البكاء
إذا كان في المنام بصراخ أو لطم أو لباس أسود أو شق جيب فيدل على الحزن. وإن كان البكاء من خشية اللّه تعالى، أو لسماع قرآن، أو من ندم على ذنب سابق فإنَّه يدل على الفرح والسرور وزوال الهموم والأنكاد، وهو دال على الخشية، أو على نزول المطر لمن احتبس عنه، وهو محتاج إليه. وقد يدلّ على طول العمر، وربما دلّ على الزيادة في التوحيد إن ذُكر اللّه تعالى أو سبح أو هلل.
والقهرمان رجل حافظ عالم، فإنّ يوسف كان يعمل القهرمية. والقاطع للمفاصل، رجل يفرق بين الناس بالكلام والسوء. والبندار، رجل ثقة تودع عنده الودائع والجهبذ. رجل نحوي. والحاسب في الديوان، صاحب عذاب يؤذي الناس في معاملتهم ويشدد عليهم في المحاسبات. والخادم الخصي، ملك وهو بشار فإن رأى في داره خدماً معهم أطباق، فإنّ هناك مريضاً قد طال مرضه أو شهيداً وبواب السلطان نذير، ومن رأى بواب أمير نال ولاية.
أما الانقلاب فمن رأى أنه انقلب على رأسه فإنه حصول مصيبة وربما كان انقلاب رئيسه عليه ومن رأى أنه انقلب من جنب إلى جنب فهو تغير حال وأما البكاء فمن رأى أنه يبكي بلا صراخ فإنه فرج من هم وغم أو يفرح فرحا شديدا وإن كان بصراخ فهو حصول مصيبة لأهل ذلك المكان ومن رأى أنه يبكي ولا يخرج من عينه دمع فليس بمحمود وإن رأى مكان الدمع دم فإنه يندم على أمر قد فات منه ويتوب ومن رأى كأنه يبكي على إنسان يعرفه ومع البكاء نوح فإنه يقع كما رآه وإن رأى أنه نياح على وال قد مات فإن ذلك الوالي يجور في سلطانه وإن رأى كأنه مات وهم يبكون خلف جنازته من غير نواح فإنهم يرون من ذلك الوالي سرورا ومن رأى أن عينيه مملوءة بالدمع ولم يخرج فإنه يحصل له مال حلال ومن رأى أنه يبكي ثم يضحك بعده يدل على قرب أجله وقال بعضهم أحب البكاء في النوم ما لم يكن فيه صاخ وقد جربت ذلك نيفا عن ألف مرة فلم أر منه إلا خيرا وفرحا وسرورا
وقال بعض المعبرين أحب البكاء في النوم ما لم يكن فيه صراخ وقد جربت ذلك نيفا عن ألف مرة فلم أر منه إلا خيرا وفسحا مستمرا، وأما الضحك فإنه هم وغم فإن كان بقهقهة كان أزيد لقوله تعالى " فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا " .
ما المستند علية في قلب المعني في التعبير , كالبكاء يعبر بالفرح , والموت في الحياة ؟
مما هو شائع بين المعبرين من مناهج التعبير; التعبير بقلب المعني , كالبكاء يعبر بفرح , والموت يعبر بحياة , وهذا أري استخدامة عند وجود معني سئ , فيقلب تفاؤلا , ومما وجدتة من أدلة تعضد هذا المنهج ما جاء في قولة تعالي : ( اذا يريكهم الله في منامك قليلا ولو أرئكهم كثيرا لفشلتم ولتنزعتم في الأمر ولكن الله سلم انة عليم بذات الصدور (43)واذ يريكموهم اذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا والي الله ترجع الأمور (44)(الأنفال : 43 , 44 ) .
قال مجاهد : أراهم الله اياة في منامة قليلا , وأخبر النبي صلي الله علية وسلم أصحابة بذلك فكان تثبيتا لهم .
قال سيد قطب : والرؤيا صادقة في دلالتها الحقيقية , فقد راهم النبي قليلا وهم كثير عددهم , ولكن قليل غناؤهم , قليل وزنهم في المعركة . . . الخ .
ولما تقابل الطرفان وجها لوجة تكررت الرؤيا النبوية الصادقة في صورة عيانية من الجانبين , بحيث يري المؤمنون الكافرين قلة , ويري الكافرون المؤمنين قلة , بحيث أن كلا من الفريقين أغري بخوض المعركة .
والسبب في أن الكافرين يرون المؤمنين قلة ; كما قال الرازي : ألا يستعد الكافرون كا الاستعداد , وأن يجترؤوا علي المؤمنين معتمدين علي قلتهم , ثم تفجؤهم الكثرة فيدهشوا ويتحيروا . . . الي أن قال : وفي التقليل من الطرفين معارضة تعرف بالتأمل .
اذا الكافرون كانوا في الحقيقة كثير , والمؤمنون قلة , ورؤية النبي صلي الله علية وسلم لهم قليل في الرؤيا , جاء لحكمة عظيمة , وهي أن يجرأ الله المؤمنين علي الكافرين في ميدان القتال , وهذا مما ساعد المؤمنين علي تحقيق النصر , والله أعلم .
ويوجد صورة قريبة من هذة , فالأقارب أحيانا ينوب بعضهم عن الاخر في المنام , فقد نري العم , ويكون المعني عم اخر , وقد نري أحد الاخوة , ويكون المعني منصرفا لأخ اخر , وهكذا .