السفرجل
هو في المنام مرض. ومن رأى أنه يأكله وكان مريضاً فإنه يشفى. وإن آكله صاحب العافية اهتدى، وإن كان تاجراً ربح. ومن رأى أنه يعصر سفرجلا فإنه يسافر في تجارة وينال ربحا كثيرا. وشجرة السفرجل رجل حازم. وقيل: السفرجل رديء في المنام وذلك بسبب ما يحدثه من قبض. والسفرجل الأخضر خير من الأصفر. والسفرجل يدل على السفر الجليل، وربما دلّ على الشح وحفظ الأسرار لمسكه وقبضه. وتدل السفرجلة على المرأة الجميلة الجليلة. والسفرجل قد كرهه أكثر المفسرين، وقالوا: إنه مرض لكثرة صفرة لونه، ولما فيه من القبض. ويدل على سفر، وقال قوم: إنه سفر واقع، وقال بعضهم: إنه سفر لا خير فيه. وقال بعضهم: إن السفرجل محمود في المنام لمن رآه على أي حال يراه.
من رأى أنّه يمص ذكر الرجل: فإنّه ينال فرجاً وغنى قليلاً وذكراً خاملاً وكذلك فرج المرأة إذا عالجه الرجل بغير الذكر، فهو فرج له فيه نقص وضعف فإن رأى إنساناً يقطع نصفين عرضاً، فرق بينه وبين ماله أو رئيسه، وكذلك سائر الأعضاء إذا بان من صاحبه، فارقه الذي ينسب إليه.
أتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت رجلاً قائماً وسط هذا المسجد يعني مسجد البصرة، متجرداً وبيده سيف مسلول، فضرب صخرة ففلقها. فقال ابن سيرين: ينبغي أن يكون هذا الرجل الحسن البصري. فقال الرجل: هو، و الله هو. قال ابن سيرين: قد ظننت أنّه الذي تجرد في الدين لموضع المسجد، وأنّ سيفه الذي كان يضرب به، لسانه الذي كان يفلق بكلامه صخرة الحق في الدين.
وقيل رؤيا السفرجل في الجملة على أي وجه كان محمودة لأن تفسير اسمه بالفارسية بر ومعناه محمود، ورؤيا السفرجل للتاجر ربح وللوالي زيادة ولايته، وأما الغيرة فإن أكلها يدل على اصابة مال ومنفعة من قبل الأعاجم، وأما النبق فهو على أي وجه كان مال حاضر وليس له شيء من الثمار يعد له خصوصا إذا كان زكيا طيب الطعم.
وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت كأني في قبة حديد، وإذا عسل من السماء فيلعق الرجل اللعقة واللعقتين ويلعق الرجل أكثر من ذلك ومنهم من يحسو. فقال أبو بكر رضي الله عنه دعني أعبرها يا رسول الله فقال: أنت من ذلك. فقال: أما قبة الحديد فالإسلام، وأما العسل الذي ينزل من السماء فالقرآن، وأما الذي يلعق منه اللعقة واللعتين فالذي يتعلم السورة والسورتين، وأما الذي يحسونه فالذين يجمعونه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقت يا أبا بكر.
نادرة روى أن رجلا اشترى أرضا فرأى ابن أخيه يمشي فيها ويطأ على رؤوس الحيات فأتى معبرا وقص رؤياه عليه فقال إن صدقت رؤياك لا تغرس في تلك الأرض شيئا إلا يصير حيا.
ومن رأى أنه ركب عنق رجل عدو له دل على أنه يركب أمرا معيبا وإن كان المركوب هو حمله فإنه يحمله بمؤنته ويشغله في أمره وإن لم يكن بينه وبين أحد عداوة فربما يصاب شيء من ماله أو جاهه.
وقال إسماعيل بن الأشعث رؤيا اصابع الرجلين تدل على الزينة واستقامة الأمور فمن رأى فيهم ما يزين أو يشين فتأويله في ذلك وإن رأى في أصابعه اعوجاجا سواء كانوا منسوبين ليديه أو رجليه فهو انعكاس وليس ذلك بمحمود.
وأما السفرجل فتأويله على وجوه سفر بعيد بتعب وحزن، وربما دل على شرف وخير ومنفعة وثناء حسن، وقيل ولد، وربما كان مرضا، وربما يستدل به على السفر لأن آدم عليه السلام أتاه جبريل عليه السلام بسفرجل وكان في الجنة فحصل ما حصل، وربما يستدل به على شرف وخير لأنه إذا جلب من أرضه إلى غيرها يكون عزيز الوجود إلا عند الأشراف والأكابر، وربما يستدل به على الولد لأن آدم عليه السلام حين هبط إلى الأرض أكل من ذلك السفرجل فحصل منه المنى وكان سبب التناسل والتوالد، وربما يستدل به على السقم فإن لونه أصفر.
رجل
إذا حلمت برجل وسيم وأنيق الملبس فإن هذا ينبئ بأنك ستدخل حياة الجاه والثروة وستنعم بحياة موفقة. أما إذا كان ذا شكل مشوه وطلعة سيئة فهذا يعني أنك ستخفق في أعمالك وتصادف تعقيدات ومشاكل. إذا حلمت امرأة برجل وسيم أنيق فمعنى هذا أن منزلتها سوف ترتفع وسوف تنال حظوة في المستقبل. إذا كان الرجل في الحل قبيحاً فمعنى ذلك أن المرأة ستتخاصم مع شخص تظنه صديقاً.
مرجل
إذا حلمت برؤية مرجل لا يمكن إصلاحه فإن هذا يرمز إلى أنك سوف تعاني من إدارة سيئة أو خيبة أمل.
إذا حلمت امرأة أنها تدخل قبوا لتراقب مرجلاً فإن هذا ينبئ بأن المرض والخسائر سوف يحيطون بها.
من رأى أنّه يمشي على يديه أو بطنه، أو يده ورجله، أو شيء غير اللسان، فإنَّ كلاً من ذلك بر أو فجور وعلى الذي ينسب إليه العضو يستظهر به في ذلك ومن رأى أنّه ملزوم بدين في المنام وهو مقر به ولا يعرفه في اليقظة، فإنَّ ذلك تبعات ذنوب أحاطت به، وأعمال معاص اجتمعت عليه يعاقب عليها في الدنيا، أو إسقام أو بعض بلايا الدنيا.
من رأى رجلاً معروفا يصنع شيئا أو يعطيه شيئا فإنه هو بعينه أو سميه أو نظيره من الناس، وقيل من رأى رجلاًمعروفا فإنه خير وبركة وإن كان له غائب قدم أو أتى خبره أو كتابه.
وقيل من رأى أن برجليه قيدا من مفرق فإنه حصول منفعة من الأرض، وإن كان من رصاص تكون المنفعة من النصارى يتزوج، وإن كان من نحاس تكون المنفعة من اليهود، وإن كان من فضة فإنه يتزوج امرأة، وإن كان من ذهب فإنه يدل على السفر والمرض.
نادرة روى أن رجلا نام وكان بجانبه رفيق مستيقظ فأتى بلبن في اناء فوضعه وحز رأس بطيخ ووضع السكين على إناء اللبن منتظرا استيقاظ رفيقه فرأى شيئا خرج من أنف رفيقه كالذبابة ولم يتحقق ما هي فمشى على تلك السكين ثم عاد إلى أنفه فاستيقظ وقال رأيت عجبا كأنني)
على جسر مضروب من حديد في وسط بحر من لبن فتعجب رفيقه وعرفه عما رآه خرج من نفسه وعاد إليه.
نادرة جاء رجل إلى ابن سيرين وقال رأيت ثورا عظيما خرج من حجر صغير فصافحته ثم أراد أن يعود في ذلك الجحر فضاق عليه فقال ابن سيرين هي الكلمة العظيمة تخرج من فم الرجل ثم يندم عليها فيريد أن يردها فلا يستطيع.
عن ابن مسعود-رضي الله عنه-وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم -رضى الله عنهم -: أن فرعون رأى في منامه أن نارا أقبلت من بيت المقدس
حتى أشتملت على بيوت مصر فأحرقت القبط وتركت بني إسرائيل وأخربت بيوت مصر,فدعا السحرة والكهنة والقافة والحازة فسألهم عن رؤياه فقالوا له:
يخرج من هذا البلد الذي جاء بنو إسرائيل منه-يعنون بيت المقدس-رجل يكون على وجهه هلاك مصر فأمر ببني إسرائيل أن لايولد لهم غلام إلا ذبحوه ولا يولد لهم جارية
إلا تركت .
إذا رأيت رجلاً متوحشاً في حلمك فإن هذا يدل على أن الأعداء سوف يعارضونك جهاراً في مشاريعك.
إذا تخيلت أنك رجل متوحش فإن هذا ينبئ أنك لن تكون محظوظاً في تنفيذ مخططاتك.
المرجل
هو في المنام قيّم بيت من نسل النصارى، وإذا كان من نحاس فهو من نسل اليهود أقواهم وأغناهم. والمرجل متولّ تتم على يديه الأمور الصعبة كالواسطة بين الملك ورعيته أو صاحب الشرطة.
المرجل: قيم البيت من نسل النصارى. والمصفاة: خادم جميل. والجام: هو حبيب الرجل والمحبوب منه يقدم عليه من الحلاوة، وذلك لأنّ الحلو على الجام يدل على زيادة المحبة في قلب حبيبه له. فإن قدم الجام وعليه شيء من البقول أو من الحموضات فإنّه يظهر في بيت حبيبه منه عداوة وبغضاء.
ومن رأى أنه رمى لؤلؤة تحت رجله فإنه يدل على تزويجه ابنته إلى غير جنسه فإن انكسرت ومن رأى أنه أصاب لؤلؤة سواء كانت من قصبة أو غيرها فيعتبر ذلك إن كانت مبخوشة فإنها تؤول بالبنت وإن كانت غير مبخوشة تؤول بالابن.
نادرة روى أن رجلا أتى ابن سيرين وقال رأيت كأني أشرب من قلة لها رأسان رأس مالح ورأس حلو قال لك امرأة ولها أخت وأنت تراود أختها عن نفسها فاتق الله تعالى قال صدقت وأشهدك على أني تبت إلى الله تعالى.
وحكي أنّ رجلاً قال لابن سيرين: رأيت كأنّ رجلاً معلق من السماء بسلسلة ونصف بدنه أسود، ونصف بدنه أبيض، وله ذنب كذنب الحمار. قال ابن سيرين: أنا ذلك الرجل، أما نصف بدني الأبيض فورد لي بالنهار، والنصف الأسود ورد الليل والسلسلة التي علقت بها من السماء، فذكر مني يصعد أبداً إلى السماء، وأما الذنب فدين يجتمع علي، ومؤتي فيه، فكان كما عبره.
ومن رأى له أرجلاً كثيرة، فقيل أنّه للغني مرض لأنّه يحتاج إلى أرجل كثيرة تنوب عنه، وربما دلت على ذهاب البصر حتى احتاجوا إلى من يقودهم. ودلت في الشرار على الحبس حتى يكون عليهم حفظة، فلا يمشون منفردين.
ورأى رجل كأنه يركل الملك برجله، فأصاب وهو يمشي ديناراً وعليه صورة الملك. وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ على ساقي رجل شعراً كثيراً، فقال: يركبه دين ويموت في السجن. فقال لك رأيتها. فاسترجع ابن سيرين، ثم إنّه مات في السجن وعليه أربعون ألف درهم، فقضاها عنه بعد موته، ورأى رجل كأنه معوق الساق، فعبرها له معبر فقال: إنك تصير زانياً. فأخذ بعد ذلك مع امرأة. وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّ اصبع رجلي على جمر، فإذا وضعته عليه طفىء، وإذا رفعتها عنه عاد كما كان، فقال: هذا صاحب هوى، فقال: ليس هو صاحب هوى ولكنه يتكلم في القدر. فقال: وأي شيء هو أشد من القدر؟. ورأت امرأة كأنّ إبهام رجلها قطعت، فقصت رؤياها على ابن سيرين فقال: تصلين قوماً قطعتيهم.
حبل الرجل: زيادة في دنياه، وقيل هو حزن بقتل مستور. وولادة الرجل جارية، إصابة خير وفرج قريب، ويخرج من نسله من يسود أهلِ بيته. وولادته غلاماً، يصيبه هم شديد، وحبل المرأة زيادة في المال، وولادتها غلاماً تلد جارية وربما كانت طبيعتها مخالفة لذلك، فيكون ممن إذا رأت أنّها ولدت جارية، كانت جارية، وإذا رأت أنها ولدت غلاماً، كان غلاماً. وكذلك لو رأى امرأته أو جاريته ولدت جارية، أصاب خيراً. فإن ولدت إحداهما غلاماً، ناله هم شديد. وكذلك لو رأى أنّه اشترى جارية، أصاب خيراً. فإن اشترى غلاماً، أصابه هم شديد.
نادرة جاء رجل إلى ابن سيرين فقال رأيت المهلب قد عقد طاقا بين داري وداره فقال ابن سيرين هذا رجل نكح أمك فاشتد غضبه وأتى إلى أمه وقال لها تعرفين المهلب قالت نعم كنت أمته ثم صرت إلى أبيك فتعجب من ذلك.
فإن رأى رجل أنّه يأتي امرأة معروفة، فإنَّ أهل بيتها يصيبون خيراً في دنياهم. فإن رأى أنّه لم يغشاها ولكن نال منها بعض اللمم، فإن غنى أهل بيتها يكون دون ذلك لأنّ الغشيان أفضل وأبلغ.
فمن رأى أنّه ينكح رجلاً مجهولاً وكان المجهول شاباً فإنّ الفاعل يظفر بعدو له. وكذلك لو كان المنكوح معروفاً أو كانت بينهما منازعة أو خصومة أو عداوة، فإنَّ الفاعل يظفر بالمفعول به. وإن كان المنكوح معروفاً وليست بينهما منازعة ولا عداوة، فإنَّ المفعول به يصيب من الفاعل خيراً، أو سميه إن لم يكن لذلك أهلاً، أو نظيره أو في سبب من أسباب هؤلاء. فإن كان المنكوح شيخاً مجهولاً، فإنَّ الشيخ جده وما يصل إلى جده من خير فإنّه يحسن ظنه واحتماله فيه.
وكذلك لو رأى أنّه يقبل رجلاً أو يضاجعه أو يخالطه بعد أن يكون ذلك من شهوة بينهما، فإنّه على ما وصفت في النكاح إلا أنّه دونه في القوة والمبلغ. فإن رأى أنّه يقبل رجلاً غير قبلة الشهوة، فإنّ الفاعل ينال من المفعول به خيراً ويقبله كقبوله.
فإن رأى رجلاً أنّ بنفسه حملاً: فإنّه زيادة في دنياه. ولو رأى أنّه ولد له غلام أصابه هم شديد، فإن ولد له جارية أصاب خيراً، وكذلك شراء الغلام والجارية.
ومن رأى أنه يقبل رجلاً أو يضاجعه أو يخالطه مخالطة بشهوة فإن تأويله كتأويل النكاح الا أنه دونه في القوة، وإن لم تكن القبلة بشهوة فإن الفاعل ينال من المفعول خيرا.
ومن رأى أنه رديف رجل معروف على فرس فإنه يستعين بذلك الرجل على ما يطلبه أو يتوصل به وقيل من رأى أنه رديف رجل فإنه يؤول بأن يكون لذلك الرجل تبعا أو شريكا أو خلفا من بعد وإن كان الرجل مجهولا فإنه عدو.
نادرة روى أن أبا الأبيض كان رجلا فاضلا فنام فرأى كأنه أتى إليه بتمر وزبيب فأكل منه ثم دخل الجنة فجاء إلى العباس بن الوليد فقص رؤياه عليه فقال أما التمر والزبيب فهو حاضر عندنا وقد جئت قبل الأكل فتأكلهما جميعا وأما الجنة فالله سبحانه وتعالى يعجل لك بها واستدعى بالتمر والزبيب فأكلهما جميعا وقال هذه بشارة بتحقيق أنك من أهل الجنة فخرج من عنده فحمل عليه كافر فقتله وربما قتل في غزوة فكان كما رأى.)
هل تقع الرؤيا الصادقة .و الصالحة من غير الرجل الصالح؟
الحقيقة أنه سؤال مهم وجوابه هو: أن الرجل الصالح قد يرى الأضغاث ولكنه نادر لقلة تمكن الشيطان منه, بخلاف عكسه فان الصدق في رؤياه نادر لغلبة تسلط الشيطان عليه وقد جاء عن أنس بن مالك أن رسول الله صلي الله علية وسلم قال:" الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة واربعين جزءأ من النبوة " متفق عليه(1).
وأخرج مسلم رحمه الله عن أبي هريرة عن النبي صلي الله علية وسلم قال: " اذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب , واصدقكم حديثأ ، ورؤيا المسلم جزء من خمسة واربعين جزء من النبوة"(2).
قال النووي: قال الخطابي المراد إذا قارب الزمان أن يعتدل ليله ونهاره وهذا أيام الربيع. وقيل المراد إذا قارب القيامة , والأول اشهر عند أهل الرؤيا , وجاء في حديث ما يؤيد الثاني والله أعلم أ. ة . والصدق أعظم أوصاف الأنبياء يقظة ومناما فمن تأسي بهم في الصدق حصل من رؤياه على الصدق.
قال المهلب : الناس على هذا ثلاث درجات :
أ - الأنبياء ورؤياهم كلها صدق، وقد يقع فيها ما يحتاج إلى تعبير.
ب - الصالحون , والأغلب على رؤياهم الصدق , وقد يقع فيها ما لا يحتاج إلى تعبير فتقع رؤاهم كما رؤاياها في المنام تماما .
ج - من عداهم . . يقع في رؤياهم الصدق والأضغاث وهم ثلاثة أقسام:
1- مستورون , فالغالب استواء الحال في حقهم.
2 فسقة , والغالب على رؤياهم الأضغاث ويقل فيها الصدق , وقد عنون البخاري في صحيحه : باب رؤيا أهل السجون والفساد والشرك (3).
3 _ كفار , ويغلب على رؤاهم الأضغاث ويندر فيها الصدق جدا ويشير إلى ذلك حديث : " وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا" الذي أخرجه مسلم .
وقد وقعت الرؤيا الصادقة من بعض الكفار, كما في رؤيا صاحبي السجن مع يوسف عليه الصلاة , قال تعالي : " وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (يوسف: 36 ). وكما سبق عنون البخاري في صحيحه باب: رؤيا أهل السجون والفساد والشرك , ووقع في رواية : الشراب وهم أهل الشراب , والمراد الشراب المحرم , وورد أن الساقي قال ليوسف : رايت فيما يرى النائم أني غرست حبة فنبتت فخرج فيها ثلاث عناقيد فعصرتهن تم سقيت الملك فقال: تمكث في السجن ثلاثأ ثم تخرج فتسقيه على عادتك. فكان كما قال وخرج(4) وكذلك رؤيا ملكهما، قال تعالى: " وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (يوسف 43)
ومعني : عجاف مشتق من عجف والجمع عجاف وعجف والمراد ظهور العظام من الهزل.
وقد تخصص بعض العلماء الرؤيا التي تنسب الى جزء من أجزاء النبوة برؤيا المؤمن الصالح فقط لا الفاسق.
وقد سبق معنا قول القرطبي :
" المسلم الصادق الصالح هو الذي يناسب حالأ حال الأنبياء , فأكرم بنوع مما أكرم به الآنبياء , وهو الاطلاع على الغيب. . وأما الكافر والفاسق والمختلط فلا , ولو صدقت رؤياهم أحيانأ فذاك كما يصدق الكذوب , وليس كل من حدث عن غيب يكون خبره من أجزاء النبوة , كالكاهن والمنجم "(5) وقد تقدم لنا تعقب الامام محمد السفاريني الحنبلي رحمه الله
على قوله: فليعلم.
لكن يجب التنبية هنا الى أن الرؤيا الصالحة التي تكون سببا لشرع بعض الأحكام مقيدة بما اذا وقعت في عهد رسول من الرسل فقط وأقرها» وأما لغيرهم من الناس فهي مبشرات أو منذرات , فقد يكون في تعبيرها بشارة لصاحبها من خيري الدنيا أو الاخرة , وقد يكون فيها تحذير له من نقص أو تقصير في عمله أو فى ديانته, وقد جاء في تفسير قوله تعالى : (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) (الشورى:51) .
قال بعض السلف: " من وراي حجاب " أي في منامه فماذا طهرت النفس من الرذائل , انجلت مراة القلب , وقابل اللوح المحفوظ في النوم , وانتقش فيه من عجائب الغيب , وغرائب الدنيا. فمن الصديقين من يكون له في منامه مكالمة ومحادثة» ويأمره الله وينهاه في المنام , وقد سئل الرسول صلي الله علية وسلم عن قوله تعالى : "لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ "(6) فقال :
"هي الرؤيا الصالحة يرأها الرجل او ترى له" رواه الإمام أحمد(7) .
____________________
( 1 ) متفق عليه , انظر ابن حجر- مرجع سابق - ( 12 / 361 ) والنووي - مرجع سابق( 2315)
( 2 ) النووي - مرجع سابق - ( 15 2 )
( 3 ) ابن حجر - مرجع سابق - (38112)
( 4 ) المرجع السابق ( 12 / 382 ).
( 5 ) ابن حجر - مرجع سابق - (37912)
( 6 ) يونس : 64 .
( 7 ) رواه الأمام أحمد 1731 ثلاثيات الأمام السفأريني - مرجع سأبق.