ومن رأى أنه رهن نفسه فإنه يكتسب ذنوبا لقوله تعالى " كل نفس بما كسبت رهينه " ، وقيل لا خير في الرهن لما قاله بعضهم من أراد أن يعش نظيفا لا يرهن شيئا ولا يسلف.
نفس
إذا اقتربت في حلمك من شخص ذي نفس طاهر وطيب، فسوف يكون سلوكك جديراً بالإطراء وسوف يتبعه تحقيق مفيد لصفقات العمل. إذا كان النفس كريهاً فإن هذا يشير إلى مرض وأفخاخ.
إذا فقد المرء نفسه فإن هذا علامة فشل في مكان يبدو النجاح فيه مؤكداً.
ومن رأى أنه يلوم نفسه على أمر قد فاته فإنه يدخل في أمر مشوش يلام عليه ثم يذهبه الله عنه ويسر به لقوله تعالى: " إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي " .
ومن رأى أن ميتا يغسل نفسه فإنه دليل على خروج عقبه من الهموم وزيادة في ما لهم، والمغتسل في الأصل تاجر نفاع ينجو بسببه أقوام من الهموم أو رجل شريف يتوب على يده أقوام مفسدون.
تزكية المرء نفسه: فإنها تدل على اكتسابه إثما، لقوله تعالى: (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى). فإن رأى كأن شابا مجهولا يزكيه، فإنه يصيب ذكرا حسنا جميلا في عامة الناس. وإن كان الشيخ والشاب معروفين، نال بسببهما رياسة وعزا.
ومن رأى أنه يخطب وكان أميراً أو عالماً أو صاحب وظيفة وأتم خطبته فإنه ثبوت في رياسته ومنصبه واتمام لقضاء حوائجه وإن لم يتم خطبته فالأمر الذي يطلبه يتعذر عليه وربما يعزل عن وظيفته ومنصبه.
وقال بعض المعبرين من رأى أن نفسه في قلعة وهي محسنة وجماعته عنده وزاده فإنه أمان من أعدائه وظفر بمطلوبه وصلاح في دينه ونفاذ في أمره، وعلى كل حال رؤيا الإنسان نفسه في قلعة على أي وجه كان فإنه محمود ما لم يكن فيه ما هو مذموم في علم التعبير.
102 -رأى هارون الرشيد رؤيا فهمته فوجه إلى الكرمانى بريداً فلما أتاه ومثل بين يديه خلا به وقال : بعثت إليك لرؤيا رأيتها ، فقال : وما هى ؟ قال : رأيت كلبين ينهشان قُبُل جارية من جوارىَ ،فقال له الكرمانى ما رأيت إلا خيراً يا أمير المؤمنين ، فقال له الرشيد : قل ما تراه وهات ما عندك ؟ فقال له : هذه جارية دهوتخها لتجامعها وكان لا عهد لك معها بذلك وكانت ذات شعر فكرهت أن تحلق فتجد أثر الموسى وكرهت أن تبقى على هيئتها فأخذت جَلَماً (1) فحلقت بعض الشعر وتركت بعضة ،فأشار الرشيد إليه بالقعود وقام فدخل إلى نسائه ودعا بتلك الجارية فسارَها مستفهماً منها عن ذللك فأقرت به وصدقت الكرمانى فخرج إليه الرشيد فقال له :أصبت وسررتنى وأمر له بصلة سنية ،إياك أن تحدث بها ماكنت حياً ، قال : فوالله ما حدثت بها ما دام الرشيد حياً.