ومن رأى أنه تناول من فواكه الجنة أو أعطاه أحد وأكل منها فإنه يصل إليه بمقدار ذلك من الخير والراحة ومن رأى أنه تناول فاكهة بيده وأكل فإنه يتعلم علم الدين ويحصل سيرة المتقين ولا يستفاد منه.
وهي تؤول على وجوه كثيرة وللمعبرين فيها اختلاف وقد عددوها وكل منهم تكلم بشيء ونذكر ما قالوه في الأصل، ثم نفرع قول كل منهم الغائط مال حرام ورزق من ظلم وفرح وقطع طريق وفاحشة وغضب على امرأته وخطيئة ومرض وندامة وذلة وكشف أمر مستور وخيانة وغرامة واتلاف وشقاء وتهمة ونتاج بستان وصدقة وهم وغم ومنقصة ومنفعة وطلاق وغير ذلك.
وقال دانيال عليه السلام رؤيا غائط الإنسان مال حرام، وروث الحيوان على وجهين أما الحيوان الذي يؤكل لحمه فمال حلال من كسب أو غنيمة أو اخراج جزية أو أجرة أو صدقة أو ما يجري مجراها أو هبة، وأما الحيوان الذي لا يؤكل لحمه سواء كان ذا ناب أو مخلب فمال حرام من جهة مظلمة.
ومن رأى أنه خرج منه غائط فهو على وجهين خوف من سلطان وغرامة وللمسافر قطع الطريق ومن رأى أنه أحدث في مكان حدثا فإنه ينفق ماله في شهوته وإن كان الموضع مجهولا أنفق مالا حراما وإن أحدث في ثيابه ارتكب فاحشة أو على فراشه مرض مرضا شديدا أو ربما فارق امرأته أو في موضع وستره بالتراب فإنه يدفن مالا ومن رأى أنه يأكل غائطا فإنه يصيب مالا حراما وربما يتكلم بكلام فحش يندم عليه وكل شيء يخرج من بطون الناس والدواب والأرواث فإنه مال فأما ما يؤكل لحمه فروثه مال حلال وما لا يؤكل فروثه مال حرام ومن رأى أنه تغوط حيوانا فإن كان ممن يستحسن فإنه يولد له أولاد جياد فما كان مؤنثا دل على البنت وما كان مذكرا دل على الولد ومن رأى أنه جلس على الروث فإنه يصيب مالا من قرابته وربما كان من جهة ميراث
الغائط
هو في المنام مال. ومن تغوَط والناس ينظرون إليه فليحذر من فضيحة. ومن رأى أنه يأكل الخبز والغائط فإنه يأكل الخبز والعسل، وقيل: هو مخالفة السنة. ومَن تغوّط على الفراش فإنه يطلق زوجته أو يمرض مرضاً طويلاً. والغائط مال حرام لقبح رائحته. ومَن خاف في الغائط وقع في همّ. ومَن وقع في كنيف سجن. ومن تغوَط على نفسه وقع في خطيئة. وخروج الغائط نجاة من إثم، أو رحيل ضعيف. وربما دلّ الغائط على السفر، لقوله تعالى: (أو جاء أحد منكم من الغائط). والبراز يدل على قضاء الحاجة، ويدل على زوال الأمراض الباطنة، ويدل على الأفكار والوساوس وعلى رد الودائع. والغائط رزق من ظلم فاحش. ومن رأى أن غائطه كثير وأراد سفراً فلا يسافر. ومَن تغوّط في ثيابه فإنه يرتكب فاحشة، فإن كان في الخلاء فإنه فرج من هم أو قضاء دين. وإن تغوّط في مزبلة فهو دليل خير وذهاب الهم. والتلطخ بالغائط مرض أو خوف. وإن تغوّط في برية فالتقط الطير أو وحش الأرض غائطه وكان مسافراً قطع اللصوص عليه الطريق وذهبوا بماله. ومَن رأى أنه تغوّط ديداناً تشبه الحيات فتكثر عياله وتظهر له العداوة منهم. انظر أيضاً الحدث.
وأما الغائط: فقد قيل هو رزق من ظلم، وقيل هو دليل الفرج، ومن رأى أنّه أحدث، ذهب غمه. فإن كان ذا مال، فإنّه يزكي ماله. وإن رأى كأنّه أحدث غائطاً كثيراً وكان على سفر، فإنّه لا يسافر وتنقطع عليه الطريق.
وأكل العذرة: وإصابتها وإحرازها، مال حرام مع ندامة. وربما كان كلاماً يندم عليه لطمِع، ومن أحدث وكان الحدث جامداً، فإنه ينفق بعضِ ماله في عافية. وإن كان سائلاً، فإنّه ينفق عامة ماله. فإن كان موضع الحدث معروفاً مثل المتوضأ فإن نفقته معروفة بشهوته. وإن كان مجهولاً، فإنّه ينفق فيما لا يعرف مالاً حراماً لا يؤجر عليه ولا يشكرعليه، وكل ذلك بطيب نفس منه.وكل ما خرج من بطون الناس والدواب من الأرواث، فهو مال، إلا أنّ تحليله وتحريمه، بقدر ريحه وقذره وأذاه الناس، إلا أن يكون شيئاً غالياً كثيراً من عذرة الناس شبه الوحل، فهو هم أو خوف من سلطان. فإن أحدث في ثيابه أحدث فاحشة، وإن أحدث في سراويله غضب على زوجته ووفر عليها مهرها فإن رأى أنّه أحدث في موضع وستره بالتراب، فإنّه يستر مالاً. فإن أحدث على نفسه وقع في خطيئة. فإن أحدث في فراشه مرض مرضاً طويلاً، لأنّه ما يفعل ذلك في اليقظة إلا من لا يستطيع القيام، وتدل أيضاً هذه الرؤيا على مفارقة الرجل امرأته. وقيل من رأى كأنّه يأكل الخبز بالعذرة، دل على أنّه يأكل الخبز بالعسل في اليقظة، وقيل هو مخالفة السنة. فإن تغوط من غير قصد منه، فحمله بيده، فإنّه يرزق كيس دنانير حرام على قدر الغائط ومن رأى كأنّه يحدث في الأسواق العابرة العامرة، أو في الحمامات والجماعات، دل على غضب الله عليه والملائكة، وتناله فضيحة عظيمة، وخسارة كبيرة، وظهور ما يخفيه الإنسان، ويدل أيضاً على نقص يعرض لصاحب الرؤيا. فإن أحدث في مزبلة أو شط البحر، أو في موضع لا ينكر لذلك، فهو دليل خير وذهاب الهم والوجع.
فإن رأى كأنّ إنساناً معروفاً يرميه بشيء من زبل الناس، فإن ذلك يدل على معاداة ومخالفة في الرأي والظلم، يعرض له ممن رماه بها، ومضرة عظيمة. وكثرة زبل الناس أيضاً، تدل على تعويق عن الحركات، والإقبال على مضار كثيرة. والتلطخ بزل الإنسان، مرض أو خوف. وهو أيضاً دليل خير لمن أفعاله قبيحة، وقد امتحنا أنّ ذلك مما ينتفعون به.
وأما الفساء: فهو كلام فيه ذلة، فمن فسا أصابه غم، فإن كان بين الناس فإنه غم فاش يقع فيه. ومن رأى كأنّ غيره فسا وهو يشم، فإنّه غم يمر به. فمن رأى كأنه في الصلاة وخرج منه ريح غير منتنة، فإنّه طلب حاجة، ويدعو الله بالفرج، فيكلم بكلام فيه ذلة، فيعسر عليه ذلك الأمر.
ومن رأى أنه جمع غائطا فإنه إن كان صاحب بستان أفاد ونتج بستانه وإن كان له دور جمع مستغلاتها.
وإن كان صاحب سلطان جمع مالا من جباية أو نحوها.
وإن كان فقيرا جمع مالا من صدقة.
ومن رأى أنه يأكل غائطا فإنه يصيب مالا حراما يكره أخذه فيغلب عليه الطمع مع ندامة وربما يتكلم بكلام فاحش ويندم عليه، وكل شيء يخرج من بطون الناس والدواب من الأرواث فإنه مال، فأما ما كان يؤكل لحمه فروثه مال حلال، وما لا يؤكل لحمه فروثه مال حرام.
وقال جابر المغربي من رأى أنه تلوث بالغائط وهو في مكان مرتفع فإنه حصول مال وإن كان بمكان يكره وهو أسفل فإنه يصل إليه مضرة من جهة الوالي، وقال بعضهم رؤيا الغائط إذا كان على ما يكره أن يكون عليه في اليقظة فإنه هم وغم، وربما كان أمرا يكره أو ما لا ينبغي.