والصلاح لها ومن رأى أنه مات فجأة فإنه يصيب هما من حيث لا يأمل ذلك ومن رأى أن حاملا قد ماتت فإنها تلد ولدا ذكرا وتسر به وربما دل الموت على الطلاق ومن رأى أن إنسانا معروفا قد مات وهو ينوح عليه فإنه حصول مصيبة لكليهما ومن رأى أنه مات عند قوم فإنه يحشر على فعلهم وقيل يموت على بدعة أو يسافر سفرا لا يرجع منه ومن رأى أنه حمل ميتا فإنه يصيب مالا حراما ومن رأى أنه جر الميت على الأرض فإنه يكتسب إثما ومن رأى أنه نقل ميتا إلى المقابر فإنه يعمل بالحق وإن نقله إلى السوق نال حاجته ونفقت تجارته ومن رأى أن عالما قد مات فإنه يدل على بطلان العلم والشريعة بذلك المكان ومن رأى أن أحدا من أهل البدع قد مات فإنه يزداد طغيانا ومن رأى أن ذا صنعة قد مات فإنه يدل على كساد صنعته ومن رأى أن عبده أو أمته أو خادمه قد مات فإنه نقص في أبهته ما لم يكن عنده غيره فإن كان عنده غيره فهو توقف بعض الأمور ومن رأى أن صديقه مات فإما أن الرائي يموت أو يفقد صديقه ومن رأى أن بهيمته ماتت لا خير فيه وإن كان عنده غيرها يكون أخف ومن رأى أن شيئا من الحيوان قد مات وهو ملقى فإن كان ذا ناب أو مخلب فإنه يدل على الظفر بالأعداء خصوصا إذا كان نوعه مؤذيا ويكون الظفر أبلغ وربما دل على الأمن والسلامة وقال بعضهم من رأى أن شيخا مجهولا قد مات فإنه يدل على أن جده لا ينتج منه شيء مما قصده وجد فيه ومن رأى أن امرأة مجهولة قد ماتت فإن دنياه تتعطل
ومن رأى أن ميتا ناوله شيئا من المأكل والمشرب ولم يأكله فإنه ينقص من ماله بقدره وأن أكله فهو خير ومنفعة وإن ناوله شيئا من متاع الدنيا فهو حصول خير ووصل أمل ومن رأى ميتا ناوله شيئا من ملبوسه ويلبسه فإنه حصول غم ومرض وإن لم يلسه وتركه حتى أخذه الميت ولبسه فإنه دليل على رحلته من الدنيا عاجلا وقال ابن سيرين من رأى أن ميتا ناوله ثوبين مغسولين فإنه حصول غنى ومن رأى أن ميتا قد أعاره ثوبه ثم طلبه منه فإنه دليل على فقه ذلك الميت من الخير ومن رأى أن ميتا ناوله ثوبا عتيقا فيدل على افتقار الرائي وإن كان الثوب جديدا فيدل على غناه وعلو قدره ومن رأى أن ميتا ناوله شيئا من القرآن أو كتب الفقه وما أشبه ذلك فإنه دليل على حصول توفيق الطاعات ومن رأى أنه قد باع للميت شيئا فإنه دليل على غلاء ذلك الشيء ومن رأى أنه قد وهب للميت شيئا ورده عليه فإنه حصول مضرة ونقص وقال بعضهم من رأى أن الميت أعطاه شيئا من محبوبات الدنيا فهو خير يناله من حيث لا يحتسب ومن رأى أن الميت يعلمه علما فإنه يصيب صلاحا في دينه بقدر ذلك ومن رأى أنه نزع ثيابه وألبسها للميت فإنه لاحق به هذا إن علم أنها خرجت من ملكه ولا يضره ذلك وكل شيء يراه الحي أنه أعطاه لميت فليس بمحمود إلا في مسألتين إذا رأى أنه أعطى عمه أو عمته شيئا فإنه يصيب ميراثا ورؤية العم والعمة على أي وجه كان سلامة من عدم ومن رأى أن ميتا اشترى طعاما فإنه يكون قليل الوجود وإن باعه يكون كسادا ومن رأى أنه يلقن الموتى فإنه يعظ ويرجع ضالين عن ضلالتهم
رؤية المدائن
من رأى أنه في مدينة مجهولة لا يعرفها فإن ذلك علامة الصالحين وربما نال ما سأله فإن عرفت وكان دخلها في اليقظة لابد من إعادته إليها وربما كان أمنا من خوف ومن رأى أن مدينة خربت فإن ملكها يجور عليها ومن رأى أنه دخل مدينة لها سور فهو أجود من التي بغير سور وقال بعضهم أحب دخول المدائن وأكره الخروج منها ومن رأى أنه يخرج من مدينة فإنه يخاف
ومن رأى أنه يبني بنيانا وثيقا فإن كان من طلاب الدين فإنه يعمل عملا صالحا وإن كان من طلاب الدنيا فإنه يصلح دنياه فإن كان بنيانه باللبن والطين فعمله صالح وإن كان بالآجر والجص فعمله غير صالح ومن رأى أنه يبني بيتا أو حماما فإنه يبني بامرأة فإن كان في موضع مجهول فهو قبره ومن رأى أنه يهدم دارا أو بيتا عتيقا فإنه يصيب خيرا كثيرا وإن هدم دارا جديدة فإنه هم وشر ومن رأى أن داره انهدمت عليه أصاب مالا ومن رأى أن داره انهدمت أو بعضها فإنه يموت إنسان بها أو يصيب صاحبها مصيبة كبيرة وإن رأت امرأة أن سقف بيتها هدم فإنه موت زوجها ومن رأى أن موضعا من العمران خراب أو تساقط فإنها مصائب تكون في ذلك الموضع ومن رأى أن أسطوانة بيته انكسرت وانهدمت فإنه يموت رب البيت أو بعض أهله ممن يعز عليه
ومن رأى وحلا من ماء مطر وساقية أو نحوها أو ماء كدرا من طين ونحوه فإنه هم وخوف في ذلك الموضع الذي يرى ذلك فيه ومن رأى أنه يمشي في طين فإنه يصيبه هم بقدر وحله في الطين وإن كان مريضا أو مهموما فإنه يطول مرضه أو همه
ومن رأى أنه يبني حماما فإنه يبني بامرأة ومن رأى أنه دخل الحمام فإنه يصيبه هم أو غم أو غيظ بقدر حر الحمام وعاقبته إلى خير ما لم يغتسل بماء ساخن فإن اغتسل بذلك فإن الهم والحزن أقوى وقد يكون الهم والغيظ من قبل النساء ومن رأى أنه اغتسل في الحمام أو غيره بماء بارد فإنه خروجه من كل هم وكرب ومرض ومن رأى أنه ثيابه سرقت في الحمام خاصم رجلا عند السلطان
ومن رأى أنه يأكل ملحا أو اشتراه أو وهب له أو أنزل عليه من السماء فإن كان فقيرا أصاب دراهم أو مريضا شفاه الله تعالى ومن رأى أنه أصاب زعفرانا أو أكله في إدامه فإنه ثناء حسن ومن رأى أنه يأكل فلفلا أو كمونا أو نحوهما من الأبزار فهو صلاح
وما رؤية النعل اليمنى التي هي للسفر فسفر في التأويل والتي للمحضر فامرأة ومن رأى أنه ليس له نعل أو لم يمش بها فإنه يطأ امرأة أو جارية فإن كانت النعل جديدة فإنها بكر وإن كانت منكسرة أو مقطوعة فإنها ثيب ومن رأى أنه يمشي في نعل فاختلفت إحداهما عن رجله ومشى بنعل واحدة فإن ذلك فراق أخ له أو شريكه على ظهر سفر بموت أو حياة أو يطلق امرأته أو يبيع خادمه وإن رأى أن نعله سرقت منه أو لبسها غيره ثم ردت عليه فإنه يغتال في امرأته أو جاريته ويطؤها غيره ومن رأى أن نعله انتزعت منه أو انقطعت ولا جيران لها فإنه موت امرأة وإقامة على سفر على كره منه
ومن رأى أنه أصاب مرآة ولم ينظر وجهه فيها فإنه ينال ما يكره في جاهه في الناس فإن نظر فيها فلا خير فيه وإن كان ذا سلطان لا يلبث أن يرى مكانه مثله إلا أن تكون المرآة من جديد أو صفر أو نحو ذلك فإنه يصيب ولدا غلاما وإن لم ينتظر ولدا وكان سلطانا أو عاملا فإنه يعزل ويرى مكانه غيره وإن لم يكن كذلك فإنه يفارق امرأته وقيل من رأى بيده مرآة ينظر فيها فإنه يذهب همه وإن رأت امرأة أنها تنظر في مرآة من غير فضة فإن كانت حبلى ولدت جارية مثلها ومن رأى أنه ينظر في مرآة هندية فإنه يموت له ولد ذكر فإن كانت له امرأة حامل فالذي في بطنها هو الميت
وأما رؤية التراب والرمل فمن رأى أنه أصاب كدسا من تراب فإنه يصيب مالا مجموعا ومن رأى أنه سف ترابا فإنه يأكل من مال يصيبه ومن رأى أنه ينفض يديه من التراب فإنه يفتقر وقيل يعيش طويلا ومن رأى أنه يجمع رملا أو يحمله أو يسفه فإنه يجمع مالا ويصيب خيرا ومن رأى أنه يمشي في رمل فإنه يعالج شغلا في دين أو دنيا على قدر الرمل
ومن رأى أنه أصاب من الدجاج شيئا فإنه يصيب من السبي والخدم بقدر ذلك فإن كانت كثيرة لا يحصى عددها وهي في بيته فإنه يصيب رياسة وغنى ويذهب خوفه وتقبل دولته ومن رأى أنه ذبح دجاجة فإنه يفتض جارية عذراء ومن رأى أنه يأكل من لحوم الدجاج أو يصيب من ريشها فإنه يصيب من السبي والخدم مالا وفضلا ومن رأى أنه أصاب ديكا أو ملكه فإنه يملك رجلا أعجميا من نسل الملوك وقيل إن كان أبيض فإنه يفيد عبدا صالحا أمينا أو أحمر فإنه يملك عبدا آبقا خبيثا ومن رأى أنه قاتل ديكا فإنه ينازع رجلا أعجميا فإن أصابه من الديك مكروه فإنه يصيب من ذلك الرجل ما يكره بقدر ما أصابه من الديك يأتي خطيئة ومن رأى أنه ملك ذكر نعامة أو ذبحه فإنه يستمكن من رجل أعرابي ومن رأى أنه أصاب من بيض النعام أو من ريشها فإنه يصيب من رجل أعرابي مالا وخيرا
قال ابن إسحاق : كان ربيعة بن نصر ملك اليمن بين أضعاف ملوك .التبابعة فرأي رؤيا هالته وفظع بها فلم يدع كاهنا ولا ساحرا ولا عائفا ولا منجما من أهل مملكته
إلا جمعه إليه فقال لهم إني قد رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها فأخبروني بها وبتأويلها,فقالوا له: اقصصها علينا نخبرك بتأويلها,قال: إني أخبرتكم بها لم اطمئن
إلي خبركم عن تأويلها فإنه لا يعرف تأويلها إلا من عرفها قبل أن أخبره بها,فقال له رجل منهم: فإن كان الملك يريد هذا فليبعث إلي سطيح وشق فإنه ليس أحد أعلم
منهما فهما يخبرانه بها سأل عنه,فبعث إليهما فقدم عليه سطيخ قبل شق فقال له: إني قد رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها فأخبرني بها فإنك إن أصبتها أصبت تأويلها
قال: أفعل,رأيت حممة خرجت من ظلمة,فوقعت بأرض تهمة فأكلت منها كل ذات جمجمة,فقال له الملك: ما اخطأت منها شيئا يا سطيح فما عندك في تأويلها؟
فقال: أحلف بها بين الحرتين من حنش لتهبطن أرضكم الحبش,فليملكن ما بين أبين إلي جرش,فقال له الملك: وأبيك يا سطيح إن هذا لنا لغائط موجع فمتي
هو كائن,أفي زماني هذا أم بعده؟ قال: لا بل بعده بحين أكثر من ستين أو سبعين,يمضين من السنين,قال: أفيدوم ذلك من ملكهم أم ينقطع؟ قال: لا بل ينقطع
لبضع وسبعين من السنين,ثم يقتلون ويخرجون منها هاربين,قال: ومن يلي ذلك من قتلهم وإخراجهم؟ قال: يليه إرم بن ذي يزن,يخرج عليهم من عدن,فلا يترك
أحدا منهم باليمين,قال: أفيدوم ذلك من سلطانه أم ينقطع؟ قال: لا بل ينقطع,قال: ومن يقطعه؟ قال:نبي ذكي,يأتيه الوحي من قبل العلي قال: وممن هذا
النبي؟ قال: رجل من ولد غالب بن فهر بن مالك بن النضر,يكون الملك في قومه إلي أخر الدهر,قال : وهل للدهر من أخر؟ قال: نعم,يوم يجمع فيه الألون
والأخرون,يسعد فيه المحسنون,ويشقى فيه المسيئون,قال أحق ما تخبرني؟ قال: نعم,والشفق والغسق,والفلق إذا اتسق, إن ما أنبأتك به لحق.
ثم قدم عليه شق فقال له كقوله لسطيح وكتمه ما قال سطيح لينظر أيتفقان أم يختلفان,فقال: نعم,رأيت حممة خرجت من ظلمة فوقعت بين روضة وأكمة فأكلت
منها كل ذات نسمة قال: فلما قال له ذلك عرف أنهما قد أتفقا,فإن قولهما واحد إلا أن سطحيا قال: وقعت بأرض تهمة فأكلت منها كل ذات جمجمة,وقال شق:
وقعت بين روضة وأكمة فأكلت كل ذات نسمة فقال الملك: ما أخطأت يا شق منها شيئا فما عندك في تأويلها؟ قال: أحلف بها بين الحرتين من إنسان,لينزلن
أرضكم السودان,فليغلبن على كل طفلة البنان,وليملكن ما بين أبين إلى نجران,فقال له الملك: وأبيك يا شق إن هذا لنا لغائط موجع فمتى و كائن؟
أفي زماني أم بعده؟ قال: ومن هذا العظيم الشأن؟ قال: غلام ليس بدني ولا مدن,يخرج عليهم من بيت ذي يزن,فلا يترك أحدا منهم باليمن,قال: أفيدوم
سلطانه أم ينقطع؟ قال: بل ينقطع برسول مرسل,يأتي بالحق والعدل,بين أهل الدين والفضل ,يكون الملك في قومه إلى يوم الفصل,قال: وما يوم الفصل؟
قال: يوم تجزي فيه الولاة,ويدعى فيه من السماء بدعوات,يسمع منها الأحياء والأموات,ويجمع فيه الناس للميقات,يكون فيه لمن اتقى الفوز والخيرات,قال:
أحق ما تقول؟ قال: إي ورب السماء والأرض,وما بينهما من رفع وخفض,إن ما أنبأتك به لحق ما فيه أمض.
قال ابن إسحاق: فوقع في نفس ربيعة بن نصر ماقلا فجهز بنيه وأهان بيته إلى العراق بما يصلحهم وكتب لهم إلى ملك من ملوك فارس يقال له سابور بن خرزاد
فأسكنهم الحيرة,فمن بقية ولد ربيعة بن نصر النعمان بن المنذر,فهو من نسب اليمن وعلمهم النعمان بن المنذر بن النعمان بن المنذر بن عمرو بن عدي ابن ربيعة بن نصر
ذلك الملك.
قال ابن هشام: النعمان بن المنذر بن المنذر فيها اخبرني خلف الأحمر.
وقد ذكر هذه القصة ابن هشام في السيرة وابن جرير في تاريخه وأبونعيم الأصبهاني في دلائل النبوة وابن كثير في البداية والنهاية كلهم عن ابن إسحاق وزاد ابن جرير
في رواية له عن ابن إسحاق قال: ولما قال سطيح وشق لربيعة بن نصر ذلك وصنع ربيعة بولده وأهل بيته ما صنع ذهب ذكر ذلك في العرب وتحدثوا به حتى فشا
ذكره وعلمه فيهم,فلما نزلت الحبشة اليمن ووقع الأمر الذي كانوا يتحدثون به من أمر الكاهنين,قال الأعشى:أعشى بن قيس بن ثعلبة البكري في بعض ما يقول
وهو يذكر ما وقع من أمر ذينك الكاهنين سطيح وشق
ما نظرت ذات أشفار كنظرتها حقا كما نطق الذئبي إذ سجعا .
عن العباس بن عبد المطلب قال: رأيت في المنام كأن شميا أو قمرا في الأرض ترفع إلى السماء بأشطان شداد فذكر ذلك للنبي
صلى الله عليه وسلم فقال: (ذاك ابن أخيك) يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه .
وفي رواية: رأيت في المنام كأن الأرض تنزع إلى السماء بأشطان.
ما معني رؤية البحر والغرق فية ؟؟
لدي البعض من الناس يوجد رمز مرعب ; وذلك هو : البحر والغرق فية !!! فعلام يدل هذا الرمز , وهل هو علي اطلاقة ؟؟؟؟
الحقيقة أني أعيد هنا وأؤكد أنة ليس هناك دلالة واحدة لرمز ما , وأنة لا بد من سماع الرؤيا كاملة بكل رموزها , ولكن وطالما الحديث الان عن هذا الرمز , فأقول : بأن الدلالة للبحر أو للغرق فية ليست سيئة دائما , فقد تدل مثلا :
للطالب , علي زيادة تعمقة بالعلم والتخصص في تخصص ما .
وللتاجر , فقد يكون البحر السوق الذي يعمل فية .
وللمذنب والعاصي , فقد يكون غرقة توبة وتأمل قولة تعالي : "حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ"(يونس : 90 ) .
والدلالة للسباحة والانغماس والغرق في البحر تكون جيدة عند رؤية البحر صيفا غالبا، وأما رؤيته شتاءا فقد تكون مؤشرا على دلالة سيئة، ولكن أكرر بأنه لا بد من النظر لباقي رموز الرؤيا، ومما يقال عن بعض الدلالات السيئة للسباحة والغوص أو للغرق في البحر:
1/ ارتكاب المعاصي والكبائر، وتأمل قوله تعالى: [ مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا] نوح:25
2/ الانغماس في الدنيا وملذاتها.
ولكن على المعبر أن يحترز عنها إذا ما رأى الرؤيا أو الحلم قد تدل علي معني سيئ منها , ليصرف عن المعبر لة , هذا المعني السيئ ان شاء الله .
سؤال / لماذا يكثر عند البعض رؤية الأحلام المفزعة ، لا الرؤى المفرحة والمبشرة ، وهل لهذا تفسير علمي ؟
بين يدي هذا السؤال أجد أني بحاجة لأن ألفت النظر إلى بعض النقاط المهمة :
1) أن الحلم من الشيطان حقيقة لا مجازا ، وهذا الرأي قاله أكثر من إمام وصرح به ، ومنهم الإمام محمد السفاريني في شرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد ، وهو فعل للشيطان ، كأفعاله الأخرى ، من مثل :
الوسوسة ، والإغواء ، والعقد على قافية النائم ، والبكاء عند سجود ابن آدم ، والفرار عند النداء للصلاة ، ولا تنس هنا أن الشيطان يجري مجرى الدم من الإنسان ، وانظر لكي تتأكد من هذا إلى وجه الغضبان كيف يتغير ويحمر !!!
2) ورد في الصحيـح عن أبى هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
[ يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ، يضرب على مكان كل عقدة عليك ليل
طويل فارقد . فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة ، فإن توضأ انحلت عقدة ، فإن صلى انحلت عقدة ،
فأصبح نشيطا طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان] .
وقد عنون البخاري رحمه الله بقوله : باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصل من الليل ، والمراد بها صلاة العشاء ، كما قاله ابن حجر في شرحه على الفتح .
فانظر يا رعاك الله إلى الصلاة كيف تحمي صاحبها ، وهي بمثابة خط الدفاع الأول ـ أي العشاء ـ ضد الشيطان الرجيم ووسوسته وكيده ، ثم تأمل معي قوله تعالى :
[ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا ] الإسراء : 65.
وقوله تعالى : [ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ] الحجر : 42.
فمن تخلى عن هذه الأعمال من الذكر والصلاة والأوراد فقد أسقط حصونه باختياره ، ورضي باجتياح
عدوه ، ولذا فعليكم بقراءة الأوراد ومن أهمها آية الكرسي ؛ فقد ثبت أنها تحفظ قارئها حتى يصبح ،
وعليكم ملازمة الطاعة ، لكي تكونوا في مأمن من الشيطان الرجيم في يقظتكم ، وفي نومكم ، والله أعلم .
قال الأستاذ أبو سعد رحمه اللهّ: كل مشرك رأى في منامه أو رآه غيره كأنّه في الجنة، أو على أساور من فضة، فإنّه يسلم لقوله تعالى: " وحُلوا أسَاوِرَ من فَضّة " .
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: " من رأى أنه يشرب لبناً فهو الفطرة " . قال الأستاذ أبو سعد: رؤية اللبن في الثديين للرجال والنساء مال، ودر اللبن منها سعة المال فإن رأت امرأة لا لبن لها في اليقظة، أنها ترضع صبياً أو رجلاً أو امرأة معروفين،فإن أبواب الدنيا تنغلق عليها وعليهم. وقال بعضهم من رأى كأنّه ارتضع امرأة، نال مالاً وربحاً. ومن رأى كأنّه شرب لبن فرس أو رمكة أحبه السلطان ونال منه خيراً.وألبان الأنعام مال حلال من السلطان.
وقال أيضاً رؤيا السجود على خمسة أوجه حصول مقصود دولة ونصر وظفر والامتثال لأمر الله لقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم " الآية وقيل ان الصلاة على الميت دعاء مستجاب وقيل شفاعة تقبل.
وأما اللطم فحصول مصيبة أو أمر مكروه أو هم وغم وندامة وأما النياحة فإنها أمر مهول وفعل ما لا يجوز وربما كانت نازلة ولا خير فيمن رأى ذلك خصوصا إن كان بالصراخ فتكون المصيبة أعظم
وأما الغل فمن رأى أنه مغلول فإنه على كفر بالله أو بنعمته وربما كان ذلك دالا على سوء الخاتمة وقال بعضهم لا خير في رؤية الغل فمن رأى أنه أخذ وغل فإنه يقع في شدة عظيمة من حبس وغيره ومن رأى أن يده مغلولة إلى عنقه فإنه يدل على البخل وأما السلسلة فإنها تدل على ارتكاب معصية وأما القيد فيدل ثبات صاحب الرؤيا على أمر هو فيه في خير أو شر ومن رأى أن برجليه أربعة قيود فإنه يرزق أربعة أولاد ومن رأى كأنه مقرون في قيد مع رجل دلت رؤياه على اكتسابه معصية كبيرة يخاف عليه منها انتقام السلطان
وأما الجماع فمن رأى أنه جامع زوجته على عادتها فإنه يصلها بالبر والخير وإن كان جماعه معها في الدبر فإنه يطلب أمرا فيه بدعة ولا يحصل له في مطلبه نتيجة ومن رأى أنه جامع رجلا فإن المفعول يرى من الفاعل خيرا وأصاب الفاعل فرحا وفرجا من الغم ومن رأى أنه يجامع أحدا من محارمه فإنه يكون قليل المحبة لمن فعل بها وإن كانت ميتة فإنه يدل على حصول هم وغم وقيل إن رؤية ذلك خير للفاعل والمفعول وربما دل على الحج ومن رأى أنه يجامع زوجته وكانت ميتة فلا خير فيه وإن كان يجامع ميتة مجهولة فإنه حصول مراد ومن رأى أن الخليفة ومن يقوم مقامه نكحه نال منه ولاية ومن رأى أنه افتض بكرا فإنه يملك جارية أو ينكح امرأة حسنة في تلك السنة ومن رأى أنه ينكح ميتا فإنه يصله بالدعاء ومن رأى أنه ينكح أمة وكانت ميتة فهو انقضاء أجله ومن رأى أنه ينكح شيئا من الحيوان فإنه يصطنع معروفا إلى من يكفره ومن رأى أنه ينكح أحد أبويه من غير إنزال فإنها صلتهم وإن أنزل فإنه قاطع لرحمه ومن رأى قوما يختلفون إلى زانية فإنهم يجتمعون على عالم يصيبون من علمه خيرا وقيل من رأى أنه ينكح زانية فإن كان من طلاب الدنيا أصاب مالا حراما وإن كان من أهل الصلاح أصاب علما وبركة والنكاح دال على بلوغ المراد من دين أو دنيا ومن رأى أن خصمه نكحه فإنه يظفر به ومن رأى أنه ينكح السلطان أو من يقوم مقامه فإنه يذهب ماله وإن فعل به ذلك أصاب خيرا عظيما ومن رأى أنه ينكح دبرا فإنه يأتي أمرا على غير وجه وقيل أن النكاح في الدبر يدل على طلب أمر عسير ومن رأى أنه جامع زوجة جاره فلا خير فيه
وأما الحمل فهو للمرأة زيادة المال وللرجل حزن وقيل رؤية الحمل دليل على النعمة والمال سواء كان الرائي رجلا أو امرأة ورؤية الصبي الذي دون البلوغ أنه حامل تؤول لوالده ورؤية الصبية ذلك لوالدتها ومن رأى أن امرأته حامل فإنه يرجو شيئا من عرض الدنيا وقال بعضهم والحمل صالح للرجال والنساء على كل حال ومن رأى أن شيئا من الحيوان حامل فهو خير ومنفعة خصوصا إن كان نوعه محبوبا
وأما الأشجار في التأويل فرجال على قدر جواهرها ومنافعها ولحا الشجر دين لصاحبها وشعبها أولاده وأقرباؤه وأعوانه وورقها دراهم وأغصانها فضول ماله والنخل الكثير في موضع معروف أشراف كرام وفي غير موضعه عقدة فمن رأى نخلا في موضع فسيكون فيه رجال أشراف وإن رأى نخلا انقلعت فإنهم رجال أشراف يموتون
وأما البقول فإن كانت مما يؤكل مطبوخا أو نيئا فلا بأس به وأما ما لا يطبخ ولا يأكله الإنسان فهو خصومة وهم ومن رأى خضرة الباقلاء أو الحمص أو العدس واللوبياء ونحوها فهو هم وحزن لمن أكلها أو أصابها ومن رأى البصل أو الثوم أو الجزر أو اللفت ونحو ذلك فهو هم وحزن وقد يكون أكل الثوم والكراث وكل منتن من الطعام شيئا قبيحا أو قولا فاحشا ومن رأى كمأة في المنام فإنها امرأة لا خير فيها لأنها لا أصل لها وإن كانت كثيرة مما يعرف عددها فإنها رزق وأموال من قبل النساء وقيل من رأى الكمأة فهي شفاء لمن أصابها أو أكلها
وأما العمامة فمن رأى على رأسه عمامة فهي له ولاية بقدر ما اعتم بها وإن كان من أهل الولاية فإنه يصيب جاها وشرفا وإن كان عزبا تزوج وإن كانت له امراة حاملا أتت بولد يسود قومه ومن رأى أن على رأسه عمامة وهي مفتضة فإنه يحج أو يتغرب وإن كان مريضا مات
لم يترك الأب الحنون والشيخ الجليل ابنه في ذلك المكان الموحش القفر بصحراء مكة , دون أن يحن إليه ويذكره , ودون ان يزروه بين الحين والحين ,
وفي إحدى هذه الزيارات , وكان الغلام قد شب وارتحل , أطاق ما يفعله أبوه من السعي والعمل , رأي الخليل - عليه الصلاة والسلام -
أنه يؤمر بذبح ولده هذا , ولما كانت أنبياء الله تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم , فإن ( رؤيا الأنبياء وحي ) , ولهذا صمم الخليل على تنفيذ
أمر ربه , ولم يثنه على عزمه هذا , أن أسماعيل وحيده , وأنه قد رزق به وهو شيخ كبير , على رأس ست وثمانين سنة من عمره ,
وبعد أن ظل يرجوه أعواما وأعواما , رغم ذلك كله , فإن خليل الله قد عقد العزم على إنجاز ما امر به , بإيمان المؤمنين ,
وأستسلام المسلمين لله وحده , مما يدل على منتهى الطاعة والامتثال لأمر الله , وهذا هو الإسلام بعينه , إذ أن الإسلام هو الطاعة والأمتثال لله , وهو دين الأولين والأخرين ,
ولهذا فقد وصف الله - سبحانه وتعالى - هذا الأمر بقوله تعالى ( إن هذا لهو البلاء المبين ) من سورة العافات الأية 106
على أن الخليل إنما رأي أن يعرض ذلك على ولده ليكون أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قسرا ويذبحه قهرا .
ولنقرأ هذه الأيات الكريمات ( وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين , رب هب لي من الصالحين , فبشرناه بغلام حليم , فلما بلغ معه السعي قال يابي إني أري في المنام أني أذبحك
فانظر ماذا ترى , قال يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين , فلما أسلما وتله للجبين , وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزؤ المحسنين ,
إن هذا لهو البلاء المبين , وفديناه بذبح عظيم , وتركنا عليه في الأخرين , سلام على إبراهيم , كذلك نجزي المحسنين , إنه من عبادنا المؤمنين , وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ).
ومن أحلام الملوك أيضا رؤيا ابن بختنصر.وقد ذكرها ابن جرير في تفسيره في خبر طويل رواه عن سعيد بن جبير وفيه أن ابن بختنصر
رأي كفا خرجت بين لوحين ثم كتبت سطرين فدعا الكهان والعلماء فلم يجدوا لهم في ذلك علما فقالت له أمه: إنك لو أعدت إلى دانيال
منزلته التي كانت له من أبينك أخبرك,وكان قد جفاه فدعاه فقال: إني معيد إليك منزلتك من أبي فأخبرني ماهذان السطران؟ فقال:
أما تعيد إلي منزلتي من أبيك فلا حاجة لي بها,وأما هذان السطران فإنك تقتل الليلة,فأخرج من في القصر أجمعين وأمر بقفله فأقفلت
الأبواب عليه وأدخل معه امن أهل القرية في نفسه معه سيف فقال: من جاءك من خلف الله فاقتله وإن قال أنا فلان,وبعث الله عليه
البطن فجعل يمشي حتى كان شطر الليل فرقد ورقد صاحبه ثم نبهه البطن فذهب يمشي والأخر نائم فرجع فاستيقظ به فقال له :
انا فلان فضربه بالسيف فقتله .