ومن رأى إسماعيل عليه السلام، رزق السياسة والفصاحة، وقيل إنّه يتخذ مسجداً أو يعين عليه، لقوله تعالى: " وإذْ يرفعُ إبراهيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإسْماعِيل " . وقيل إن من رآه أصابه جهد من جهة أبيه، ثم يسهل الله ذلك عليه.
إن رأى كأنه تزوج بامرأة ميتة، ورأى أنها حية، ودخل بها ولم يمسها، لكنه تحول إلى دارها واستوطنها، دلت رؤياه على موته وكذلك رؤيا المرأة، جارية مجرى رؤية الرجل في كل ذلك.
إدريس عليه السلام
من رآه في المنام أكرمه اللّه بالورع، وختم له بالخير، وصار مجتهدا في العبادة بصيراً حليما عالما. ومن رأى في منامه أنه أصبح إدريس عليه السلام كثر علمه، أو تقرب من الأكابر، ونال المنازل العالية.
إبراهيم عليه السلام
تدل رؤيته في المنام على الخير والبركة، والعبادة والسيادة، والرزق والإيثار، والاهتمام بالذرية الصالحة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والعلم والهدى، وهجر الأهل والأقارب في سبيل طاعة اللّه تعالى.
الله تعالى. كما تدل رؤيته أيضاً الوالد المشفق، وإن إبراهيم عليه السلام أبو الإسلام، وهو الذي سمانا مسلمين. وربما دلّت رؤيته على الوقوع في الشدائد والسلامة منها. كما قد تدل.
رؤيته على ما يرجوه من الخير أو على التشريع، أو المحافظة على الخير، وهجر إخوان السوء. ماذا رأى إنسان أنه لمسه دلّ ذلك على محبة اللّه تعالى، كما تدل رؤيته على الحج. وإن رأت المرأة إبراهيم عليه السلام في منامها، فتجري شدة على بعض أولادها لكن اللّه تعالى يسلُمه منها. ومن صار في منامه إبراهيم عليه السلام دلّ ذلك على البلاء من الأعداء لكنه يتنصر. وربما تولى ولاية أو إمامه ويكون عدلاً فيها، أو يُرزق بعد يأس، وربما قدمت عليه رسل الأكابر بالبشارة. ومن رأى إبراهيم عليه السلام فإنه ينتصر على أعدائه، أو يحصل على زوجة مؤمنة، أو يتعرض لشدة وضيق من مَلك ثم ينجو من ذلك. ومن رآه يدعوه إليه فأجابه بالتلبية وأسرع إليه ارتفعت منزلته. لمن رآه قد ناداه فلم يجبه، أو رآه يتهدده أو يتوعد أو رأى عبوساً فقد يكون متخلفاً عن الحج مع توفر الإمكانية إليه، أو يكون تاركاً للصلاة، أو طاعناً على الإمام، أو منافقاً، وإن رآه كافراً أسلم، أو مذنباً تاب، أو كان تاركاً للصلاة عاد إليها. ومن تحوَل إلى صورة إبراهيم عليه السلام أو لبث ثوبه أصابته بلوى. وربما دلّت رؤيته على ذهاب الغم والهم، وأصابه الخير والهداية. وقيل: إن رؤية إبراهيم عليه السلام عوق للأب.
تدل رؤيته في المنام على الملك أو القضاء، وربما دانت له الصعاب، ونال من الله تعالى المنزلة العظيمة مع حسن العاقبة في الآخرة. وربما دلت رؤيته على المحنة من جهة النساء. وإن كان الرائي واليا عزل، وربما تزوج بالاحتيال امرأة غنية وشريفة. وإن كان الرائي يرزق من جهة الطيور أو إحضار الجان أو عمل القوارير أفاد من ذلك رزقا كبيرا. وربما ينتصر على عدوه بعد ظفره به وانتصار عليه. ومن رأى سليمان عليه السلام ظهرت نعمة الله تعالى عليه، وربما دلت رؤيته على العلم باللغات أو على سلامة المريض، وإن من اسمه سليم كما أن من اسمه أمان. وكما أن من إبراهيم إبراء خلافا لرؤية نوح عليه السلام، فإن رؤيته في المنام دالة على موت المريض وإن منه ناح ينوح. فمن عصاه في المنام كان نماما، وإن كان مريضا مات. ورؤية خاتمه عليه السلام تجديد ولاية لمن ملكه. ومن رآه عليه السلام تكثر أسفاره وينال ولاية يطيعه فيها العدو والصديق. ومن رآه عليه السلام يكسب مالا وينال ملكا وينال خيرا وسلامة.
أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد البصري بتنيس، قال حدثنا علي بن المسافر قال حدثنا أحمد بن عبدالرحمن بن وهب، قال حدثني عمي. قال أخبرني أبو بشر عن ابن شهاب، قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أنّ أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة، فإنّ الشيطان لا يتمثل بي. قال أبو سلمة، قال أبو قتادة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رآني فقد رأى الحق.
وأخبرنا أبو الحسن عبد الوهاب بن الحسن الكلابي في دمشق، قال حدثني أبو أيوب سليمان بن محمد الخزاعي، عن محمد بن المصفى الحمصي، عن يحيى بن سعيد القطان، عن سعيد بن مسلم، عن أنس بن مالك. أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رآني في المنام فلن يدخل النار.
وحدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الأصفهاني بمكة حرسها الله تعالى في المسجد الحرام، قال حدثنا أبو الحسن محمد بن سهل، عن محمد بن المصفى، عن بكر بن سعيد، عن سعيد بن قيس، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن يدخل النار من راني في المنام.
قال الأستاذ أبو سعد رضي الله عنه: قد بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين فطوبى لمن رآه في حياته فاتبعه، وطوبى لمن يراه في منامه، فإنّه إن رآه مديون قضى الله دينه، وإن رآه مريض شفاه الله، وإن رآه محارب نصره الله، وإن رآه صرور حج البيت، وإن رؤي في أرض جدبة أخصبت، أو في موضع قد فشا فيه الظلم بدل الظلم عدلاً، أو في موضع مخوف أمن أهله، هذا إذا رآه على هيئته. وإن رآه شاحب اللون مهزولاً أو ناقصاً بعض الجوارح فذلك يدل على وهن الدين في ذلك المكان وظهور البدعة، وكذلك إن رأى كسوة رثة. وإن رأى أنّه شرب دمه حباً له في خفية فإنّه يستشهد في الجهاد، وإن رأى أنّه شرب علانية دل ذلك على نفاقه ودخل في دم أهل بيته وأعان على قتلهم. فإن رآه كأنه مريض ففاق من مرضه فإنّ أهل ذلك المكان يصلحون بعد الفساد، وإن رآه عليه السلام راكباً فإنّه يزور قبره راكباً، وإن رآه راجلاً توجه إلى زيارته راجلاً، وإن رآه قائماً استقام أمره وأمر إمام زمانه، وإن رآه يؤذن في مكان خراب عمر ذلك المكان، وإن رأى كأنّه يؤاكله فذلك أمر منه إياه بإيتاء زكاة ماله.
فإن رأى أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد مات فإنّه يموت من نسله واحد، وإن رأى جنازته في بقعة حدثت في تلك البقعة مصيبة عظيمة، فإن رأى أنه شيعِ جنازته حتى قبر فإنّه يميل إلى البدعة. وإن رأى أنّه قد زار قبره أصاب مالاً عظيماً، وإن رأى كأنه ابن النبي وليس من نسله، دلت رؤياه على خلوص إيمانه، وإن رأى كأنه أبو النبي عليه السلام دل على وهن دينه وضعف إيمانه ويقينه.
ورؤية الرجل الواحد رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه لا تختص به بل تعم جماعة المسلمين. روي أنّ أم الفضل قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت في المنام كأن بضعة منِ جسدك قطعت فوضعت في حجري، فقال: خيراً رأيت، تلد فاطمة إن شاء الله غلاماً فيوضع في حجرك. فولدت فاطمة الحسين عليهما السلام فوضع في حجرها.
وروي أنّ امرأة قالت: يا رسول الله رأيت في المنام كأن بعض جسدك في بيتي، قال: تلد فاطمة غلاماً فترضعيه، فولدت الحسين فأرضعته. فإن رأى النبي صلى الله عليه وسلم قد أعطاه شيئاً من مستحب متاع الدنيا أو طعام أو شراب، فإنّه خير يناله بقدر ما أعطاه، وإن كان ما أعطاه رديء الجوهر مثل البطيخ وغيره، فإنّه ينجو من أمر عظيم، إلا أنّه يقع به أذى وتعب. فإن رأى أنّ عضواً من أعضائه عليه السلام عند صاحب الرؤيا، قد أحرزه، فإنه على بدعة في شوائعه قد استمسك بها دون سائر الشرائع من الإسلام وترك سواها دون سائر المسلمين.
سمعت أبا الحسن علي بن البغدادي بمشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: قال ابن أبي طبيب الفقير: كان بي طرش عشر سنين، فأتيت المدينة وبت بين القبر والمنبر، فرأيت نبي الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: يا رسول اللهّ، أنت قلت من سأل لي الوسيلة وجبت له شفاعتي، قال: عافاك الله ما هكذا قلت، ولكني قلت: من سأل لي الوسيلة من عند الله وجبت له شفاعتي، قال فذهب عني الطرش ببركة قوله عافاك اللهّ.
حكى عبد الله بن الجلاء، لمحالة دخلت مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبي فاقة، فتقدمت إلى قبر رسول الله له، فسلمت عليه وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما ثم قلت: يا رسول الله بي فاقة وأنا ضيفك، ثم تنحيت ونمت دون القبر، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم جاء إليّ، فقمت فدفع إلي رغيفاً، فأكلت بعضه، وانتبهت وفي يدي بعض الرغيف. وعن أبي الوفاء القاري الهروي، قال رأيت المصطفى صلى الله عليه وسلم في المنام بفرغانة سنة ستين وثلاثمائة، وكنت أقرأ عند السلطان، وكانوا لا يسمعون ويتحدثون، فانصرفت إلى المنزل مغتماً، فنمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم كأنه تغير لونه، فقال لي عليه السلام: أتقرأ القرآن كلام الله عزّ وجلّ بين يدي قوم يتحدثون ولا يسمعون قراءتك؟ لا تقرأ بعد هذا إلا ما شاء اللهّ. فانتبهت وأنا ممسك اللسان أربعة أشهر، فإذا كانت لي حاجة أكتبها على الرقاع، فحضرني أصحاب الحديث وأصحاب الرأي، فأفتوا بأني آخر الأمر أتكلم، فإنّه قال: إلا ما شاء الله، وهو استثناء، فنمت بعد أربعة أشهر في الموضع الذي كنت نمت فيه أولاً، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يتهلل وجهه، فقال لي: قد ثبت؟ قلت: نعم يا رسول الله. قال: من تاب تاب الله عليه، أخرج لسانك. فمسح لساني بسبابته وقال: إذا كنت بين يدي قوم وتقرأ كتاب اللهّ، فاقطع قراءتك حتى يسمعوا كلام الله. فانتبهت وقد انفتح لساني بحمد الله ومنه.
وحكي أنّ رجلاً من المياسير، مرض، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة كأنّه يقول له إن أردت العافية من مرضك، فخذ لا ولا. فلما استيقظ، بعث إلى سفيان الثوري رضي الله عنه، بعشرة آلاف درهم، وأمره أن يفرقها على الفقراء، وسأله عن تعبير الرؤيا، فقال معنى قوله لا ولا الزيتونة، فإنّ الله تعالى وصفها في كتابه فقال: لا شرقية ولا غربية. وفائدة مالك ارتفاق الفقراء بك، قال فتداوى بالزيتون، فوهب الله له العافية ببركة استعماله أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمه رؤياه.
وبلغنا أنّ رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فشكا إليه ضيق حاله، فقال له اذهب إلى علي بن عيسى، وقل له يدفع إليك ما تصلح به أمرك، فقال يا رسول الله بأي علامة؟ قال قل له بعلامة إنّك رأيتني على البطحاء، وكنت على نشز من الأرض، فنزلت وجئتني، فقلت ارجع إلى مكانك. قال وكان علي بن عيسى قد عزل، فردت إليه الوزارة. فلما انتبه جاء إلى علي بن عيسى وهو يومئذٍ وزير، فذكر قصته فقال صدقت، ودفع إليه أربعمائة دينار، فقال اقض بهذه دينك، ودفع إليه أربعمائة دينار أُخرى، فقال اجعلها رأس مالك، فإذا أنفقت ذلك ارجع إلي.
وذكر رجل يعرف بمرادك من أهل البصرة، وكان يبيع الطيالسة، قال بعث ساجاً من بعض ولاة الأهواز، وكنت أختلف إليه في ثمنه، فسب أبا بكر وعمر رضوان الله عليهما، فمنعتني هيبته من الرد عليه، فانقلبت وأنا مغموم، فبت ليلتي كذلك، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت له يا رسول اللهّ، إنّ فلاناً سب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، قال ائتني به، فجئت به، فقال اضجعه فأضجعته، فقال اذبحه، فتعاظم الذبح في عيني، فقلت يا رسوله الله اذبحه؟ فقال اذبحه حتى قالت ثلاث مرات، فأمررت السكين على حلقه فذبحته، فلما أصبحت قلت أذهب إليه أعظه وأخبره بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهبت فلما بلغت داره سمعت الولولة، فقيل إنّه مات.
وأتى ابن سيرين رجل غير متهم في دينه قلقاً، فقال إني رأيت البارحة في النوم، كأني قد وضعت رجلي على وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له هل بت البارحة مع خفيك؟ قال نعم، قال فاخلعهما، فخلعهما فكان تحت إحدى رجليه درهم عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هارون عليه السلام
من رآه في المنام فانه خليفة لرجل يصيبه بسببه بلاء وخصومة. ومن رآه صار إماماً، وإن كانت له حاجة قضيت، ومن رأى هارون وموسى عليهما السلام فيهلك على يديه جبار ظالم، ومن رأى أحدهما وكان قاصداً حرباً فإنه ينتصر.
ومن رأى أن النور يصعد من ضريح النبي صلى الله عليه وسلم فإنه بهاء في دينه وذاته، ومن رأى أنه بين القبر والمنبر فإنه يدل على أنه من أهل الجنة لقوله عليه السلام: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة.
نوح عليه السلام
من رآه في المنام فإنه يعيش عيشاً طويلاً، وتصيبه شدة عظيمة، وأذى من الناس، ثم يظفر بهم ويُرزق أولاداً ويكون شكوراً. وقيل: من رأى نوحاً عليه السماء فيكون عالماً مجتهداً في طاعة اللّه تعالى حليماً ذا أعداء، وينصر عليهم وينال ولاية عظيمة. وقيل: رؤيته تدل على كثرة المطر في ذلك العام، أو أنه رجل له أعداء وجيران يحسدونه وسينجو منهم، وينتقم اللّه تعالى منهم. وقيل: إن رؤيته تدل على هلاك الكفار وأمان المؤمنين ونجاتهم، وإن رؤي في قحط دلّ على كثرة الأمطار، وإن رؤي في سفينة دلّ على نجاتها ونجاة من فيها، وقد تدل رؤيته على قوة أهل البدع والفجور وضعف أهل الإيمان. وتدل رؤيته على طول العمر في طاعة اللّه تعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن كان الرائي ملكاً عصته رعيته. وتدل رؤيته على النَوح من اسمه. وتدل رؤيته على معاداة الأهل وانتصار عليهم، أو على القحط وغلاء الأسعار. وربما دلّت رؤيته على تفريج الهموم ونزول الغيث، وربما دلّت رؤيته على صنعة النجارة وتسوية السفن والأسفار في البحار، وتدل رؤيته على كل من له علم بأنساب الآدميين والحيوان أو الطير وربما ارتد أحد أولاده عن دينه أو سنته، وامتحن لأجل ذلك بمحنة، ومات عليها عاصياً. وإذا رأت المرأة نوحاً دلّ على عصيانها لزوجها.
ومن رأى المصطفى صلى الله عليه وسلم فإنه يحصل له الفرج بعد الغم ويقضى دينه، وإن كان محبوساً أو مقيداً فإنه يخلصه من حبسه وقيده ويأمن من خوفه، وإن كان في ضيق وقحط توافرت النعمة والخير عليه، وأما إذا كان غنياً فإنه يزداد غنى وقال أبو هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي وقيل رؤيته عليه السلام تدل على سعادة العقبى، وقيل ان كان مغلوباً ينتصر على أعدائه وإن كان مريضاً شفاه الله تعالى.
علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه
رؤيته في المنام تدل على النصر على الأعداء، فإن رؤي في مكان والناس يسجدون له، دلّ على اجتماعهم على الفتنة. وإن رآه عالم نال علماً وجلالاً وقوة. والغالب على من يرى هؤلاء الأئمة في المنام رضي اللّه عنهم أن يموت شهيداً. وإن كان الرائي ملكاً فتح حصناً. وتدل رؤيته على الخلافة والأسفار الشاقة وإظهار الكرامات. ومن رآه أُكرم بالعلم ورزِق الكرم والشجاعة والزهد ومن رآه حياً صار محسوداً. ومن رآه في مكان ربما وقعت فتنة في ذلك المكان.
مقام إبراهيم عليه السلام
من رأى في المنام أنه جاء المقام وصلى فإنه رجل مؤمن يحفظ الشريعة، وُيرزَق الحج، لقوله تعالى: (فيه آيات بيّنات مقام إبراهيم). ومَن دخل مقام إبراهيم وكان خائفاً أمن، وربما دلّ دخول المقام على تولية المنصب الجليل، أو التصدي لإفادة العلم، أو الوراثة من أبيه أو أمه. وربما دلّ الجلوس في المقام على الوقوف عند الحد حتى ينتقل.
فإن رأى كأنّه يعادي جبريل وميكائيل أو يجادلهما، فإنّه في أمر يحل به نقمة الله تعالى من ساعة إلى ساعة، وكان رأيه موافقاً لرأي اليهود، نعوذ بالله.
ومن رأى ميكائيل عليه السلام، فإنّه ينال مناه في الدارينِ إن كان تقياً. وإن لم يكن تقياً فليحذر. فإن راه في بلدة أو قرية مطر أهلها مطراً عاماَ، وأرخصت الأسعار فيها، فإن كلم صاحب الرؤيا أو أعطاه شيئاً فإنّه ينال نعمة وسروراً لأنه ملك الرحمة.
ومن رأى إسرافيل عليه السلام محزوناَ ينفخ في الصور، وظن أنّه سمعه وحده دون غيره فإنّ صاحب الرؤيا يموت. فإن كان يظن أنّ أهل ذلك الموضع سمعوه ظهر في ذلك الموضع موت ذريع. وقيل إنّ هذه الرؤيا تدل على انتشار العدل بعد انتشار الظلم، وعلى هلاك الظلمة في تلك الناحية.
من رأى عزرائيل ملك الموت فليستعد للموت، وإن كان هناك عليل يدل على موته، وربما دل على عدو قاصد فليعتبر بسوء أحوال الرؤيا وما تدل عليه من صلاح وفساد.
ومن رأى أنه يقبله فيدل على حصول ميراث، وقيل تدل على تفرق جماعة أو حدوث أمر مكروه.
قال الكرماني من رأى أنه يذر عليه حنوط فإن كان مفسدا فإنه يتوب ويرجع إلى الله تعالى، وإن كان صالحاً تنصلح أمور دنياه ودينه ويفرج همه ويكشف غمه ويأمن من الخوف.
ومن رأى أنه ناول ميتا ثوبه ثم قال خطه أو اغسله بحيث لم يخرج من يده ولم يدخل في ملك الميت فإنه حصول غم وشدة وضيق صدر، وإن تناوله الميت ولبسه فإنه يموت عاجلا.
ومن رأى أنه سكن بمكان كان فيه ميت فإنه يبلغ مبلغه من أمور الدين والدنيا، ومن رأى أن مكانا سقط فوق من به فجاء الرائي وكشف ذلك فوجدهم أمواتا فإنه يؤول على وقوع موت بتلك الناحية والله أعلم بالصواب.
الخضر عليه السلام
تدل رؤيته في المنام على الرخص بعد الغلاء، والخصب وكثرة النعم، والأمن مما هو فيه من شدة وكآبة. ومن رأى الخضر عليه السلام فيطول عمره ويحج.
ومن رأى سليمان عليه السلام، رزق الملك والعلم والفقه، فإن رآه ميتاً على منبر أو سرير، فإنّه يموت خليفة أو أمير أو رئيس، لا يعلم بموته إلا بعد مدة. وقيل من رأى سليمان إنقاد له الولي والعدو، كثرت أسفاره.
فإن رأى في محلته نسوة ميتات معروفات قد قمن من موضعه مزينات، فإنه يحيا لأصحاب الرؤيا والأعقاب أولئك النسوة أمور على قدر جمالهن وثيابهن، فإن كانت ثيابهن بيضا فإنه أمور في الدين، وإن كانت حمرا فأمور في اللهو، وإن كانت سوداء ففي الغنى والسؤدد، وإن كانت خلقانا فإنها أمور في فقر وهم، وإن كانت وسخة فإنها تدل على كسب الذنوب فإن رأى ميتا كأنه نائم، فإن نومه راحته في الاخرة.
يوسف عليه السلام
رؤيته في المنام دالة على الملك والخلافة، وربما كان في زمنه الغلاء والقحط وفقدان الأهل والأقارب والولد. وتدل رؤيته على السجن والخلاص منه، وعلى الحظ من النساء، أو على علم الرؤيا وتفسير الأحلام، وربما ظفر بعدوه وعفا عنه. وربما ظهرت له معجزة عظيمة كرجوع بصر أبيه عليهما السلام وإن رأت المرأة يوسف عليه السلام وكانت عازبة تزوجت واستغنت، وإن كانت فقيرة حسنت حالتها في الدنيا والآخرة. ومن رأى يوسف عليه السلام خضع له الأولياء والأقارب، ويكون كثير الصدقة والإحسان وقيل: من رأى يوسف عليه السلام فإنه يصيبه بلاء وفتنة من إخوته، ثم ينجو ويظفر بأعدائه. ومن رأى يوسف عليه السلام يكلمه أو يعطيه شيئاً فإنه يصير معبراً للمنامات، عارفاً بعلم التواريخ. ومن رآه نال خيراً في غربته وإن كان سجيناً تخلص من سجنه، وخضع له أعداؤه، وإن كان غائباً رجع إلى وطنه سالماً، وإن كان طالباً للرئاسة نالها.
من رأى ميتاً مقبلاً عليه ضاحكاً إليه، فقد شكر له عمله في وصيته أو أهله، أو لما وصل إليه من دعائه. فإن لم يكن هناك شيء من ذلك فقد بشره بحسن حاله وطاعته لربه. ومن دعا له ميت، فدعاؤه أخبار عما في غيب الله عزّ وجلّ.
وقيل إن الإمام الشافعي رحمه الله عليه حبس فرأى في منامه كأنه مصلوب على قناة هو والامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فبلغت رؤياه بعض المعبرين فقال إن صاحب هذه الرؤيا سينشر ذكره ويرفع صيته فبلغ أمره إلى ما بلغ.
ومن رأى أنه أخذ كفن ميت فهو على وجهين إن كان من أهل الصلاح فإنه يشتغل بعلم غريب دقيق، وربما حصل له مال من وجه حرام، وإن كان من أهل الفساد فإنه يدل على قلة دينه وتشويشه على الناس وأن يكون غمازا فتانا.
وقيل من رأى أنه يحاصر قوما ورمى عليهم بأنواع آلات القتال فإنه ينازع مع قوم ويرميهم بالكلام فإن أصاب ما رمى به شيئا أثر كلامه، وإن لم يصب لم يؤثر وكذلك ان رأى أنه يرمي عليهم من أعلى شيء مما ذكر.
زوجات النبي صلى اللّه عليه وسلّم
تدل رؤيتهن في المنام على الأمهات، وتدل على الخير والبركة والبنات، وربما دلّت رؤيتهن على التغاير، وعلى اليمين بسبب إظهار سر أو كتمانه. وإذا رأت امرأة عائشة رضي اللّه عنها في المنام نالت منزلة عالية، وشهرة صالحة، وحظوة عند الأباء والأزواج. وإن رأت حفصة رضي اللّه عنها دلّت رؤيتها على المكر. وإن رأت خديجة رضي اللّه عنها دلّت على السعادة والذرية الصالحة. وتدل رؤية فاطمة رضي اللّه عنها بنت رسول اللّه على فقدان الأزواج والأباء والأمهات. وأما رؤية الحسن والحسين رضي اللّه عنهما فإنَها دالة على الفتنة وحصول الشهادة، وربما دلّت على الأسفار والتغرب، وعلى أن الرائي يموت شهيدا. ومن رأى من الرجال أحداً من أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلّم وكان عازباً تزوج امرأة صالحة. وكذلك إن رأت المرأة أحداً منهن، دلّت رؤيتها على بعل صالح يكفيها.
قيل إن من رأى آدم، اْغترّ بقول بعض أعدائه، ثم فرج عنه بعد مدة. فإن رؤي متغير اللون والحال، دل ذلك على انتقال من مكان إلى مكان، ثم على العودة إلى المكان الأول أخيراً.
ومن رأى شيئاً عليه السلام نال أموالاً وأولاداً وعيشة راضية.
ومن رأى إسحاق عليه السلام، أصابه شدة في بعض الكبراء أو الأقرباء، ثم يفرج الله عنه ويرزق عزاً وشرفاً وبشراً وبشارة، ويكثر الملوك والرؤساء والصالحون من نسله، هذا إذا رآه على جماله وكمال حاله، فإن رآه متغير الحال ذهب بصره نعوذ بالله.
ومن رأى أنه قد أُغشي عليه، فلا خير فيه ولا يحمد في التأويل والقوة، تدل على اطهار بدعة تحل به عقوبة الله تعالى، وقيل عامة الأمراض، في الدين، لقول الله تعالى: " في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ " . إلا أنّها توجب صحة البدن. فإذا رأى هذه الرؤيا من كان في حرب، أصابه جراحة. لقوله تعالى: " أوْ كُنْتُم مَرْضَى أنْ تَضَعُوا أسلحتكم " .
يعني جرحى.
وقال الكرماني من رأى النبي فرحا مسروراً ذا بشاشة يدل على العز والجاه والظفر، وإن رآه غضبان عبوس الوجه يدل على الشدة والعلة وربما يجد يعدها فرجاً، وإن رأى أنه سمع أو أخذ شيئا من نبي يصيب نصيبا من علم ذلك النبي ويكون مسرورا.
ومن رأى طواشيا دخل عليه وهو في هيئة حسنة فيؤول على وجهين حصول رزق وأمن، وإن كان في هيئة قبيحة أو بيده ما ينكر فربما يكون دعوى إلى حاكم، وإن رآه يدعوه إلى أمر معين فتأويله على معنى ذلك الأمر.
ومن رأى أنه قد خرج من ميت شيء من الأشياء كالبول والغائط والقيح والدم والبصاق والبلغم وما أشبه ذلك فهو على وجهين قيل لا تأويل له لكونه لا يمكن صدور ذلك منه، وقيل يؤول لكل شيء من ذلك من معنى ما تقدم ويجيء على عقبه، وربما كان بنوع غير ذلك مما يراه المعبرون بفراسة في المعنى، وقال آخرون غير ذلك وتقدم أنه إذا رأى في حق الميت ما لا يمكن وقوعه منه يعبر بالنظير أو السمى أو العقيب ونحو ذلك.
ومن رأى نبينا محمداً وكان مهموماً فرج عنه، أو سجيناً خرج من سجنه، وإذا كان في غلاء فُرّج عنه، وإن كان مظلوماً نصر، أو خائفاً أمن. ورؤيته بشارة للرائي بحسن العاقبة في دينه ودنياه. فإن رآه مقبلاً عليه، أو مؤتماً به في صلاته أطعمه شيئاً حسناً أو كساه ملبوساً لائقاً، وإن كان عالماً عمل بما علم، وإن كان عابداً بلغ منازل أهل الكرامات، وإن كان عاصياً تاب، وإن كان كافراً اهتدى، لقوله تعالى: (فآمنوا باللّه ورسوله النبي الأمي). وتدل رؤية الرسول على إظهار الحجج وصدق المقالة والوفاء بالوعد، وربما حصلت من أهله وأقاربه العداوة والحسد والبغضاء، وربما فارق أهله وانتقل من وطنه إلى غيره، وربما أدركه اليتم من أبويه. وقد تدل رؤيته على إظهار الكرامات، لأن الظبي سلَّم عليه، والبعير قبّل قدميه، وأسري به إلى السماء، وكلمه الذراع، ومشت الأشجار إليه. وإن كان الرائي من الكحالين الذين يعالجون الأبصار بلغ في صناعته مبلغاً عظيماً لأنه عليه السلام ردّ عين قتادة. وإن أجهد الناس العطش دلّ على نزول الغيث لأنه صلى اللّه عليه وسلّم نبع الماء من بين أصابعه. وإن رأته امرأة بلغت مرتبة عظيمة، وشهرة صالحة، وعفة وأمانة، وربما ابتليت بالضرائر ورزقت نسلاً صالحاً، وإن كانت ذات مال أنفقته في طاعة اللّه تعالى. لرؤيته عليه السلام تدل على الصبر على الأذى. وربما دلّت رؤيته على نصر المؤمنين ودمار الكافرين، وإن رآه مدين قُضي دينه وإن رآه مريض شفاه اللّه تعالى، وإن رآه محارب نصره اللّه تعالى، وإن رؤي في أرض مجدبة أخصبت ومن رأى جنازة الرسول عليه السلام فيحدث تلك البقعة مصيبة فظيعة، وإن شيع جنازته فإنه يميل إلى البدعة، وإن زار قبره أصاب مالاً عظيماً وإن رأى أنه ابن الرسول عليه السلام دلّ عن خلوص إيمانه ويقينه. ومن رأى أنه تحول في صورته عليه السلام وكان طالباً للملك ناله ودانت له الأرض، وإن كان في ذل أعزه اللّه، وإن كان طالب علم ناله، وإن كان فقيراً استغنى، أو عازباً تزوج، أو كان في مكان ضرب فإنَّه يعمر ببركته ومن رآه عليه السلام يؤذن في موضع كثر خصبه ورجاله. وإن رأته حامل أو رآه زوجها فإنَّ الحق كلام. ومن رآه حسناً فهو زيادة في دين الرائي ومن رأى لحيته سوداء فينال سروراً وخصباً. وإن رأى عنقه غليظاً فالإمام حافظ لأمانة المسلمين ومن رآه عليه السلام في عسكر وعليه سلاح وهم يضحكون فإن جيش المسلمين ينهزم. وإن رأى أنه عليه السلام يمشط رأسه ولحيته فإنَّه يدل عن زوال هم. ومن رآه يؤاخي بين الصحابة فينال علماً وفقهاً. ومن رأى قبره عليه السلام وكان تاجراً ربح في تجارته. وإن رأى أنه أبو النبي على السلام فيفسد دينه ويضعف يقينه. وإن رأى واحدة من زوجات النبي عليه السلام هي أمه زاد إيمانه. وإن رأى أنه يمشي وراء النبي عليه السلام فإنه يتبع السّنة. ومن رأى أنه يأكل وحده فإن الرائي يمنع السائل ولا يتصدق. وإن رأى النبي عليه السلام بلا نعل فإنَّه تارك الصلاة مع الجماعة، ومن رآه لابساً خفيه فإنَه يأمره بالجهاد في سبيل اللّه تعالى. ومن رأى دمه مخلوطاً بدم النبي عليه السلام فإنَّه يصاهر شريفاً. فإن ناوله النبي شيئاً مما يستحب كالرطب والعسل فإنَّه يحفظ القرآن وينال من العلم بقدر ما ناوله. ومن رأى النبي عليه السلام في صورة شاب طويل فتكون بين الناس فتنة وقتل، فإن رآه وهو شيخ كبير فإنَّ الناس في عافية، وإن رآه أبيض اللون فإنه يتوب إلى اللّه تعالى ويحسن عمله. ومن رآه يعاتبه أو يجادله فإن ذلك بدع قد أحدثها في الدين.
موسى عليه السلام
من رآه في المنام فإن اللّه تعالى يهلك على يديه جباراً، وينال من بعد عزاً ونصراً. ورؤية موسى عليه السلام تدل على قوة أصحاب الحق وقهر أصحاب الباطل، وإن كان هناك ملك جبار أو رئيس زنديق أهلكه اللّه تعالى. ومن رأى أنه تحول في صورة موسى عليه السلام، فإن كان سلطاناً وله عدو ظفر بعدوه. وإن رآه سجين دلّ على نجاته، ورؤيته تدل على هلاك الجبابرة. ومن رآه وكان في حرب نصر، وإن كان في بحر مسافراً فإنَّه ينجو من البحر ويسلم، ورؤية موسى عليه السلام تدل على الابتلاء في الطفولة وفرقة الأهل والأقارب ومعاشرة الملوك والجبابرة ومصاهرة الصالحين، والإطلاع منهم على عجائب الأمور لأنه صاحب الخضر عليه السلام وقد شاهد منه خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار. وتدل رؤيته على السفر في البحر وتكون عاقبته إلى سلامة وربح. ومن رأى موسى عليه السلام من أرباب التجريد دلّ ذلك على زيادة باطنه في النور والترقيات ورفع الدرجات. ومن رأى عصا موسى بيده فإنه ينال منزله عظيمة ونصرة على أعدائه. وإن كان مسحوراً بطل السحر عنه. وربما دلّ ظهور عصا موسى على نصر المؤمنين ودمار الكافرين.
ومن رأى شعيبَاً عليه السلام، مقشعراً فإنّه يذهب بصره، فإن رآه على غير تلك الحالة، فإنه يبخسه قوم حقه عليهم ويظلمونه، ثم يقهرهم. وربما دلْت هذه الْرؤيا على أنّ صاحبها له بنات.
ومن رأى دانيال الحكيم، رزق حظاً وافراً، وعلم الرؤيا، وظفر بجبار بعد أن تصيبه منه شدة، وقيل إنّه يصير أميراً أو وزير أمير. وحكي أنّ أبا عبد الله الباهلي رأى كأنه حمل دانيال على عاتقه، فوضعه على جدار وأحياه فكلمه، وقال له أبشر فإنّك دخلت في جملة ورثة الأنبياء، وصرت إماماً من جملة المعبرين.
ومن رأى أنه ينكح أمه وكانت ميتة فإنه يدل على انقضاء أجله لقوله تعالى " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم " الآية، وأول بعضهم هذه الرؤيا إذا كان صاحبها غائبا بالاجتماع على أمه إن كانت موجودة.
ومن رأى أنه ينبش قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يجدد ما درس من سننه الشريفة ويحصل للناس على يديه خير، وإن وصل إلى الجثة الشريفة فليس بمحمود، وإن كسر شيئا من أعضائه فإنه يرتكب بدعة وضلالة نعوذ بالله من ذلك.
ومن رأى ميتا قد ناوله ثوبا مخيطا ليس من ملبسه وتناوله ولبسه ثم قلعه وناوله للميت ثم لبسه الميت فإنه دليل على موت أهل بيته ولو لم يناول ذلك الثوب للميت لما حصل له ذلك النقص بل كان يزيد ماله.
ما اوصاف الرسول صلي الله علية وسلم التي جاءت في السيرة , والتي ان رأيتها في المنام أعرف من خلالها أنني رأيتة حقيقة . . ؟
لقد أحببت أن أكتب أوصافه ، فإذا ما رأى أحد منكم رؤيا في الرسول صلى الله عليه وسلم فليقارن ما رأى بالأوصاف ، فإن تطابقت ؛ فقد رآه ، وحينها فليفرح وليستبشر ، وإن لم تتطابق ، فيكون لم يره ، وحينها تكون الرؤيا رؤيا تأويل ، وعلى حسب حال الرائي ، وقد وردت صفته في عدة أحاديث ، ومنها : حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بالطويل ولا بالقصير ، َشْثنَ الكفين والقدمين – أي غليظ وخشن الأصابع- ضخم الرأس ، ضخم الكرادِيس – أي العظام والكردوس كل عظم تام ضخم – طويل المَسْرُبةِ – أي الشعر الذي بين الصدر والسرة - ، إذا مشى تكفَّا تكفِّياً ، كأنما ينحطُّ من َصَببٍ ، لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم . قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . وسأل رجل البراء : أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف ؟ قال : لا ، مثل القمر. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في وصف آخر : ليس بالطويل المُمَّغِط ، ولا بالقصير المُتردِّد ، وكان َرْبعة من القوم ، ولم يكن بالجَعْد الَقطط ، ولا بالسَّبط ، كان جَعْداً َرِجلا ، ولم يكن بالمطَّهِم ، ولا بالمََُكلثم ، وكان في الوجه تدويرٌ أبيضُ مُشْربٌ ، أدْعَجُ العينين ، أهدبُ الأشفار ، جليل المُشاش والكتد ، أجرد ذو مسْربة ، شثن الكفين والقدمين ، إذا مشى تقلَّع كأنما يمشي في َصَبب ، وإذا التفت ، التفت معا ، بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين ، أجود الناس كفا ، وأشرحهم صدرا ، وأصدق الناس لهجة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عِشرةً ، من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ، يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم . شرح غريب الحديث : الممغط : الذاهب طولا المتردد : الداخل بعضه في بعض قصرا القطط : الشديد الجعودة المطهم : البادن الكثير اللحم المكلثم :المدور الوجه المشرب : الذي في بياضه حمرة الأدعج : الشديد سواد العين الأهدب : الطويل الأشفار الكتد : مجتمع الكتفين وهو الكاهل المسربة : هو الشعر الدقيق الذي كأنه قضيب من الصدر إلى السرة الشثن : الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين التقلع : أن يمشي بقوة جليل المشاش : رؤوس المناكب قالت عائشة عنه : ما كان رسول الله يسرد سردكم هذا ولكنه كان يتكلم بكلام يبينه ، فصل يحفظه من جاس إليه . وقال عنه عبد الله بن الحارث : ما كان ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسما . وعن جابر بن سمرة قال : كان في ساقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حُمُوشة ، وكان لا يضحك إلا تبسما ، وكنت إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين ، وليس بأكحل . وعنه قال : كان صلى الله عليه وسلم ضليع الفم أشكل العينين منهوس العقب . شرح غريب الحديث : أشكل العينين : طويل شق العين منهوس العقب : قليل اللحم ،،،،،نقلا عن سنن الترمذي ، كتاب المناقب
حواء عليها السلام
تدل رؤيتها في المنام على البركة في الزرع، والثمار ونتاج الأولاد، وإدرار الفوائد من الصناعة كالنسيج والحراثة والحدادة وغير ذلك. وربما دلت رؤية آدم وحواء عليهما السلام على النقلة منمحل شريف إلى ما دونه، وعلى الزلل والوقوع في المحذور، وشماتة الحاسدين، وعلى الهموم والأنكاد من الجيران. وتدل رؤيتهما على النكد من الأزواج والأولاد، وعلى قبول المعذرة والتوبة والندم على ما فات. فإن رأت المرأة حواء عليها السلام في المنام أدخلت الهموم والأنكاد وربما ابتليت في نفسها ببلوى شديدة لأنها أول من حاضت من النساء، وربما عالجت الحبل والولادة، وربما رزقت أولاداً صالحين. وإن كانت مفارقة لزوجها او غائبة عنه، عادت إليه، واجتمعت به، وربما رزقت رزقاً حلالاً من كدها. وربما كان من نسلها من يسفك الدم، و يقتل النفس التي حرم اللّه تعالى قتلها. ومن رأى حواء عليها السلام فإنه يغتر بقول امرأة. ومن رأى حواء عليها السلام بوجه جميل فإنها أمه لأنها أم المسلمين. وأن كان في غم فرج عنه. وإن نفذّ كلام امرأة تدم وزالت رئاسته.
قال دانيال من رأى أنه قد مات والناس يبكون عليه ويندبونه وغسلوه ولفوه في الكفن وحملوه على النعش ودفنوه في القبر فجملة ذلك يدل على فساد دينه، وإن لم يدفن فإنه يدل على صلاح أموره.
فمن رآه في المنام دلّ على الشهادة. ومن رآه غضبان فإنه يموت على غير توبة. ومَن صارع عزرائيل أو غلبه فإنه ينجو من مرض، وإن غلبه عزرائيل فإنه يموت. وقيل: مَن رأى عزرائيل طال عمره وإن عزرائيل عليه السلام أطول عمراً من جميع الخلائق. وقيل: مَن رأى عزرائيل فإنه يدخل في أمر لا بد له منه. وقيل: رؤياه خوف عظيم. ومَن صار في صورة عزرائيل فإنه يقهر الناس وتجري على يديه أمور عظيمة. ومَن رأى أنه يقبل ملك الموت فيصيبه ميراث. ورؤية عزرائيل عليه السلام دالة على تفرقة الجمع، وموت المرضى، والهدم والحريق، والأخبار المزعجة، مما يوجب الصراخ واللطم والبكاء. وربما دلّت رؤياه على كساد المعاش، والقعود عن الكسب، والسجن ونسيان العلم، وترك الصلاة ومنع الزكاة، وغلاء الأسعار. وربما دلّت رؤيا إسرافيل وعزرائيل على إرغام الأعداء وتكذيب المكذبين بالبعث والنشور.
ميكائيل عليه السلام
تدل رؤيته في المنام على نيل المنى في الدارين لمن كان تقياً. وإن كلمة الرائي فينال نعمة وسروراً ويدخل الجنة لأنه ملك الرحمة. ورؤية ميكائيل دالة على الخصب والرزق والبركة وكثرة الأمطار. وربما دلّت رؤيته على الجدب أو على حمل المرأة العقيم وتيسير العسير. وإن رآه مسافراً خيف عليه. وربما تعطل عن سفره لأنه يتولى الأمطار وهي معطلة للحركة. رؤيته لمن يتضرر بالأمطار هموم وأنكاد، ولأرباب الفلاحة أرزاق وأرباح. ومن تحول في صورة ميكائيل نال خصباً ومالاً، وحسنت سريرته.